آخر الكلام ـ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 28 رجب 1423 هـ الموافق 5 أكتوبر 2002 الدراسة العلمية الحديثة التي اعدها الدكتور محمد بوقفل وحصل بموجبها على درجة الدكتوراة والتي قرأنا عنها ملخصا في الخبر المنشور امس تتوصل الى نتيجة تعيد طرح اسئلة التطوير والتحديث التي ظلت لسنوات مثار حديث، خصوصا مع دخول المؤسسات والدوائر الحكومية التى وجدت نفسها فجأة مجبورة على تسيير اعمالها عبر شبكة الحاسوب، والتي وجدت نفسها ايضا وعلى الجانب الاخر مطالبة بتغيير أسلوب ادائها لتصبح اكثر توافقا مع ديناميكية التنمية الشاملة والمستدامة في المجتمع. واذا كان الدكتور بوقفل يطالب باعادة النظر في برامج التدريب والتأهيل التي تتبناها المؤسسات والدوائر الرسمية لان واقعها الحالي لا يواكب النتائج المرجوة منها، فانه يضعنا على محك السؤال القديم المتجدد، وهو: هل تنظم المؤسسات برامج التدريب والتأهيل من اجل صقل وتغذية مهارات موظفيها، ام ان المسألة روتين تعمل على اجتيازه المؤسسات والدوائر بحكم انه نشاط دوري عليها القيام به؟ في واقع الامر ومن خلال متابعات كثيرة لمثل هذه الدورات التدريبية، بالفعل يتكشف لدى المراقب ان هناك الكثير من الدورات التدريبية التي عقدت لم تعط نتائج إيجابية، بل ان اغلب الموظفين الذين يذهبون الى تلك الدورات يذهبون اليها من منطلق انها فرصة للراحة والاستجمام. واذا كنا هنا لا نفترض التعميم لكن هذا يحدث ويحصل بشكل عام. اما المسألة الاخرى والتي تعطل ما يحصل عليه الموظف من تدريب وتأهيل في دورة من الدورات هي ان الموظف حينما يعود من دورته وبعد ان يكون قد اكتسب مهاراتها، يأتي إلى مكان عمله ليجد انه مطالب بتقديم مهاراته السابقة او القديمة، اي بمعنى ان انخراطه في الدورة لم يقدم ولم يؤخر. وتصبح النتيجة مكانك سر. احد الاصدقاء الذين اعرفهم ذهب في العام الماضي الى دورة تأهيل استفاد من خلالها انه عمل على جهاز حديث ومتطور، تمكن هذا الموظف من اتقان العمل على هذا الجهاز، وحينما عاد الى وظيفته معززا بالخبرة الجديدة، لم يجد مجالا لممارسة هذه الخبرة، فقد عاد صاحبنا للعمل على جهازه البدائي القديم المتخلف!! على هذا المنوال هناك العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية التي يصرف عليها الشيء الفلاني من الاف الدراهم ولكن دون الوصول الى نتيجة. نحن مع النتيجة التي توصلت اليها دراسة الدكتور بوقفل، ونأمل بتعميمها كملاحظة مهمة على كافة المؤسسات والدوائر!

Email