خضعت الألعاب الإلكترونية لتحول كبير في العقد الماضي، بعد أن نقل المطورون نوعية المحتوى والتجربة إلى مستوى جديد. وفيما كانت الألعاب تركز على أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التحكم الكونسول، غيرت ألعاب الهاتف المحمولة النظرة لكيفية الوصول إلى الألعاب وتشغيلها. ويشير الخبراء إلى أربعة اتجاهات حالية، تترك تأثيراً كبيراً في صناعة الألعاب الإلكترونية اليوم، بالإضافة إلى اتجاه مستقبلي، بدأ يتشكل في مساحة الميتافيرس، ستلعب اتجاهات الألعاب الإلكترونية المستقبلية، دوراً في التأثير في كيفية بنائها.
وحول التغيير الكبير في الصناعة، لفت موقع شركة الوسائط الأمريكية «بيزنس انسايدر»، إلى أن اللاعبين بات بمستطاعهم اليوم المشاركة بطرق جديدة في اللعب، بما في ذلك على هاتفهم المحمول، وأن تسجيل الدخول إلى موقع أو تطبيق على سطح المكتب، من أجل اللعب بألوف الألعاب للتسلية، بات أكثر جاذبية كهواية، مع إمكانية حصول اللاعبين على مكافآت مالية، ووصولهم إلى مجموعة من عناوين الألعاب، أكثر بكثير من أي وقت مضى.
وحدد أربعة اتجاهات حالية التي تؤثر في صناعة الألعاب الإلكترونية اليوم، وهي:
1 الألعاب الاجتماعية
أصبحت ممارسة الألعاب الإلكترونية أكثر تفاعلية من أي وقت مضى. وفي حين من الصعب معرفة ما أسباب زيادة الطلب عليها، أهو الرغبة في الاستمتاع مع الأصدقاء، أو شيء آخر، فقد قُدرت قيمة سوق الألعاب الإلكترونية في الولايات المتحدة بـ 95.45 مليار دولار في عام 2022، مع جزء كبير منها يعزى إلى الألعاب الاجتماعية.
ويرى الموقع أن التطورات التكنولوجية التي تتيح التفاعل في الوقت الفعلي، غيّرت طريقة تنافس اللاعبين وتعاونهم مع الأصدقاء أو الغرباء على الجانب الآخر من كوكب الأرض، وأنه بات من الممكن الحصول على مستوى معين من إخفاء الهوية، مع السماح ببناء علاقات ذات معنى عبر ألعاب تشكل شغفاً مشتركاً أيضاً.
2 الخدمات المستندة إلى السحابة
أصبح تخزين الألعاب المادي شيئاً من الماضي إلى حد كبير، بعد أن غيرت الخدمات المستندة إلى السحابة ذلك، من خلال توفير الوصول إلى عناوين ألعاب مختلفة عن طريق التحميل الرقمي، وأصبحت الإنترنت قادرة على استضافة الألعاب، ما يسمح بتشغيلها وبثها بشكل مستمر، بصور وبطريقة عرض عالية الجودة.
ووفقاً للموقع، يعني هذا التغيير أن اللاعبين بإمكانهم التوقف والحفظ والاستئناف من حيث توقفوا في اللعبة. وبما أن الخادم يقوم بمعظم العمل، يمكن لأي جهاز تشغيل اللعبة بسلاسة.
ولفت إلى أن هذا التغيير كان يعني انجذاب شرائح جديدة من اللاعبين إلى الألعاب، إذ لم يعد الدفع من أجل الحصول على كونسول باهظ الثمن، جزءاً أساسياً من التسلية، بل بات بإمكان أي شخص يحمل هاتفاً ذكياً أو متصلاً بشبكة الإنترنت، الوصول إلى عناوين أهم الألعاب.
