رأي البيان: محادثات الفرصة الأخيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأتي محادثات السلام بين الفصائل الأفغانية المتصارعة والتي بدأت أمس في العاصمة التركمانية عشق آباد في وقت بالغ الدقة والحساسية لساحة المواجهات التي تشهد هدنة اجبارية فرضها فصل الشتاء والجليد الذي يعوق عمل الآلة العسكرية في مواقع المواجهات . فمع قرب انتهاء فصل الشتاء وفتح المعابر والطرق تستعد آلة الحرب للتحرك, لكن ثمة ما يدعو للأمل في تجنيب البلاد فصلاً جديداً من الصراع, نتائجه معلومة للجميع, وهي المزيد من الخراب والتدمير والقتل والتشرد لارض وشعب ذاق ويلات الصراعات والحروب دونما توقف منذ ما يزيد عن عقدين. واذا ما نجحت محادثات عشق آباد في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الأسرى بين الفصائل المتحاربة فان هذا يعد انجازاً كبيراً يأمل الجميع في تحقيقه كما يعد مدخلاً مهما يعزز الآمال في امكانية التوصل لاتفاق سلام طالما طال انتظاره في تلك البلد التي دمرتها نيران الحروب. والرهان الآن على لحظة تعقل وحكمة وإدراك للعواقب من قبل قادة الفصائل المتصارعة تجاه الشعب الافغاني الذي عانى الكثير. وعلى قادة الفصائل ان يعوا مسؤوليتهم تجاه هؤلاء لتعزيز فرصة نجاح هذه المحادثات التي تعد فرصة اخيرة لإحلال السلام, ولو تطلب الامر تقديم تنازلات من هذا الفصيل او ذاك, ذلك ان العناد والاصرار على المواقف لن يجر الا العواقب البغيضة التي يعرفها الجميع.

Email