رأي البيان : واشنطن وسياسة إبراء الذمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحولت الآمال التي علقها البعض على زيارة المنسق الأمريكي لعملية السلام دينس روس إلى المنطقة إلى مجرد أوهام أمام الحقائق التي تعمل حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على فرضها للتحول إلى أمر واقع جديد قد يشغل الناس لفترة في إطار قائمة طويلة من الانشغالات التي تعودت اسرائيل أن تغرق العالم بها منذ مجيء نتانياهو للحكم . فالحديث عن أسس عملية السلام واتفاقيات مدريد وأوسلو لم يعد له مكان وأصبح ضربا من أحلام اليقظة أمام ألاعيب نتانياهو المحسوبة جيدا, والمبنية على إدراك أقصى ما يمكن أن تفعله أمريكا (الشريك الكامل) , والتي لاتملك إلا خلع الأوصاف الفضفاضة على سياسات وممارسات اسرائيل دون أن تملك شجاعة الانتقاد المباشر لها أو اتخاذ اجراءات حقيقية تجاهها. فقبيل وصول روس إلى المنطقة وفي تحد سافر جديد افتتح وزير الحرب الاسرائيلي موردخاي مستوطنة بيت إيل الجديدة بالقرب من رام الله, وأقصى رد فعل من جانب الشريك الكامل إزاء هذه الخطوة هو اعلانه بأنه مستاء من ذلك. وقد جاء هذا الاستياء كغيره من الاستنكار وعدم الرضا إلى آخر الأوصاف ليؤكد أن أمريكا لاتقوم بأي دور حقيقي في هذه العملية مكتفية بهذه المشاركة اللفظية في إطلاق الأوصاف التي يمكن تسميتها (أوصاف ابراء الذمة) .

Email