رأي البيان: انتخابات مفتعلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يحل أي موعد لاستحقاق فلسطيني, تتحرك عقارب الساعة داخل اسرائيل ببطء شديد نحو التنفيذ وبسرعة صاروخية نحو دروب ومسالك التهرب من الوفاء بالالتزامات وبشكل يكون شبه اجماع . فعلى حين غرة, استيقظت اسرائيل على حمى الانتخابات المبكرة, وعلى الفور وافق الكنيست وبأغلبية كبيرة لا يحظى بها اي تصويت في البرلمان الاسرائيلي الا وهي 75 صوتا. والأدهى من ذلك ان تبدأ بالفعل الحملة الانتخابية ويبدأ المرشحون في تنظيم صفوف أنصارهم استعدادا لما أسماه الرئيس الفلسطيني بحق بالانتخابات المفتعلة. فهذه الانتخابات المقرر أن تجري في الربيع المقبل ليست الا وسيلة لتحقيق هدف لم يتخل نتانياهو يوما عنه حتى وهو يوقع على اتفاق واي بلانتيشن ألا وهو وقف مسيرة السلام وعدم التنازل عن أي شبر من الأرض للفلسطينيين. فلماذا تجمد حكومة نتانياهو تنفيذ اتفاق واي بدعوى الانشغال بالانتخابات, واذا كان الأمر كذلك, فهل الانتخابات ستشغلهم فقط عن اعادة الانتشار في الضفة الغربية ولن تشغلهم عن كافة تعاملاتهم الخارجية وعن الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية المبرمة مع دول شرق أوسطية وأوروبية وأمريكية؟ الجواب بالطبع ان مسرحية تلك الانتخابات جرى تأليفها واخراجها من أجل حرمان الفلسطينيين من حقهم المشروع في تنفيذ بنود اتفاق شارك في رعايته شخصيا الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. ولكون الفلسطينيون قد نفذوا كل ما طلب منهم وهو كثير وفادح الثمن, فالعالم كله ينتظر من اسرائيل أن تؤدي دورها في الاتفاق, ولذا توجب ابتكار تلك المسرحية حتى يتأخر فتح الستار او قد لا يفتح أبدا على فصل استكمال اعادة الانتشار بالضفة.

Email