رأي البيان : هموم العالم وفراغ القمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي انعقاد الدورة الثالثة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة مع تفاقم المشكلات التي تجتاح العالم وهو على أبواب الألفية الثالثة . وتتنوع قائمة الهموم التي يدخل بها العالم هذه الألفية ما بين مشاكل حدودية يتسع نطاقها يوما بعد آخر في مناطق متفرقة من الأرض وبين صراعات اقليمية ومشاكل اقتصادية لم تعد تعترف بالحدود. واثارة هذه المشاكل تثقل كاهل الدول المتطلعة للاستقرار والطامحة في خطط تنموية من أجل مستقبل أفضل لشعوبها. والمطالع لخريطة توزيع هذه القائمة من الهموم سيكتشف للوهلة الأولى ان نصيب العالم العربي والإسلامي كبير بدءا من القضية الفلسطينية والحقوق العربية المغتصبة بأيدي الصهاينة والتي لم تسفر عملية التسوية المتعثرة عن أي تقدم ملموس بشأنها. مرورا بمعاناة شعب العراق والحظر المفروض على ليبيا إلى جانب القلاقل في القارة السمراء على أطراف دول عربية, والتي يعد تصعيدها تهديدا لأمن هذه الدول وحتى بؤر التوتر المختلفة من كوسوفو إلى أفغانستان.. والقائمة تطول. وأمام هذا الواقع المحتشد بالمشاكل والهموم تبدو القوى العالمية التي يرجى منها الإسهام ايجابيا في إرساء صيغ حلول عادلة منكفئة على ذاتها أمام همومها الخاصة بدءا بواشنطن وحتى موسكو مع الاختلاف في طبيعة الهموم. وإزاء هذه الحقيقة يجب اعادة النظر في الطريقة الاتكالية التي اعتادها الكثيرون في التعامل مع قضاياهم ويستدعي هذا تعزيز قيم التعاون والحوار وتفعيل المنظمات الدولية والعمل على تنقيتها من السلبيات بالصورة التي تفرز دورها حاضرا ومستقبلاً.

Email