الله مع الجزائر بقلم: د. أحمد القديدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اللقاء القبض على مئات من اعضاء الميليشيات المسلحة المفروض فيها مكافحة الارهاب ومن رجال الشرطة ومن رؤساء البلديات الرسمية بالجزائر سيرى الجزائريون والعالم لأول مرة وجوه مرتكبي ومنفذي بعض المذابح في مناطق غليزان وبوطلحة والزوابرية وغيرها وسيضع الناس وجوها وملامح معلومة على اشباح مجهولة ظل العالم يندد بجرائمها مدى السنوات الست الماضية ولا يراها, وظلت وسائل الاعلام الغربية تنسبها لمن تسميهم (متطرفين اسلاميين) مثلما فعلت عندما نفذ اجد افراد الحرس الجمهوري الخاص جريمة قتل رئيس الجزائر محمد بوضياف في يوم مشهود, ثم افاق العالم على حقيقة مخيفة وهي ان بوضياف صفي هناك بعيدا جدا عن القضية الاسلامية ومسائل الهوية, وبالطبع لا يمكن ان نعلن براءة بعض الجماعات المتطرفة المعزولة في بعض العمليات لكن الذي ثبت هو ان عناصر اخرى (مافيوزية) تعمل في الظل وتشعر بأنها في امان من الملاحقة, تقوم هي ايضا بجرائم منكرة يروح ضحيتها اطفال رضع ونساء وشيوخ لاسباب سوف نعرفها اذا ما تمت محاكمتها علنا ورفع الستار عن هذه المذابح التي صدمت ضمائر الناس في اقصى الدنيا وادناها ولم تعرف لها البشرية سابقة لا في تاريخ الجزائر ــ حتى الاستعماري منه ــ ولا في تاريخ المنطقة ولا في تاريخ الامة الاسلامية. واذا تبين لنا ان سعي حكومة الرئيس الامين زروال لمحاكمة هؤلاء سعي (موفق) وغير قابل للتأجيل, فاننا ربما نأمل الخير ــ بعضه أو كله ــ في وجود حلول سياسية وحضارية لمشاكل المجتمع الجزائري التي هي سياسية وحضارية, ولا يمكن ان تكون هذه الحلول جذرية وجدية الا متى شاركت فيها كل القوى السياسية والحضارية الرافضة للعنف والمنتمية للجزائر هوية ووطنا واسلاما وتاريخا ومصيرا, قبل ان يتسع الخرق على الراقع. لقد طالت محنة الشعب الجزائري, وتجاوزت سنواتها سنوات الثورة الجزائرية ذاتها 1954 ــ 1961 بل وسنوات الحرب العالمية الثانية 1939 ــ 1945, وتجاوز عدد ضحاياها ما يمكن ان يمس شعبا من الشعوب حلت به صراعات داخلية في العصر الحديث مع ان الجزائر تتميز برصيدها النضالي الوطني الانساني الطويل وبمنزلة في العالم العربي وافريقيا ودول عدم الانحياز قل ان تبلغها دولة, فالله مع الجزائر, الله مع الجزائر. الخميس: السلام على روحك الطاهرة يا جوهر عامان مرا على يوم استشهادك يا بطل الابطال, ويا سيد شهداء هذا العصر يا جوهر دوداييف, كان يوم 21 ابريل 1996 يوم حسب الناس انك بين الاموات في حين انك مثل الذين قتلوا في سبيل الله احياء عند ربهم يرزقون. عامان مرا فانظر من جنتك إلى وطنك الشيشان وهو ينعم بالاسلام وبالحرية وبالاستقلال بعد ان قدت شعبك المسلم في مقاومة مشروعة صامدة ضد الطاغوت الروسي, قم فانظر من جنات الخلد إلى عودة الحروف العربية الكريمة تعوض الحروف اللاتينية في جمهورية الشيشان الاسلامية, قم فانظر ما اروع بنات جروزني وهن محجبات رافعات الهامات قاصرات الطرف باسلات طيبات قانتات عليهن مسحة الكبرياء الاسلامية وسيلدن ابطالا وينجبن رجالا, وهل تعلم ان آلاف المواليد الجدد يحملون اسمك يا جوهر تبركا وتيمنا ووعدا حقا. يا له من مثال حضاري عظيم ضربته لهذا العصر الحجري الجامد فقدمت روحك فداء اسلام شعبك بعد ان دكت الطائرات والدبابات كل مدينة وكل قرية وسوت وطنك بالارض, لقد افاق شعبك من تحت الانقاض على صيحة التكبير: الله اكبر فهب للمقاومة ووهبه الله النصر, رفض الشيشانيون ان يهنوا ويحزنوا وهم الاعلون والله معهم, رفضوا ان يكونوا (واقعيين) وان يفاوضوا في اصول العقيدة والحرية وان يتنازلوا عن الحق, فأتاهم النصر من عندالله سبحانه. انها الامثال يضربها الله تعالى للمؤمنين حتى لا يقنطوا من روح الله ويبيعوا الكبرياء والاخرة بسراب بقيعة, فيتهافت الكفار عليهم حين يضعفون كما تتهافت الاكلة على قصعتها كما جاء في الحديث الشريف. لك الجنة ولك المجد, لك الفوز ولك الخلد, يا زين الشهداء يا من احتاجوا إلى صاروخ لقتلك لانهم يعلمون انك قلعة عالية وانك صرح شامخ وأنك طول عتيد. ايتها المنارة, ابعثي نورك للتائهين, لعل فيها لهم هدى.

Email