ابجديات: بقلم - عائشة إبراهيم سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما سألت احد العاملين في صحافة الفن والفنانين, عن الحكمة وراء اتاحتهم الفرصة لفناني هذه الايام كي يصفوا حساباتهم الشخصية على صفحات المجلات , بتتبع اخبارهم وخلافاتهم ومعاركهم (وخناقاتهم) وفتح حوار معهم يتحول بعد السؤال الثاني على اكبر تقدير الى جلسة نميمة على اعلى المستويات وعلى الهواء مباشرة, فينشغل القراء, والمراهقون تحديدا بهذه التوافه كي تكون مادة حديثهم الدسمة في المدارس وقاعات الدرس وعلى المقاهي وارصفة الشوارع. وكان جوابه الذي لم يقنعني حتى هذه اللحظة: ان القصد من وراء ذلك ان نقدمهم للناس على حقيقتهم حتى يعلم الجمهور نوعية هؤلاء الاشخاص الذين يحملون لهم كل هذا الاعجاب. اجابة مقنعة بألف قناع وقناع, من الازدواجية والتحايل والضبابية, فاذا (بلعناها) وهي العسيرة على الهضم, خاصة مع علمنا بعلاقة هؤلاء الحميمة مع هؤلاء الفنانين ولهاثهم خلف اخبارهم... والخ. فما تفسير ظاهرة رسم الالقاب الضخمة على صادئي الاسماء وزج الوجوه المفلسة يوميا في طريقنا, ودسهم في عقولنا واوردتنا آناء الليل واطراف النهار, باصرار عجيب لا يتناسب مع الدور الاخلاقي والنبيل (لكشف حقيقتهم كما يقول) قال: هم يريدون ذلك!! قلت: ان محاولتكم حقننا بهذا الافيون نجحت, ولكنكم اليوم تواجهون تهمة تحويلنا الى مدمنين دون اختيارنا, وهذا بحد ذاته يشابه تهمة ترويج الممنوعات وبيعها مع سبق الاصرار والترصد. وقصدت اثارته عندما قلت: اعلم انكم تفعلون ذلك لضرورات النشر والتوزيع ورفع ارقام المبيعات, فنفى بشدة ان يكون التوزيع سببا ــ ولم اصدقه ايضا ــ وشدد مرة اخرى على الدور الاخلاقي والتنويري! اين التنوير في افراد الصفحات لهؤلاء كي يسردوا حكايات تناقض نفسها, واخبارا ليس لها أي اساس من الصحة؟ اين التنوير في اسئلة على شاكلة: من نقل لك ان فلانا قال عنك كذا؟ وعندما كنت حاملا ماذا كنت تتمنين ان يكون نوع الجنين؟ وهل انت السبب في كذا..؟ وهل احببت بنت الجيران يوم كنت مراهقا؟! لا اظن ان هذا تنوير, انه تظليم وجهل واستغفال مقنن. مبتلون نحن بسذاجة المحاور, وجهل من يحاوره, مبتلون بفنانين تضخمت ذواتهم حتى حدود النرجسية, وصرنا دون ان ندري متورطين في جلسات نميمة علنية, على صفحات المجلات (الفنية) . فهل نحتاج الى من ينورنا والاخبار تنقل لنا كل يوم, مخازي هؤلاء من معارك بالايدي, وشبكات رذيلة, وحيازة مخدرات, وتهرب ضريبي و... و... الخ من قال بأننا نريد تنويرا جديدا, أريحونا من ولائمكم المبتذلة يرحمنا ويرحمكم الله.

Email