رأي البيان ـ الدفاع عن الاسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 5 شعبان 1423 هـ الموافق 11 أكتوبر 2002 مازلنا عاجزين عن الدفاع عن ديننا الحنيف الذي يتعرض لابشع واقذر حملة دعائية في الغرب كان آخرها ما جاء على لسان احد كبار القساوسة في الولايات المتحدة ويدعى جيري فالويل الذي لم يكتف بالنيل من المسلمين بل تطاول بكل بذاءة على رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم. للاسف الشديد معظمنا في موقف المتفرج «الغاضب» الذي لا حيلة له لفقده الثقة في نفسه! حتى المنظمات الاسلامية الدولية الكبرى.. تتحرك بسرعة السلحفاة وهي تدافع وترد بأسلوب خطابي لايساوي في قوته حجم الشتائم والسباب الذي يتعرض له الاسلام من الحاقدين الذين ـ في معظمهم ـ يدركون حقيقة الاسلام وقوة حجته وقدرته على توفير حياة كريمة لكل انسان ولكنهم يشنون حملاتهم الدعائية ضده للتشويش على مبادئه وابعادها عن عيون واسماع اي مواطن غربي، اوروبي او اميركي، يريد ان يعرف الحقيقة عن ديننا الحنيف الذي يحمل رسالة انسانية سامية تدعو الى السلام والعدالة. لقد علق اميركي مسلم من اعضاء مجلس العلاقات الاسلامية ـ الاميركية على افتراءات وبذاءة فالويل الذي يوصف بانه احد القساوسة البارزين في المجمع العمداني الاميركي قائلا: «من حق كل شخص ان يكون متعصبا لدينه اذا اراد، لكن ما يزعجني كمسلم انا وكل المسلمين في الولايات المتحدة اننا لا نجد اي رد قوي من جانب الزعامات الاسلامية والدينية عندما يتحول التعصب الى تحريض وعدوان على المسلمين». هذا صحيح.. والرد المطلوب هنا ليس بنفس الاسلوب الذي اتبعه هذا البذيء «فالويل» الذي تطاول على الاسلام، وانما الرد بالحجة والمنطق، فمثل هذا الـ «فالويل» يريد ان يجرنا الى حرب كلامية بذيئة ويسعى الى استفزازنا وربما كان من الافضل ان يكون هناك اسلوب للرد من خلال قيادات اسلامية ودينية لها وزنها، وما يشجعنا على عدم الانفعال او الصراخ هو ان هناك شخصيات اوروبية واميركية تندفع بحق للدفاع عن الاسلام والمسلمين، حتى ولو كان ذلك الدفاع لزوم العرف الدبلوماسي، فمثلا لم يصمت وزير الخارجية البريطاني جاك سترو وندد بشدة بتصريحات القس فالويل، قائلا ان تصريحاته ليست اهانة للمسلمين وحدهم بل للمسيحيين والمسلمين على حد سواء. واضاف: اذا كان ما قاله فالويل قد نقل بدقة فاني اعتبره اهانة واساءة. مرة اخرى.. لابد ان يكون هناك الرد القوي بعيداً عن اساليب الصراخ والتشنج، على الاقل هناك منظمة المؤتمر الاسلامي التي اصبح عليها الآن مسئولية جسيمة لمواجهة الحملات ضد الاسلام والتي بلغت ذروتها منذ احداث 11 سبتمبر 2001. نتمنى ان نشهد تحركا ايجابيا وفعالا يشفي غليل البسطاء من المسلمين الذين لا يملكون دروعا واقية من شرور الحاقدين في الغرب

Email