مع الناس ـ بقلم: عبدالحميد أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لدينا منشآت رياضية عملاقة في أنحاء الدولة, بعضها لرياضات جديدة بدأت تطل علينا وتأخذ مكانها بين الرياضات المعروفة, ولا نتحدث عن منشآت الأندية الرياضية , فهذه كبيرة ومهمة أيضاً, بل عن منشآت اخرى تلقى الدعم الكبير من حكوماتنا المحلية والتأييد والتشجيع بلا حدود, وتدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون لجميع أنواع الرياضات والتشجيع عليها. من هذه المنشآت اندية الجولف وملاعبها, فهي ضمن أجمل ساحات الجولف في العالم صممت لتلائم هذه اللعبة من ناحية ولتكون مناطق سياحية في الوقت نفسه, وهناك منشآت الرياضات البحرية والسباقات بأنواعها, ثم هناك اندية ومضامير واسطبلات الخيول والفروسية والبولو, ونضيف عليها منشآت لعبة التنس وسباقات السيارات والسنوكر والبولينج والرماية, وفي كل منها من المباني والتجهيزات ما يجعلها من معالم البلاد ونقاط جذب للكثيرين. وباستثناء قلة من هذه الرياضات والمنشآت, فإن علاقة المواطنين بأكثرها لم تتوطد بعد على النمو المأمول, الى درجة انه يمكن القول ان غالبية شبابنا لم يزر هذه المنشآت ولا هو يعرف طريقاً لها أكثر مما يراها في التلفزيون او يسمع عنها في الاذاعات او يقرأ عنها في الصحف في المناسبات العالمية التي تنظمها بعض هذه المنشآت مما نفخر به, فما السبب؟ طبعاً هناك من الأسباب ما يعود الى حداثة بعض هذه اللعبات على شبابنا كالجولف والبولو مثلاً وعدم اكتشافهم بعد لمواطن الاثارة والجمال والمتعة في هذه اللعبات لكي يقتحمها من يرغب فيها, ثم هناك من الاسباب ما يعود الى هذه الأندية والمنشآت التي كرست نفسها لاستضافة البطولات العالمية فحسب, وهو جهد مطلوب ونشاط مشكور لا غبار عليه, فاكتفى المواطن منها اما بالتنظيم والادارة او بالمشاهدة من بعيد. وبعد سنوات من قيام هذه المنشآت والأندية فمن المفترض انها اجتذبت من شبابنا من اجتذبت وكسبتهم كلاعبين في هذه اللعبات الجديدة, هم اليوم قلة للأسف لا يتناسب عددهم مع ضخامة هذه المنشآت والدعم الذي تتلقاه وعلى الرغم من التوجيهات المستمرة لكبار المسؤولين بتشجيع المواطنين على الانخراط في هذه اللعبات. وفهمنا ان هناك دورات تدريبية تنظمها بعض هذه الاندية كأندية الفروسية مثلاً لصغار السن الراغبين في تعلم ركوب الخيل, لولا ان قائمة الانتظار تطول امام صغارنا من المواطنين لتعلم مثل هذه اللعبات, حيث ينافسهم ابناء الجاليات في الحجوزات, فيما التوجيهات الصادرة من المسؤولين هي لتعليم المواطنين اولاً. واسعدني مؤخراً (كما اسعدني سابقاً توجيهات سمو الشيخ محمد بن راشد بتعليم أبنائنا الجولف) توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد لنادي غنتوت للفروسية والبولو بفتح مدرسة لتعليم الناشئة رياضة ركوب الخيل ولعبة البولو, ما يجعلني اقترح اليوم تعميم الفكرة, فتفتح هذه المنشآت الرياضية العملاقة للرياضات الحديثة مدارس في كل منها تستقطب ابناء المواطنين وحدهم, خاصة ان هذه المنشآت تتوفر فيها من الخبرات والمدربين والفنيين العالميين ما يكفي, وما ينبغي في الوقت نفسه حسن الاستفادة منهم, لتخريج لاعبين مهرة من المواطنين اولاً, ولاتاحة امام المواطنين ثانياً فرصة التعلم والاستفادة من المنشآت الرياضية في بلادهم.

Email