للنساء فقط _ بقلم: مريم جمعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تساءلت أم ماجد بالأمس كم يملك رجالنا من وعي تجاه مسألة تعدد الزوجات, وكم يملك مجتمعنا من الوعي بها؟ وكان سؤالها في محله فقد اثنت عليه بالامس ام عبدالله. تقول أم عبدالله اننا لم ندرس المسألة جيداً لا دينيا ولا اجتماعيا, ونساؤنا المسكينات اللاتي لا يجدن لعبة تقطيع الازواج ووضعهم في اكياس الزبالة ماذا يفعلن غير طلب الطلاق؟! اعرف ان ما سيقوله بعض الرجال هو أن ظاهرة تعدد الزوجات ليست جديدة على مجتمعنا وانها كانت موجودة في مجتمع الغوص, وهذا صحيح, غير ان من يقول هذا يجب ان ينتبه الى امور أخرى, منها أن مجتمع الامس يختلف في تركيبته الاجتماعية عن مجتمع اليوم.. ليش.. لان مجتمع الامس لم يكن بهذا الاتساع والتعقيد, كان المجتمع محدودا فهو عبارة عن مجموعة عوائل تصل بينها رابطة النسب, وبينما كان الرجال يخرجون الى الغوص ولا يعودون في احيان كثيرة كان الاخوة والاقارب يتزوجون نساءهم الارامل حتى يشرفوا على تربية أولادهم وأرحامهم, هذا عدا عن أن الرجال في ذلك الوقت لم يتخذوا موقفاً متشككاً من المطلقة, فكانوا يسارعون الى الارتباط بها. مجتمع الغوص كان سخياً ملتزماً بمبادئه التي اقول بصراحة اننا لا نجدها في مجتمع اليوم.. والكلام مازال لأم عبدالله.. وما قولك في الجد والجدة اللذين يتطلقان والسبب هو الرجل الستيني الذي يقرر فجأة ان يتزوج من فتاة صغيرة يحلم بأن تعيد اليه شبابه والنتيجة انه لا يستطيع العيش معها طويلا فيحدث ما لا تحمد عقباه ويقع الطلاق وتفتح المطلقة بيتاً مستأجراً لها ولأولادها الذين يعلم الله بحالهم والذين هم الخاسرون الوحيدون, هذا قليل من كثير.. تقول أم عبدالله.

Email