مع الناس:بقلم- عبدالحميد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ اعتبارا من اليوم حملة اغاثة شعب العراق, التي وجه سمو الشيخ محمد بن راشد بتنظيمها تحت اشراف مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية , وهي حملة نتوقع لها نجاحا باهرا, بفضل الدعوة اليها وصاحب الدعوة, علاوة على ما نعرف عن شعب الامارات ومواقفه في مثل هذه الحملات الخيرية. وهناك استعدادات كبيرة اعلامية وغير اعلامية, اتخذتها مجموعة من جمعيات البر والخير التطوعية لتنفيذ هذه الحملة لصالح الشعب العراقي المنكوب منذ سنوات بالحروب والحصار والدمار, وهي جمعيات مرخصة ومشهود لها بقيامها بأعمال خير كثيرة, خاصة في شهر رمضان الذي يستجيب فيه المواطنون والمقيمون عادة لأعمال الخير والبر أكثر من غيره من الشهور. أما الشعب العراقي الذي يستحق النجدة والاغاثة وتقديم كل ما يمكن من عون ومساعدة له, فهو أقل الشعوب حظاً في الحصول على المساعدات, رغم مأساته الطويلة ومعاناته المستمرة منذ سنوات طويلة, سواء بسبب الحروب التي مرت عليه ولم يكن فيها سوى الضحية باستمرار, أو بسبب آثار هذه الحروب المدمرة لاقتصاد بلاده وخيراتها, كالحصار والعقوبات والأزمات المتلاحقة, وآخرها عملية (ثعلب الصحراء) , وذلك بسبب طبيعة الخلافات السياسية التي باعدت بين العربي وشقيقه والمسلم وأخيه, وحالت دون نجدته. وهكذا فالتعاطف مع الشعب العراقي إلى حد الألم والحزن والأسى لم ينقطع لحظة حتى في أحلك هذه الظروف السياسية, بما في ذلك ظرف الغزو العراقي للكويت نفسه, وهو ما عبرت عنه على الدوام بعض المواقف السياسية الحكيمة, كموقف الامارات, الذي ميز بين النظام وبين الشعب, وبين ما ترتكبه القيادة من حماقات في حق شعبها وأمتها, وبين الأفراد والجماعات من العراقيين الأبرياء, فكان هذا الموقف, خير تعبير عن وضوح الرؤية وتلاحم الدم وأخوة المصير. وبعد سنوات من الحصار المستمر والعقوبات الدولية, اكتشف العالم كله, لا العرب وحدهم, ان نظام العقوبات لم يضر سوى بالشعب العراقي, الذي زاده هذا النظام فقرا ومعاناة وتشردا وموتا لنقص في الدواء والعلاج, على معاناته من الحروب والأزمات, فتكون نصرة هذا الشعب واجبا قوميا ودينيا وإنسانيا في هذه الظروف المأساوية, طالما ان رفع الحصار والغاء العقوبات غير متيسر حاليا. وعليه فنجاح الحملة الخيرة التي تنطلق اليوم لصالح الشعب العراقي مضمون, لنبل الدعوة أولا, ولخبرة جمعياتنا الخيرية الطويلة في تنظيم مثل هذه الحملات, التي سبق أن نجحت فيها لصالح شعوب أخرى عديدة, والأهم لينابيع الخير الكثيرة والعذبة في نفوس مواطنينا, التي سبق أن روت بمائها عطش شعوب أخرى لمت بها كوارث مماثلة ومرت عليها نوائب مشابهة. ويبقى من ثمرات مثل هذه الحملة النبيلة أن الشعب العربي في العراق سيقدر ان له أخوة وأشقاء في الخارج, فتعيد مثل هذه الحملات التطوعية بناء الجسور التي هدمتها السياسة ووصل ما انقطع من حبال الود بين الأشقاء.

Email