إلى اللقاء ، نزيف لن يتوقف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبذل الجهات المعنية في الدولة من وزارة الأشغال أو البلديات ووزارة الداخلية متمثلة في إدارات المرور بالدولة جهودا مضنية من أجل الحفاظ على أغلى وأعز ما نملك وهو الشباب الذي يعتبر ذخر الأمة وسندها, حيث تقوم الأشغال والبلديات بتشييد أحدث الطرق وفق أفضل المواصفات من رصف وإنارة ولوحات ارشادية ونواحي الأمن والسلامة, كما تقوم إدارات المرور بتكثيف الدوريات وتحرير المخالفات ونشر الرادارات إلى جانب حملات التوعية المستمرة وسن التشريعات دون استمرار النزيف ولكن للأسف كل ذلك وفي رأيي لم يأت بنتيجة. دعوني أسرد لكم بعض الاحصائيات المهمة لإدارتي المرور في كل من أبوظبي ودبي حيث توضح تلك الاحصائيات وفاة 244 شخصا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري على طرقات أبوظبي ودبي فقط ناهيك عن بقية امارات الدولة. هل تتصورون ذلك, وفاة 244 شخصا خلال تسعة أشهر وفي امارتين فقط, انه لأمر مروع ومخيف, خاصة إذا علمنا ان 51 شخصا من اجمالي المتوفين هم من مواطني الدولة (27 في أبوظبي و24 في دبي) مما يدل على ان الدولة تخسر أعدادا كبيرة من مواطنيها بسبب حوادث السير ناهيك عن الوفيات الأخرى في بقية الامارات مما يجعل نزيف الدم مستمرا في زمن تحتاج فيه الدولة لشبابها أمل غدها وفي ظل تركيبة سكانية مخيفة يبلغ عدد الوافدين فيها أكثر بكثير من المواطنين. وتؤكد احصائيات المرور في كل من أبوظبي ودبي وربما أيضا بقية الامارات ان السبب الرئيسي المباشر لتلك الوفيات هو (الإنسان) أي السائق نفسه, حيث تكمن الأسباب في السرعة الزائدة وعدم ترك مسافة كافية والقيادة بطيش وتهور ودخول الطريق دون التأكد من خلوه وعبور الاشارة الضوئية وهي حمراء, ترى هل هناك تبرير لكل هذه الأسباب التي تؤدي لزهق مئات الأرواح غير (الانتحار)!! كنا في السابق نطالب بتشديد العقوبات ضد السائقين وتشييد أحدث الطرق والتوعية المرورية المكثفة, وتحققت كل المطالب منذ سنوات عديدة, والنزيف لا يزال مستمرا, إذن أين تكمن العلة؟ ومتى ستتوقف؟ إنها لمسألة محيرة لا أجد حلها إلا في يد الإنسان نفسه أي السائق, الأمر بحاجة للعظة وصحوة النفس لان جهود الحكومة والمسئولين كبيرة, والله من وراء القصد!! صالح الجسمي E-mail: aljasmi@albayan. co. ae

Email