أول طائر بشري إماراتي يحلق في السماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يهدف المغامر الإماراتي أحمد الشحي إلى الانضمام لنخبة من الطيور البشرية، وأن يصبح جزءاً من القليلين المختارين، لتقديم شكل جديد من الطيران البشري، من خلال التحليق فوق السحب بسرعة تصل إلى 120 ميلاً في الساعة دون استخدام أي شيء سوى جناحين مصنوعين من ألياف الكربون، ومزودين بمحرك نفاث.

أصبح محترف القفز المظلي في دبي أحمد الشحي على بُعد خطوات من تحقيق حلمه، بأن يصبح أول طائر بشري إماراتي.

وقال الشاب البالغ من العمر 31 عاماً: «لا يزال أمامي طريق طويل للغاية، ولكن من اليوم الأول، الذي شاهدت فيه الطيران البشري كنت أحلم بأن أصبح طائراً بشرياً، وفي الوقت ذاته كنت أفكر في كيفية تحقيق هذا الحلم، وما هي المهارات اللازمة لتحقيقه، الآن لديّ الفرصة، وأعمل بجد لأصبح الطائر البشري القادم».

ويهدف الشحي الذي يعشق الطيران إلى أن يحذو حذو الرياضيين الفرنسيين الشهيرين فينس ريفيت، وفريد فوجين، اللذين لديهما سجل حافل في الرياضات الخطرة، بما في ذلك التحليق بجانب جناحيّ أكبر طائرة ركاب في العالم (طائرة من طراز A380 تابعة لشركة طيران الإمارات) في سماء مدينة دبي عام 2016.

كان الشحي يأمل بالانضمام إلى مجموعة مختارة من منفذي الحركات الخطرة، بالتزامن مع معرض إكسبو دبي 2020، حيث كان من المقرر إقامة سلسلة من هذه العروض. وعلى الرغم من تأجيل المعرض حتى العام المقبل، بسبب جائحة (كوفيد 19)، أكد الشحي أن أحلامه لم تتبخر.

وأوضح الشحي قائلاً: «يحرص فريق مشروع جيتمان دبي على إرشادي خطوة بخطوة. أصبح مشروع جيتمان دبي مدعوماً من معرض إكسبو 2020 تحت شعار «مهمة الطيران البشري». لم توقف هذه الجائحة عملنا أو تدريباتنا أو جهودنا في البحث والتطوير. نحن نمضي قدماً بكامل قوتنا».

من ناحية أخرى، كشف الشحي أن معظم تدريباته ليصبح الطائر البشري القادم تكمن في البحث والتطوير، حيث يتعلق الأمر بمعرفة كيفية جعل الجناحين ونظام التشغيل أقوى وأكثر أماناً، وتمكين الطيارين من الطيران المستقل بنسبة 100%. ويتطلب كل مشروع وكل خطوة الكثير من التخطيط والعمل.

وقع الشحي في حب المغامرة منذ صغره حتى أصبح محترفاً في التزلج بالألواح والقفز المظلي، ففي عام 2011، قام الشحي بأول مغامرة له عندما اصطحبه أحد أصدقائه لتجربة القفز بالمظلات. وبعد أقل من عام، اختير الشحي ليصبح جزءاً من الفريق الوطني الإماراتي للقفز بالمظلات، واستمر في تعلم القفز الحر، ضمن فريق سكاي دايف دبي عام 2017.

وتضمن تدريب الشحي ليصبح طائراً بشرياً، القفز بالمظلات باستخدام بذلة ذات تصميم خاص، ومزودة بجناحين، بالإضافة إلى صقل مهاراته في القفز من نقاط ثابتة، من خلال القفز بالمظلات من على منصات مثل حافة منحدر أو سطح مبنى.

كذلك حصل الشحي على رخصة طيار خاص في جنوب أفريقيا العام الماضي.

ومع تخفيف قيود السفر المفروضة، بسبب جائحة (كوفيد 19)، يخطط الشحي لاستئناف جدول تدريباته.

وقال الشحي: «بمجرد أن أتمكن من السفر، سأواصل التدريب من أجل تحقيق أهدافنا بحلول نهاية عام 2021».

وعلى الرغم من أن القفز بالمظلات يعطي إحساساً بالحرية، يرى الشحي أنه بمجرد أن يتمكن من الطيران بجناحين مصنوعين من ألياف الكربون ومزودين بمحرك نفاث فإنه سيشعر بمستوى مختلف تماماً من الحرية.

مع ذلك، أكد الشحي أن القفز بالمظلات منحه الأدوات، التي ستساعده على تحقيق هدفه الأساسي.

وقال الشحي: «يمنحك القفز بالمظلات العديد من المهارات، التي تساعدك على أن تصبح طائراً بشرياً. لديّ معظم هذه المهارات، وما زلت أطور نفسي حتى أصل إلى مستوى زميليّ فينس وفريد».

وبسؤاله عما إذا شعر بالتوتر من قبل بسبب التحليق على ارتفاع آلاف الأقدام فوق سطح الأرض، أجاب الشحي قائلاً: «دائماً ما أحترم قواعد أي رياضة أو هواية للاستمتاع وحرصاً على سلامتي. السلامة هي الأولوية دائماً. وفي الوقت نفسه، أنت تريد الاستمتاع باللحظة. إذا كنت أجرب شيئاً جديداً فبالتأكيد أشعر بالتوتر، لكن الشعور بالتوتر أمر جيد».

وتابع قائلاً: «تشعر عائلتي بالتوتر أيضاً، لكنهم في الوقت نفسه يعلمون أنني دائماً أتبع القواعد، وأتأقلم مع مستوايّ حرصاً على سلامتي».

بجانب طموحه ليصبح أول طائر بشري إماراتي، يهدف الشحي إلى تطوير مستقبل الطيران البشري مع أوائل من نجحوا في تصميم معدات الطيران البشري وتطويرها. وآمال الشحي على المدى الطويل بعد أن أصبح طائراً بشرياً، هي تطوير الطيران البشري، ومحاولة تسهيله، ليكون في طليعة جهود التطوير لتحقيق هذا الحلم البشري.

 

Email