رأي البيان ـ نصيحة قائد حكيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 3 شعبان 1423 هـ الموافق 9 أكتوبر 2002 ما يصيب العراق يصيب العرب والمسلمين، وما ينفع العراق ينفع اخوانه العرب والمسلمين. بهذه الكلمات الموجزة البليغة عبر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة عن مشاعر أبناء الأمة العربية والاسلامية الذين يأملون ان يجتاز العراق الشقيق الأزمة الخطيرة التي يعيشها، باعتبار انه قلعة من قلاع الأمة العربية التي بحاجة الى العراق كما قال سموه. ان شعب العراق الشقيق واجه أبشع أشكال الحصار الاقتصادي على مدى 12 عاما. حصار دولي خانق لم يسبق ان تعرض له اي شعب في هذا العصر. وكل عربي او مسلم يشعر بمعاناة شقيقه في أرض الرافدين. العراق في وجداننا وحكومته مطالبة بأن تفعل ما تمليه الارادة الدولية وأن تفعل ما عليها، وأن تنتهز الفرصة السانحة الآن والمتمثلة في شبه الاجماع الدولي الرافض لأي عدوان يتعرض له شعب العراق. ولذلك عبر صاحب السمو رئيس الدولة عما يجيش في صدر كل عربي، ونصح الحكومة العراقية بتلافي الاسباب التي قد تؤدي الى تصعيد الموقف بما يعرض العراق لضربة عسكرية لا تحمد عقباها. فكلمات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي قالها خلال استقباله امس الاول وزير الخارجية العراقي ناجي صبري توجز حقيقة الموقف الذي قد يتعرض له العراق، وتدق ناقوس الخطر الذي يحدق بشعب العراق اذا لم يتم تغليب لغة المنطق والعقل على لغة العواطف والخطابة الحماسية. لقد قال سموه بحكمة القائد الذي يرفض اتخاذ مواقف مبالغ فيها تضر بمصلحة الشعب العراقي الشقيق: «نحن ننصحكم بأن تتقوا الشر بكل وسيلة، وبكل ما تقدرون عليه وأن تبتعدوا عن المطالب التي تزج بكم في مواقف غير مرغوبة وذلك حتى تحموا بلادكم وشعبكم من الأذى والضرر». ان على الحكومة العراقية ان تفعل ما عليها، فالموقف في غاية الخطورة، فهناك الآن توافق داخل مجلس الأمن الدولي استعدادا لاصدار قرار جديد بنزع الاسلحة العراقية. ويجب على الحكومة العراقية ان تفوت الفرصة وتنقل للعالم صورة تؤكد من خلالها ان العراق يعمل على تعزيز الأمن والسلام الدوليين.. وبالتأكيد لن تكون بغداد خاسرة، بل بامكانها تصويب الكرة بكل قوة الى الملعب الأميركي.

Email