بطلة كرة المضرب العمانية تروي قصتها

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بالنسبة لأفضل لاعبة تنس في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، العُمانية فاطمة النبهاني، تطلب الأمر أكثر من التفاني والعمل الجاد لإثبات نفسها على الساحة الدولية.

كانت فاطمة النبهاني، المولودة في يوم 20 مايو 1991 في العاصمة العمانية مسقط، أول لاعبة من منطقة الخليج تدخل قائمة أفضل 100 لاعبة تنس في بطولات جراند سلام الأربع الكبرى للصغار.

وحصلت اللاعبة العالمية، التي تبلغ من العمر 27 عاماً الآن، على أول مضرب تنس لها وهي في الرابعة من عمرها بينما كانت تشاهد شقيقيها الأكبر، خالد ومحمد، يتدربان مع أمهم المصرية هادية.

وتعتبر فاطمة حالياً من أفضل لاعبات كرة المضرب العربيات، أبرز إنجازاتها هي فوزها بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية في 2011 في الفردي وحصولها على ميداليتين برونزيتين في الزوجي والفرق.

وفي أكتوبر الماضي حصدت فاطمة النبهاني، المصنفة 487 عالميا، لقب بطولة الحمامات الدولية للتنس للسيدات، بعد ضربها نظيرتها البلغارية ايزابيلا شينيكوفا المصنفة 341 عالميا بمجموعتين متتاليتين في المباراة النهائية للبطولة المقامة على الأراضي التونسية. لتحصد فاطمة صاحبة الـ26 عاما، لقب بطولة الحمامات الدولية للتنس للسيدات عن جدارة واستحقاق.

وعلى مدار مشوارها ببطولة الحمامات الدولية، تفوقت فاطمة النبهاني على الأميركية صوفيا بوث بمجموعتين 6-1 و6-3، ثم التونسية منى بوزقرو بمجموعتين 7-5 و6-0، وأطاحت بنظيرتها الألمانية كاترينا هرينج بمجموعتين 6-1 و6-4، وواصلت تميزها في الدور نصف النهائي بتجاوز الفرنسية مارين باتود بمجموعتين متتاليتين بواقع 6-2 و6-4.علما بأن النجمة العمانية، حصدت لقب بطولة الحمامات الدولية من دون خسارة أي مجموعة طوال مشوارها بالمسابقة.

قالت فاطمة: «يسري التنس في العائلة؛ فجدي علّم أمي كيفية اللعب عندما كانت صغيرة، وأمي علمتني وشقيقيّ. أتذكر أمي وهي تدرب شقيقي الأكبر وكنت أنتظر خارج الملعب لساعات وأتوسل إليهم للعب معي أيضاً».

وفي حين تعترف اللاعبة المحترفة بأنها لم تجد صعوبة في العثور على ملاعب للتنس بعُمان في ذلك الوقت، قررت عائلتها بناء ملعبهم الخاص ليتمكنوا من اللعب حينما يريدون.

وأضافت فاطمة قائلةً: «كنت أنتظر نهاية اليوم الدراسي بفارغ الصبر فقط لأتمكن من الذهاب للتدرّب مع والدتي».

وكانت أول مسابقة تشارك فيها اللاعبة على الإطلاق جزءاً من بطولة عُمانية مصغرة. وتتذكر فاطمة، التي كانت في الخامسة من عمرها فقط حينها، قائلةً: «كنت أريد الفوز بهذا اللقب بشدة وفعلت كل شيء ممكن حتى لا أخسر. هذه كانت على الأرجح أسعد لحظات طفولتي».

ولكن النشأة كلاعبة تنس في عُمان لها تحدياتها. واضطرت فاطمة، التي توضح أنه لم تكن هناك فئة للفتيات في معظم البطولات المحلية التي شاركت بها وهي طفلة، إلى التسجيل في فئة الفتيان.

وقالت فاطمة: «كان اللعب أمام الفتيان صعباً قليلاً، لكنني أدركت مرة أخرى ومنذ أن بدأت الفوز أنني كنت أقوى كثيراً مما اعتقدت وأنه كان هناك مجال لتحسين أدائي بالتأكيد».

واقتنصت بطلة التنس العُمانية أول لقب دولي لها وهي في التاسعة من عمرها فقط، حين فازت ببطولة غربي آسيا للناشئات تحت 13 سنة، التي أُقيمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 2000. ورغم أنها كانت أصغر لاعبة في البطولة، عادت فاطمة إلى بلادها بميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين. وكانت تلك هي اللحظة التي أدركت فيها فاطمة أنها كانت تريد المضي قدماً وبدء مسيرة احترافية في لعبة التنس.

وأجبر التدرّب أكثر من ست ساعات يومياً لستة أيام أسبوعياً اللاعبة على الالتحاق بنظام التعليم المنزلي في الصف التاسع.

وقالت فاطمة: «عندما تحولت إلى نظام التعليم المنزلي، كان من الأسهل بكثير أن أوازن بين دراستي وممارسة التنس. كان أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو كوني لاعبة التنس الوحيدة في عُمان التي تطمح إلى أن تكون رياضية محترفة، إذ لم يكن الأمر مألوفاً في البلاد، ولم يكن لديّ رفقاء في التدريب أو نظام دعم احترافي عندما بدأت الأمر».

وفي سن الثالثة عشرة سافرت فاطمة إلى الخارج للانتظام في معسكرات تدريبية مختلفة رفقة والدتها، التي تُعد مدربتها أيضاً، لتصبح جزءاً من مجتمع رياضي محترف أكبر.

وكان تحقيق التوازن الصحيح بين ممارسة التنس والدراسة يعني أن اللاعبة الصغيرة كانت بحاجة إلى إيجاد أساليب أخرى للاسترخاء.

وتابعت فاطمة قائلةً: «عندما كنت أصغر سناً، كنت أذهب عادةً للصيد أو للتنزه على الشاطئ؛ فعُمان لديها شواطئ جميلة في كل مكان وكان ذلك كافياً لي للحفاظ على صفاء ذهني. عندما أصبحت أكبر سناً، وخاصةً في الآونة الأخيرة، وقعت في حب رياضة الرماية والصيد. ومن يعلم، ربما تكون هذه رياضتي الجديدة».

وبالنظر إلى المستقبل، تعتقد لاعبة التنس المحترفة أن المفاهيم تتغير، وأن عُمان ومنطقة الشرق الأوسط أصبحت تحتفي بمواهبها النسائية الشابة في الوقت الحالي. وتهدف فاطمة، التي صُنِفت في السابق ضمن أفضل 100 لاعبة في العالم، إلى استعادة لقبها مرة أخرى وتبذل كل ما في وسعها للمشاركة في بطولات جراند سلام الكبرى.

واختتمت فاطمة حديثها قائلةً: «ليس هناك شيء أبعد من متناولك إذا كنت تسعى لتحقيق أهداف كبيرة وتعمل لذلك. ولا ينبغي لأي شيء في هذا العالم أن يمنع أحداً من تحقيق أحلامه والقيام بأفضل ما يفعله. العالم العربي يتغير وحان وقتنا الآن».

 

 

Email