مع الناس:بقلم-عبدالحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل ترغب في امتلاك فندق في لندن؟ قلت نعم, فقد فتح الاعلان في احدى الصحف شهيتي لامتلاك فندق حتة واحدة في عاصمة الضباب من دون ان امر قبله بشقة أو استديو او حتى فيللا في لندن, لأضيف بذلك هذا الفندق الى مجموع عقاراتي المحترمة في نيويورك والقاهرة وباريس وماربيا وجنيف . ومع أن غالبية المستثمرين العرب والأجانب لديهم عقارات واستثمارات في لندن خصوصا وبريطانيا عموما, الا انني شخصيا لم افكر في الاستثمار في لندن على الاطلاق, لاسباب تاريخية واخرى نفسية لن اذكرها منعاً للاحراج, وللحفاظ على العلاقات المتينة مع المملكة المتحدة, وكنت على الدوام استثمر بعيداً عنها ولا اتخذها سوى محطة عبور الى اوروبا وامريكا معا, حتى قرأت الاعلان المذكور في الصحيفة, فقلت: ليش لأ؟ وهناك اسباب طبعا لمثل هذا القرار الذي اتخذته, منه ان اسعار الفنادق المعروضة للبيع تبدأ من مليون الى 150 مليون جنيه استرليني, اي أن هناك مدى واسعاً يمكنني الاختيار فيه براحة وعلى حسب ما أريد من استثمارات, فوقع اختياري على فندق من اواخر القرن الثامن عشر معروض للبيع بثمن خرافي, هو 35 مليون جنيه استرليني فقط, يتناسب مع امكانياتي المادية, فقررت شراءه على الفور ودون تردد. ومن بعد الاسعار المريحة للفنادق المعروضة للبيع كسبب من اسباب الشراء, هناك الركود الذي تعانيه سوق الاسهم عندنا, وصحيح ان اسعار الاسهم الآن في احسن حالاتها للشراء, الا ان صعودها في المدى القريب غير مضمون, فأي شراء يمكن اعتباره مغامرة فعلية, مقابل شراء فندق في لندن, تشغيله يضمن موارد معقولة, ثم انه عقار لا يفقد قيمته مع الزمن, والحكمة تقول لا تضع بيضك في سلة واحدة. وهكذا طرت برفقة مدير اعمالي والسكرتيرة والمحاسب الى لندن لاتمام الصفقة, التي تمت فعلا في وقت قياسي بعد معاينتنا للفندق الفاخر الاثري, الذي يحتاج الى قليل من الصيانة ليتحول الى درة فنادق لندن, وقررت ان ابقي احد ادواره فارغا على الدوام للاستخدام الشخصي, بحيث لا اضطر كل مرة اسافر فيها الى لندن للسكن في الفنادق, فأمرت بإجراء الترتيبات والديكورات لتجهيزه وتأثيثه على احسن مايرام. وما ان انتهيت من اتمام صفقة الفندق واسناد ادارته الى شركة بريطانية متخصصة في الفنادق, حتى قرأت اعلاناً آخر يدعو هذه المرة الى اقتناء طائرة خاصة, لا عن طريق الشراء الكامل, وانما عن طريق المشاركة مع آخرين, وهو ما رأيته مناسبا تماما لي, فقد رفضت في الماضي ان اشتري طائرة خاصة بي, لان تكاليفها مع طاقمها ووقودها وتأجير ارضيات لها بالمطارات غير مجد بالنسبة لسفرات قصيرة وخاطفة كالتي اقوم بها, لذلك قررت شراء طائرة بالمشاركة بمبلغ 10 ملايين دولار ليكون لي حق استخدامها حينما اريد من دون اي صداع او تكاليف مستمرة. طبعا القارىء العزيز, لا علاقة له من قريب أو بعيد بمشاريعي الاستثمارية عبر العالم, فعلاقته معي تنتهي عند حدود قراءته لهذه الزاوية اليومية التي اكتبها متطوعا ومن باب الهواية, لولا انني هذه المرة وعبر شرائي للفندق الفخم في لندن, وتقديرا مني له في صموده اليومي على القراءة, اقدم له دعوة مفتوحة للنزول في هذا الفندق كلما سافر الى لندن, فلا يتكلف نفقات الاقامة, و ما على هذا القارىء سوى اطلاع مدير الفندق على أية قصاصة من هذه الزاوية, لكي يقدم له غرفة مجانية على الفور, فقد اصدرت له الاوامر بذلك, وعلى الرحب والسعة!

Email