الى اللقاء _ أغنيات وطنية _ بقلم: خالد درويش

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم هي عظيمة مكانة الوطن وعميقة جذوره الضاربة في وجدان ابنائه، يدينون له بالانتماء الذي حباهم به ويسطرون ولاءهم له صوراً وتضحيات, كل حسب موقعه وحسبما تملي عليه مسئولياته من واجبات. وقد ضرب شعب الامارات اروع الأمثال في الاخلاص في العمل وتفانيه في توظيف الامكانيات من أجل رفعة الوطن واعلاء شأنه بين الامم. والفن احد مجالات العطاء السامي تجاه الوطن والاغنية الوجه الثقافي المعبر عن شفافية انتمائنا اليه والمجال الاكثر رحابة للابداع وابراز التفاني في خدمة هذا الوطن وتقديرنا له. وعلى الرغم من كثرة الاصوات المحلية التي تزخر بها ساحتنا الغنائية والتي اخذت مكاناً بارزاً في صدر المنافسة على مستوى الوطن العربي الا انه يندر من صوت للأرض وتغنى بأفضالها وطرز بأدائه اغنيات عشق في حب الوطن. وبالدرجة الاولى فقد تحملت محطات الارسال الاعلامية هذا الدور الوطني والذي اصبح لزاماً على كل مطربينا المبادرة به دون انتظار تكليف او دعم من الهيئات المختلفة, فالامكانيات متاحة والمناسبة مفتوحة وكما تنصب اجتهاداتهم في الوقت الحاضر في اطار اختيار الكلمات والالحان المناسبة للاغنيات العاطفية يجب ان تعطى الاغنية الوطنية حظاً من هذا الاهتمام. كما ان على اجهزة الاعلام المرئي والمسموع ان تقبل الاغنية الوطنية الجميلة في اي وقت من أوقات السنة لا أن ترحلها الى المناسبة لاذاعتها بها وذلك تشجيعاً لمزيد من الانتاج ضمن هذا التوجه. اننا لا نسائل مطربينا ابتعادهم عن اجواء الوطن من خلال الاستعانة بشعراء وملحنين من خارج البلد رغم ان الوطن يجب ان يسجل حضوره في جميع الافعال والاعمال, ولكن عتبنا عليهم عدم تقديمهم الوطن في كلماته وموسيقاه العذبة, ومفرداته الجميلة. فالكثير من مطربينا يتصور ان الشهرة لن تتحقق له إلا بترديد الاغنيات العاطفية والشبابية ويقدمها على الاغنية الوطنية. كما يصر على أن يعزف على اوتار الغرب ويقدم تقاليع المجتمعات الاخرى, كما يتباهى البعض بصرف المبالغ الطائلة لتصوير الفيديو كليب في ارجاء العالم لاجل الشهرة وتحقيق الرواج بينما المناظر الطبيعية في الوطن تكاد تفوق ارقى المناظر العالمية في جمالها الخلاب وحضورها الطبيعي, فلماذا الدعاية والرواج لغير الوطن, بينما العديد من المطربين العالميين والمغنين في الكثير من دول العالم والوطن العربي يقصدون الامارات لتسجيل اغنياتهم وتصويرها بالفيديو كليب.

Email