خواطر ـ أسئلة حرجة تفرض نفسها ـ بقلم: عمر العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 29 رجب 1423 هـ الموافق 6 أكتوبر 2002 مثلما يؤكد الرئيس الأميركي إفكاً على عراق خال من أسلحة الدمار بغية تخليص العالم من بؤرة تهديد ماثل يصر رئيس التحرير على إبقاء هذه الزاوية خالصة من أشكال السياسة في سبيل إراحة القاريء والترويح عنه. ثمة احساس يراود محتل هذه المساحة اليوم بأنه يخرج عن نسقها العام. ومع انعدام الحدود الدنيا للمقارنة بين صدام حسين وبينه إلا أنه يخشى أن يعتبر أحد معاوني رئيس التحرير من «مفتشي التحرير» ممارسته ضرباً من التمرد وانتهاك القرارات السيادية. بينما الفارق لا يتطلب إبانة بين غطرسة الرئيس الأميركي وانفتاح رئيس التحرير على الحوار إلا أن كاتب هذه السطور يشعر بضرورة اللجوء الى الشرعية الدولية ممثلة في القراء لمساندته في الخروج على نسق الزاوية. مما لاشك فيه ان خاطرة القاريء نفسه مثل كاتب السطور مشحونة بالسياسة ومهمومة بها في الوقت نفسه حتى ان محاولة الانفلات عنها تبدو مغامرة حمقاء لدى القاريء مثلما هي عند الكاتب «ثمة أسئلة مشتركة لا حصر لها منها: كيف يمكن الهروب من قدر منطقة على حافة حرب حتمية تراوغ إدارة بوش توقيت شنها بغية تحقيق انتصار حاسم بخسائر أقل، بينما يراوغ الآخرون أميركا في سبيل انتزاع قدر أكبر من الغنائم. لماذا يجمع المشرعون الأميركيون صفوفهم من أجل منح بوش حق دفع شبابهم الى حرب غير منطقية ولا نحاول رص صفوفنا مؤقتاً للدفاع المشروع عن أطفالنا وحقهم في حياة أفضل؟ مادام لا يمكن لشعب أن يهجر الوطن هرباً من خسائر فادحة ألا يكون واجباً رحيل بضعة أفراد عن مواقعهم في محاولة لانقاذ ما يعتبره هؤلاء الأفراد انجازاتهم؟! من يضمن ان السيناريو الأميركي مع بغداد لن يتكرر مع عواصم عربية أخرى بحجج ومزاعم مماثلة أو مغايرة؟! ثمة عواصم عربية مرشحة بالفعل للتحرش الأميركي. بغض النظر عن محاولات استكشاف دوافع الأكراد غير المرئية أو غير المعلنة تبدو خطوات جمع شملهم المحاولة العقلانية الوحيدة في المنطقة التي تسبق المجهول. ما الذي يضيفه عراق أكثر تدميراً في الخاطرة العربية المشربة بالدم على المشهد الفلسطيني، حيث فقدت السلطة أرضها ومقارها؟ ألم يفقد الاسرائيليون أمنهم الأوسلوي. ماذا يفيد حين تكون المهمة حصراً على جرد الخسائر بدلاً عن المكاسب؟ كيف يمكن احياء الأمل من تحت الأنقاض وركام المذابح الجماعية؟ متى تفهم أيا ثوراً من الأحراش لم يلجم؟ أيعني القول بأن منطقتنا في موقع القلب من جغرافية العالم واقتصاده المعاصر القبول بتحويلها ساحة اختبار لصراع القوى؟ متى نفض العلاقة بين الثورة والدولة المفترى عليهما؟! هل يأتي علينا حين من الدهر تحلم فيه ابنة الرئيس بوراثة السلطة مثل أخيها؟! هل ستعترف كل فصائل المعارضة العربية بحق الآخر في السلطة إذا توصلت الى سدة الحكم؟

Email