رأي البيان : القمة العربية وفشل الوسيط الامريكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن فشل الوسيط الامريكي في تحريك قطار التسوية المعطوب مفاجأة للمراقبين ممن لم يفقدوا القدرة على الاستشراف وعدم الانقياد وراء معسول الكلام . او تصريحات الترضية وتطييب الخاطر . ففي الواقع , لقد توفرت للوسيط الامريكي كل عوامل الفشل الموروثة منذ عهد هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الأسبق او المستحدثه بفعل تنامي قوة اللوبي اليهودي وتغلغل اطرافه وعناصره داخل البيت الابيض او وزارة الخارجية التي تتربع على قمتها مادلين اولبرايت الفخورة جدا باكتشاف جذورها اليهودية وهي في خريف العمر. والحاصل ان الوسيط الامريكي انتقل من مرحلة الانحياز المطلق للكيان الصهيوني طبقا للتعهدات والالتزامات والرؤية التي صاغها كيسنجر مهندس السياسة الامريكية الشرق اوسطية. وبات الوسيط الامريكي اسيرا لمرحلة العجز مشلول الارادة امام غطرسة وصلف وتطرف حكومة الليكود وبرئاسة بنيامين نتانياهو . فلقد اظهرت اجتماعات واشنطن التي اجراها الرئيس كلينتون مدى عجزه عن كبح جماح حمى الاستيطان الصهيوني او اعادة نتانياهو الى صوابه والزامه بالاتفاقيات التي صاغها كريستوفر. والفشل الامريكي يدق ناقوس الخطر لايقاظ امتنا وتحذيرها من المضي قدما في الرهان على الوسيط الامريكي ويطرح ضرورة عقد قمة عربية طارئة لانقاذ القدس واقرار السلام العادل والشامل.

Email