المعادلة السهلة: بقلم - د. خليفة علي السويدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

( H2O) رمزكيميائي للماء فهو يتكون من ذرتين هيدروجين وذرة اكسجين, فاذا استخدمنا نفس التركيبة ولكن بتغيير الاوزان خرج الماء عن طبيعته من مصدر للحياة الى مورد للهلاك اذا ما شربه الانسان. فلو تحولت التركيبة الى (H202) فهو حمض لا يستطيع الانسان التعامل معه. اذن فتغير الاوزان المستخدمة مع ذرة الهيدروجين والاكسجين كانت لديناخواص جديدة عن الماء . المقدمة الثانية: (ص1 + س1) عندما يحاول الرياضيون نمذجة (Modeling) أية مشكلة في واقع البشر وتحويلها الى معادلة في الرياضيات, يحرصون دائما وأبدا على أن تكون هذه المعادلة بسيطة, بلغة الرياضيات تكون من الدرجة الاولى ــ أي ذات الأس الواحد ــ وهذه تسمى بالمعادلة السهلة, وكلما زاد الأس زادت المعادلة تعقيدا في الحل. والرياضي الجيد هو الذي ينجح في نقل المعادلة من أس (2) الى أس واحد وقد يحصل ان فعل ذلك على درجة الماجستير لأنه أنقذ البشرية من تعقيد قد لا يكون له داع. معادلة البشر باستخدام المقدمة الاولى والثانية أريد كتربوي الوصول الى معادلة تسهل علينا عملية التربية لدى الانسان, وذلك بمقارنته بتركيبة الماء واستخدام المعادلات الرياضية وبهذا فإنني أتصور الانسان مكون من معادلة سهلة هي (ع1 + ر 1 + ج 1 = انسان), فحرف العين يشير الى العقل, والراء الى الروح, والجيم الى الجسم. وهل يتكون الانسان من هذه العناصر المهمة والتي لو نجحنا في تربيتها كان لدينا الانسان المطلوب ولو فشلنا في هذه التربية تكون لدينا بشر لكنه من نوع آخر كالماء الثقيل في الكيمياء. الجسد (ج 1) وهو العنصر المادي الذي يحمل العقل والروح متى استقام الجسم أمكن بعده - حفظ النهى وصيانة الأفهام والاهتمام به من الأمور المطلوبة وتحقيق حاجاته من الاشياء الضرورية لكي تستقيم الحياة, ولكن هذه الامور لابد أن تكون وفق الضوابط التي تحدثنا عنها سابقا والتي ترتبط بالعقل والروح. ومما يحافظ به على هذا الجسم الغذاء المتوازن والرياضة المنتظمة والابتعاد عن العادات التي تضر ببناء هذا الجسم. تحت التراب ان تركيبة الانسان الثلاثية (العقل والروح والجسد) تجعله يرقى بنفسه ويسمو بكيانه متى ما تعامل مع كل مكون من مكوناته بأسلوب تربوي يتميز بالشمول والتوازن. الشمول الذي يجعل اهتمام الانسان في التربية بكافة مكوناته. والتوازن هو السمة التي تجعل الانسان مهتما بكافة المتغيرات في تركيبه بالقدر المناسب, فلا يطغى جانب على آخر. ينبغي ان تكون معادلة الانسان مع النوع البسيط (ع1 + ر1 + ج1) عندما يتكون لدينا الانسان المطلوب. ولكن لو ركز الانسان على عنصر من العناصر تكون لدينا التطرف غير المرغوب فــ (ع2 + ر1 + ج1) ينتج عنها انسان اهتم بعقله حتى تحول معه هذا الانسان الى كمبيوتر فاقد لمعاني الانسانية و(ع1 + ر2 + ج 1) تكون لدينا هذه المعادلة الانسان الذي تصور ان بامكانه ان يكون ملكا شفافا في روحانياته على حساب حاجات الجسد والعقل, والمعادلة التالية (ع1 + ر1 + ج2) تخرج لنا بشرا أقرب الى الحيوان منه للانسان فهو الذي وفر حاجات الجسم من مطعم ومشرب وشهوات مختلفة حتى قادته هذه الشهوات الى طريق غير منتهية من التعب والشقاء. انه التطرف الذي تعاني منه البشرية اليوم, والذي يريد الخروج منه عليه بالتربية الشاملة والمتوازنة لمكوناته انها المعادلة السهلة في التربية (ع1 + ر1 + ج1) = انسان, عرج بروحه وعقله وجسده الى أرقى معاني التربية والتزكية حتى استحق النجاح في دنياه وآخرته وهذه المعاني من لم يفهم مغزاها وهو على الارض سيدرك معناها تحت التراب!!!

Email