3 البث التدفقي والمنافسة
يرجح الموقع أن يكون هذا الاتجاه، أحد أكبر التحولات في صناعة الألعاب الإلكترونية، لما يعنيه لجهة وصول المنافسة إلى مستوى جديد، حيث فرق محترفة كانت تأخذ مهاراتها في اللعب أخيراً إلى بطولات، وتتنافس كفرق رياضية في الرياضات الإلكترونية. وما جعل هذه الظاهرة تنمو أيضاً، وفقاً للموقع، هو عدد المتفرجين المتحمسين.
واليوم، أصبحت الرياضات الإلكترونية اتجاهاً سائداً، وتحقق ألعاب «الفيفا» و«إن بي إيه 2 كي»، وألعاب مثل «سي إس غو»، جاذبية جماهيرية للاعبين المتنافسين والمشاهدين، على حد سواء. كما تقدم بطولات الألعاب الإلكترونية مكافآت هائلة وتجذب حشوداً أيضاً، وهي تتوافق مع الألعاب الاجتماعية، حيث تنشئ الفرق مع المعجبين مجتمعات حول ألعابهم المفضلة. وقد ظهرت منصات بث تدفقي، مثل «تي ويتش»، تمنح اللاعبين الهواة فرصة الدخول إلى الصناعة واكتساب معجبين. وفي الوقت الذي نمت فيه الألعاب للترفيه عن النفس، كانت النظرة إليها تختلف مع تصور إمكانية تحولها إلى وظيفة يومية أيضاً.
4 الواقع المعزز والافتراضي
وإذا كانت الألعاب الاجتماعية والخدمات المستندة إلى السحابة، أحدثت ثورة في الوصول إلى الألعاب، فقد أدت التكنولوجيا إلى مزيد من التحول في صناعة الألعاب، إذ أصبحت الطريقة التي يتفاعل بها اللاعبون، أكثر انغماسية، مع مطالبات بتحسين الرسومات الغرافيكية، وممارسة اللعب بطريقة أكثر واقعية.
وقد استجابت الصناعة بالواقع المعزز والواقع الافتراضي، وفقاً للموقع، وأصبحت ملحقات الأجهزة المطلوبة للواقع الافتراضي الآن، على مستوى المهمة، وبأسعار معقولة، ما يعني أن شعبية الألعاب آخذة في الازدياد، ويمكن للاعبين الجمع بين أجهزة باليد وأجهزة الرأس، للتحرك كما شخصياتهم في عالم الألعاب. أما الواقع المعزز، فيجعل اللعب تجربة أكثر شخصية، وفقاً للموقع، وبدلاً من إنشاء عالم آخر، فإنه يجلب الألعاب إلى حياتنا اليومية. وعندما يجري استخدامه بطريقة ذكية، يمكنه أن يجعل المرح أكثر نشاطاً وتفاعلاً، ما يتيح للاعبين المشي واللعب في الوقت نفسه.
ويحدد الموقع اتجاهاً مستقبلياً واحداً، سيترك تأثيراً كبيراً في الصناعة، وهي «الميتافيرس». وفيما تجري مناقشة مفهوم الميتافيرس في أوساط الأعمال، فإن عالم الواقع الافتراضي المشترك للاعبين، غير متوفر حتى الآن. ومع ذلك، يرجح الموقع أن تكون أسماء كبيرة في صناعة الألعاب، راغبة بمساحة في الميتافيرس، وتلك ستجمع العديد من التحولات الأخيرة، كلها في واحد.
ويرى الموقع أن الميتافيرس ستجلب الطبقات معاً للتواصل اجتماعياً واللعب في الواقع الافتراضي، وستعتمد على الخدمات المستندة إلى السحابة، لتوفير الوصول إلى الأماكن والأنشطة، من خلال العديد من أنواع الأجهزة، في حين ستلعب اتجاهات الألعاب الإلكترونية المستقبلية، دوراً بالتأكيد في التأثير في كيفية بنائها، وسيكون الأمر متروكاً للمطورين، مع التقدم في التكنولوجيا لتحقيق الأحلام الكبيرة.