موسيقى من أجل «المعارضة العراقية» !، بقلم: محمد صادق الحسيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 4 صفر 1424 هـ الموافق 6 ابريل 2003 «ان أصوات القذائف المتساقطة على بغداد أعذب من أجمل موسيقى سمعتها أذناي، بل هي كقرع أجراس الحرية تؤذن لفجر جديد للعراق..» احفظوا هذا الكلام جيداً، ولا تنسوه وأنتم تتفحصون وجوه العراق الجديد الذي يصمم الغزاة على بنائه على أنقاض حكم الرئيس صدام حسين. انه كلام لوجه من وجوه «المعارضة العراقية» اليائسة والبائسة كتبه في جريدة نيوريبوبلك بتاريخ 26/3/2003م وهو يستعد لدخول العراق على ظهر دبابة أميركية محتلة. ثمة حدود لكل شيء، الا السقوط والخيانة! والا كيف يتلذذ مواطن بقصف بلده وشعبه وخاصة على يد اجنبي غاز كشف هو بنفسه أهداف حملته الحقيقية؟؟!! لكن كنعان مكية فعل ذلك ودوّن موقفه هذا في صحيفة أميركية شهادة للتاريخ بأنه ليس عراقيا بل أميركيا في الانتماء والمشاعر والهوية ونوع الموسيقى التي تعشقها اذناه! واذا ما اضفنا الى ذلك، التصريح الذي ادلى به رئيس ما يسمى بالمؤتمر الوطني العراقي المعارض: «بأن مستقبل اليهود سيكون درة التاج العراقي» عرفنا تماماً اتجاهات النظام العراقي المقبل الذي تعد له أميركا وحليفتها بريطانيا اللتين تجوب طائراتهما ودباباتهما سماء وارض العراق زارعين فيه الرعب والدمار. ولكن من سمح لأمثال هؤلاء المنسيين المرميين على طرقات واشنطن ولندن وغيرها من العواصم العالمية والمصالح «الملطخة» بتجارة الشعوب ان يتحولوا فجأة من مواطنين فخريين لدى الشركات المتعددة الجنسية والبنوك ودوائر بيع الاوطان «الاكاديمية» وغيرها ان يظهروا فجأة على «شاشة» المسرح السياسي العراقي وينالوا شرف المواطنة العراقية من جديد؟! ومن وضع رجال الدين في العراق وتاريخ الكفاح الوطني العراقي في خدمة هؤلاء؟! ومن فضل الطريق السهلة ـ لشخصه ـ للوصول الى الزعامة وكرسي السلطة ولو على انغام اصوات القذائف المتساقطة على بغداد والبصرة والناصرية وكربلاء والنجف؟! هؤلاء حسابهم عسير في الدنيا قبل الاخرة ولن ينالوا «شرف» الزعامة مطلقا، ذلك لأن اول من سيطردهم ويهمشهم ويخرجهم من حسابات الربح والخسارة هم أرباب حكومة الاحتلال المقبلة التي يعدونها للعراق. ولكن ثمة من يقول بأن البدائل التي ظهرت حتى الآن للرئيس صدام حسين وجماعته لم تقدم صورة «أجمل» أو «ألطف» منه لا عن نفسها ولا عن عراق المستقبل. بل ان ثمة من قال اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة بأنهم «صداميون» مثله في اشارة الى اخلاقيات وسلوكيات غالبية الوجوه المعارضة البارزة التي تسابقت حتى الآن في اظهار رغبتها الجامحة لخلافة حكم الرئيس القائد! مرة اخرى، التاريخ يكرر نفسه، ولكن هذه المرة بشكل كوميدي عجيب، النار والدمار والجوع والمرض والقهر والعذاب للكادحين والمعذبين والمستضعفين وهم الأكثرية، والموسيقى للأقلية المستبدة، من بعض رموز المعارضة التي لا تعرف طريقا للوصول الى مآربها الا على حساب الآخرين وعذاباتهم. ثمة من يقول انه اذا كان الرئيس العراقي صدام حسين قد حكم العراق لمدة 24 عاماً وهو في مساومات دائمة مع الاميركيين والانجليز على سعر النفط الذي يناسبه ويناسب رفاقه في الحكم والبقاء فيه أطول مدة ممكنة، فان الجماعة المقبلة على حكم العراق ليس لديها الوقت لمثل هذه «الاعمال الشاقة» فهي ستكون مشغولة بسماع الموسيقى، لا سيما موسيقى الجاز الأميركية التي ستستمر طويلا في محيط العراق العربي والاسلامي وهي تضرب بأوتارها العنقودية وغير العنقودية على فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان وايران وسائر بلاد المسلمين. فيما مفاتيح النفط العراقي سيتم تسليمها وبشكل نهائي الى الجنرال الأميركي الذي سيكون الحاكم الفعلي للعراق سواء ظهر بنبرته العسكرية على شاشات التلفزيون العراقي أم لم يظهر. وثمة من يقول اخيراً من ابناء العراق الشرفاء وما أكثرهم في عراق الرافدين الحبيب: اذا كان من الصعب جدا التصور ان هناك من هو قادر على مجاراة الرئيس العراقي صدام حسين في استبداده أو منافسته في هذا المجال بعد ان تجاوز كل الحدود المعقولة فإن ما هو قادم على العراق ـ وليس بالضرورة من باب القمع والاستبداد الفردي او السياسي او الديني... الخ ـ من باب ضياع مقدرات الوطن ونهب ثرواته وانسلاخه تماما من جسم الوطن العربي والاسلامي الكبير ربما جعل البعض من ابناء العراق المعارضين لحكم العراق الفعلي يستذكرون بيت الشعر العربي الشهير الذي يقول: دعوت على عمرو فلما فقدته بُليت بأقوام بكيت على عمرو. ـ أمين عام منتدى الحوار العربي ـ الايراني

Email