السجن إصلاح أم عقاب:بقلم- عبدالرحمن السيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

السجن اصلاح وتهذيب اعتقد انها عبارة غير دقيقة ان لم اقل انها خاطئة من الاساس . وتأتي المشكلة في البداية من الخلط بين امرين اولهما امر العقوبة الرادعة للمذنب كي لا يعود الى الذنب مرة اخرى. وليكون عبرة لغيرة كي يتعظ فلا يرتكب الجرم نفسه, والامر الثاني ان المذنب ضحية ظروف تعرض لها افضت لارتكابه الجرم. ان وضع الخط الفاصل بين هذين الامرين مهم, كي لا تختلط الاوراق وكي نتدخل في الوقت المناسب بالعقوبة الرادعة ام بالتقويم والاصلاح. كل ذلك يعتمد على اجتهادات القضاء وفقهاء القانون ورجال القانون بشكل عام. لقد عانت العديد من الدول من مشكلة السجناء وازدحام السجون ليس من بينها الولايات المتحدة والتي طالب احد اعضاء الكونجرس قبل سنوات بجلد السكران علنا امام الناس ليفضح ويتعظ. حيث تشكل ظاهرة السكر قضية اجتماعية اخرى في المجتمع الامريكي. والعقوبة مسألة يجب ان تؤخذ بالحذر, حيث تشكل العلاقات الاجتماعية والثقافة في الوقت الحاضر وفي بعض جوانبها كأفلام الاثارة والعنف على سبيل المثال لا الحصر رافدا من روافد الجريمة. لذا فانه يجب مكافحة الجريمة من جذورها الاجتماعية والثقافية وبشكل متكامل. عندها تصبح الجريمة ظاهرة شاذة ومن أفراد يستحقون العقوبة لا ارى السجن وسيلتها للعديد من الاسباب أهمها ما يلي: 1 ــ الحرمان العاطفي والجسدي للمذنب فطول الفترة التي يقضيها المذنب في السجن تعزله عن ممارسة حياته الطبيعية التي تعني حرمانه من تلبية العديد من الدوافع العاطفية بالتواصل مع الاقارب والاصدقاء بما يعني فراغا نفسيا يكبر ويشتد خطره بطول مدة السجن. كما ان هناك الحرمان الجسدي للمذنب المتزوج على وجه التحديد. ويعمل عدم اشباع هذه الدوافع دوره الكبير في التمزق النفسي وما ينتج عن هذا من تشكيل نفسية محبطة يائسة وعدوانية منتقمة بما يعني احتمال العودة الى الجريمة مرة ثانية بعد انتهاء فترة العقوبة وحصول المذنب على حريته من جديد. فنفسية عدائية قد تعني لها الحرية فرصة للانتقام. حيث ان الاحباطات التي مر بها المذنب في السجن بالاضافة الى مشاعر الحرمان وسوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء ليس احدها الاهانة والحط من الكرامة. هذه الاحباطات ومشاعر الحرمان تشكلت على مدى فترة طويلة يصعب بل احيانا يستحيل التخلص منها. كما ان الحرمان العاطفي والجسدي لا يطال المذنب السجين فقط. بل اقاربه خاصة الاقربين كالاولاد والزوجة. فالاولاد قد يكونون صغارا وفي حاجة الى رعاية واهتمام. وتبرز مشكلة غياب الأب ولفترة طويلة فرصة كبيرة لانحرافهم كذلك الزوجة والتي قد تكون شابة. وما يعني الحرمان العاطفي والجسدي لها من الام. واحتمال الانحراف قد يكون واردا. كذلك قد يكون للسجين والمدان وليس بخاف الم بعد الابن عن الوالدين من ألم وفراغ. كل هذا يعني ان العقاب طال اناسا ابرياء لا علاقة لهم بالذنب أو الخطأ الذي ارتكبه المذنب. 2 ــ غياب المعيل: فقد يكون للسجين اسرة (زوجة واولاده) او والدان كما ذكر. أو اقارب يقوم بالانفاق عليهم وبالنسبة للزوجة والابناء. فغالبا ما يكون دخل المعيل هو دخولهم جميعا. ولا شك ان فترة السجن لا يستلم عليها السجين اجرا. ويجب ان تكون هناك اعانة اجتماعية رسمية حكومية او عائلية. الا انها لا تكفي كالراتب. ويشكل انعدام الدخل مشكلة كبيرة. فالمال لاشك له دوره في تلبية احتياجات الحياة خاصة الحديثة. كالمأكل والملبس والسكن. وهناك احتياجات كمالية واحتياجات جدت بفعل التطور الحضاري. ويلعب الفقر والحرمان المادي دوره السلبي الكبير على حياة الام والابناء. فتترتب عليه العديد من المشاكل الاخرى. 3 ــ العطل الاقتصادي للمجتمع من يد منتجة: فوضع المذنب السجن لفترة يعني ان هناك يدا تعطلت عن الانتاج في المجتمع في هذه الفترة ويزداد الامر سوءا بازدياد عدد الافراد المسجونين. 4 ــ تكلفة السجن: فلاشك ان عقوبة السجن تعني بناء للسجن. ورواتب حراس واستهلاك مأكل ومشرب وكهرباء ومياه واستهلاك مبان.. الخ دون مقابل لهذا. 5 ــ الانحرافات داخل السجن: فاحتجاز حرية شخص لفترة طويلة كما ذكر يعني حرمانه من اشباع العديد من الدوافع الخاطئة بما يعني اشباعها بسلوك آخر غير سوي. وأوضح على ذلك انتشار ظاهرة المخدرات والشذوذ بين السجناء. 6 ــ تعلم سلوكيات خاطئة جديدة: فاختلاط المذنبين في مكان واحد خاصة انهم ممنوعون من الخروج من السجن والاختلاط بأفراد المجتمع. يعني تبادلهم المعارف الخاطئة واساليب الجريمة المختلفة فيدخل السجين لجريمة ارتكبها ليخرج متعلما عدة جرائم قد يرتكب واحدة منها على الاقل بعد خروجه من السجن.

Email