رأي البيان: واشنطن ترفض

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت واشنطن رفضها للشروط الثلاثة التي وصفتها الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ اتفاق واي بلانتيشن. وهذا الرفض في حد ذاته إجراء نادر لم تقدم عليه الادارة الامريكية إلا مضطرة لحفظ ما تبقى من مصداقيتها كوسيط لعملية السلام المفترض فيه ألا ينحاز قلبا وقالبا لتل أبيب وأن يلتزم بالحياد . ونتانياهو هو الذي أجبر واشنطن على هذا الموقف بعد أن بعث اليها خطابا رسميا يبلغها وقف تنفيذ الإتفاق حتى يتخلى الفلسطينيون رسميا عن اعلان الدولة المستقلة وعدم المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والكف عن التحريض على العنف. واستغل رئيس الوزراء الاسرائىلي مناسبة الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها كلينتون لغزة منتصف الشهر الجاري حتى يبتز واشنطن ويمارس مزيدا من الضغوط ويحصل على تنازلات أكثر من الفلسطينيين. فلا يمكن للرئىس الامريكي في ظل اجواء التوتر الحالية وتعطيل الاتفاق ان يزور غزة للمرة الاولى في مناسبة سيتابعها العالم كله, وستصور للقاصي والداني على أنها دلالة على ما تحقق من سلام وعلى إمكانيات التعايش الفلسطيني اليهودي والعربي اليهودي فضلا عن التعاون الاقتصادي المشترك في منطقة الشرق الاوسط. وإذا كان نتانياهو قد أبدى عدم إكتراثه بالرفض الامريكي وصمم على وقف تنفيذ الاتفاق! فإنه أقدم كذلك على زيادة رموز التطرف في حكومته بعرض مقعد في مجلس الوزراء المصغر على وزير التعليم إسحق ليفي الزعيم المتشدد للحزب القومي الديني. ومرة اخرى سيبرز دور الاختلال في ميزان القوى ولن تكون التنازلات الا من نصيب الطرف الفلسطيني, ولكن تلك المرة سيكون الثمن غاليا ولن يبقى بعده أي شيء للفلسطينيين.

Email