جابر عبيد.. نفتقدك كثيراً

جابر عبيد.. نفتقدك كثيراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

في لقاء جمع الصحفيين بالشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان منذ سنوات في مجلس اعتاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن يستضيف فيه جموع الصحفيين، التف الجميع حول سمو الشيخ عبدالله وتحدثوا معه عن انطلاقة مؤسسة الإمارات للإعلام والتطور الكبير الذي شهدته قناتا الإمارات وأبوظبي الفضائية في ذلك الوقت، وتوقفوا أكثر حول الوجه الإعلامي الجديد «جابر عبيد».

وقالوا في حقه كلاماً جميلاً فيه الكثير من الإطراء بل وطالبوا الشيخ عبدالله بن زايد وكان آنذاك وزيرا للإعلام والثقافة أن يضم هذا الوجه إلى المؤسسة ليكون فرداً منها بدلاً من تعاونه معها، فكان رد الشيخ أن جابر يعمل في شركة بترول ويتقاضى راتباً كبيراً، ولا يستطيع إجباره على ترك عمله من أجل عيون الإعلام إلا إذا رغب هو في ذلك.

و كان جابر عبيد قد انضم إلى الإمارات للإعلام مذيعاً في قناة أبوظبي الفضائية في العام 2000، ثم برز بشكل متميز في تغطيته لأحداث حرب العراق في العام 2003 وقبلها كان «إعلاميا» في لبنان وكوسوفو، وأبدع بشكل خاص في البرامج الحوارية.

و ما خاب الظن في هذا الشاب الطموح الذي تولى في العام 2004 إدارة شبكة إذاعات أبوظبي، وتمكن من ترك بصمات شديدة الوضوح فيها إذ تمكن من إنشاء فريق عمل استطاع تطوير أساليب العمل الإذاعي وتحسين نوعية البرامج المقدمة فيها وجعلها أكثر تفاعلا من الجمهور وملامسة لقضاياهم وهمومهم اليومية، لعل من أبرزها برنامج «أستوديو واحد».

هذا البرنامج الذي أشرف على تقديمه جابر عبيد مع زميله أحمد المجيني لاقى نجاحاً كبيراً، وكشف الكثير من الخبايا وطرح العديد من القضايا بجرأة غير معهودة، ودخل خلاله جابر في نقاشات حادة مع المسؤولين وتناول قضايا حساسة كالرشاوى والفساد الإداري بشكل تفاعل معه الشارع بشكل غير مسبوق، وعليه فأقل ما يمكن قوله عن هذا الإعلامي هو أنه متميز ومبدع وجريء في زمن كثر فيه المداحون والمتملقون والباحثون عن موضع قدم في عالم لا يليقون به.

لم يكن في استوديو واحد مجرد مدير يقدم برنامجا يضفي عليه «برستيجا» أو مذيع «نرجسي» يكتفي بتلقي المكالمات والمشكلات بل لطالما كان صحافيا ينزل إلى أرض الميدان ويقف عل هموم الناس بنفسه ليس في أبوظبي بل قام بزيارات ميدانية إلى مدينة غياثي البعيدة ليلتقي الأهالي ويواجه المسؤولين بما رآه من معاناة الناس ومشكلاتهم كما كان يجوب العديد من المؤسسات والدوائر ليعرض هموم المواطنين.

جابر عبيد الغائب الحاضر قد طال بعده عن «المايكروفون» الذي لا شك أنه اشتاق إليه كثيرا كاشتياقه إليه وإلى جمهور عريض ينتظره بفارغ الصبر ولا يكف عن السؤال عن غيابه الذي طال، وسواء كان جابر عبيد خارج البلاد يقضي إجازته السنوية أو أخذته رحلة علاج ابنه «علي» فلا نملك في النهاية سوى الدعاء له بعودة سريعة إلى مهنة لا تعرف الراحة والاسترخاء.

كيف والحديث هنا عن شخصية خطفها عالم له سحره كما هو متاعبه مخلفا وراءه مناصب رفيعة في شركة أبوظبي لإدارة الموانئ البترولية ليصبح زميلا عزيزا في مهنة لا تقبل القسمة على اثنين، وساحة إعلامية تنتظر من أبناء الوطن من أمثال جابر عبيد الكثير، وواحة لا تفرط في الشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم هموم المجتمع وأهله ليؤدوه بكل أمانة وإخلاص.

مثل مستمعيه الذين اعتادوا عليه كل صباح يطل عليهم عبر نافذة استوديو واحد ننتظر عودته ومع التقدير الذي نحمله لكل العاملين في إذاعة أبوظبي. فلا شك أن فراغاً كبيراً تركه جابر يصعب أن يمليه سواه ولا أكثر من أننا نفتقدك كثيراً يا أبا علي.

fadheela@albayan.ae

Email