رأي البيان: بين الارهاب الاسرائيلي والعمليات الاستشهادية الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس كافيا ان يدين الرئيس الفلسطيني استشهاد ثلاثة عمال فلسطينيين برصاص الجنود الاسرائيليين وهم عائدون من اعمالهم الى منازلهم في الضفة الغربية ويصفها بأنها جريمة كبرى, بل ان عليه ان يتخذ كل الاجراءات الممكنة لكي لا تتكرر هذه الحادثة مرة اخرى, ذلك ان قافلة الشهداء تتسع وتزداد منذ ان تم توقيع اتفاقات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ومن النادر ان يمر يوم في الاراضي الفلسطينية او الاراضي المحتلة دون ان يسقط فيه شهيد وعدد من المصابين ويسألون هنا عن اسباب حدوث العملية الاستشهادية ضد الاسرائيليين. فهؤلاء العمال الثلاثة لهم اقرباء واهل بالتأكيد, واذا جئنا بأحد اولاد هؤلاء الشهداء او اخوانهم واغريناه بالانتقام من الاسرائيليين بواسطة عملية استشهادية يذهب بها عشرات الضحايا من المدنيين الاسرائيليين فانه بدون شك سيرحب بالاشتراك في مثل هذه العملية بحماس دون ان يفكر ما اذا كان عمله من انواع الارهاب ودون ان يهتم بالنقد والادانة والشجب الامريكي للارهاب الفلسطيني, لانه يعرف انه لا يوجد في المجتمع الدولي من يستطيع ان يشجب الارهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وكأن الدماء الفلسطينية مهدورة, في حين ان دماء الاسرائيليين ثمينة ولا تقدر بالضحايا التي يقدمها الفلسطينيون. فالاسرائيلي الذي يمارس القتل ضد الفلسطينيين يدعى جنديا يحافظ على الامن والنظام في حين ان الفلسطيني الذي ينتقم من القتل والارهاب الاسرائيلي يدعى ارهابيا. على هذا الشكل تذهب حقوق الفلسطينيين هدرا والفلسطينيون يدركون تماما ان لا احد يمكن ان يثأر لضحاياهم ولشهدائهم الذين يسقطون ضحايا للغطرسة الاسرائيلية وتعطش حراس الحدود الاسرائيليون لسفك الدماء الفلسطينية. ولذلك فهم يبادرون الى الثأر بأنفسهم لان المجتمع يغفر للاسرائيليين جرائمهم مهما كانت كبيرة وخطيرة وينظر اليها على أنها أعمال انسانية مقاومة في حين يجعل من مقاومة الفلسطينيين للاحتلال ارهابا وجرائم وحشية.

Email