قوة الاحتلال تخضعه لرقابة مشددة، عودة الحكيم تثير مخاوف واشنطن ولندن

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 10 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 11 مايو 2003 بعد 23 عاماً قضاها منفياً في ايران عاد امس الى العراق محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق، مؤكدا على استقلال البلاد ومتعهدا الوقوف في وجه اي حكومة مفروضة من الخارج ومطالبا بحكومة تمثل كل الوان الطيف، الامر الذي اعتبرته مصادر اميركية يمثل تحدياً خطيرا لواشنطن ولندن فيما اشارت تقارير بريطانية ان العاصمتين تخضعان الزعيم العائد من المنفى لمراقبة شديدة عن كثب خوفا من هيمنته على الوضع السياسي في البلاد، بما يصب في المحصلة الايرانية. واعلن الحكيم «63 عاما» عقب عودته الى البصرة ان العراقيين يريدون «الاستقلال ولا يريدون حكومة مفروضة». وقال الحكيم في كلمة القاها امام عشرات الالاف من انصاره في ملعب رياضي في البصرة «نريد الاستقلال ولا نريد حكومة مفروضة». واضاف وسط هتافات الحشود «ان العراقيين لا يحتاجون لأحد لمساعدتهم على بناء الحكومة الجديدة». وتابع «نريد ان يحكم الشعب نفسه بنفسه، نريد حكومة ديمقراطية، نريد حكم الشعب للشعب». وتابع الحكيم «نريد حكومة تمثل المسلمين جميعا شيعة وسنة، وتمثل المسيحيين ايضا وكل طوائف العراق ليتمثل جميع ابناء الشعب». واضاف زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية «ان اولوياتنا هي وحدة الكلمة ونحن في خدمة المرجعية لتتوحد العشائر». واضاف «كما قلت في السابق نعم نعم للحرية، نقول الان نعم نعم للاستقلال ولجميع فئات الشعب من عرب وكرد ومسيحيين ومسلمين، نحن نريد العدالة للجميع ولا نقبل غير العدالة». واعتبرت شبكة «سي. ان. ان» ان عودة الحكيم تمثل تحديا خطيرا للولايات المتحدة في العراق فضلا عن اثارتها للقلق البالغ. وقالت الشبكة انه فضلا عن علاقات محمد باقر الحكيم الوثيقة بايران فانه قرر ايضا التخلى عن منصبه كزعيم للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية ليصبح الزعيم الروحى للشيعة فى العراق. واوضحت أن ذلك امر مهم للغاية بالنسبة له حيث سيدعم مكانته امام الملايين من الشيعة فى العراق الذين سيستجيبون له كزعيم روحى لهم بصورة أكبر من اى منصب سياسى يتمتع به حتى ولو كان من خلال منصبه كزعيم للمجلس الثورى الاعلى . وأضافت ان الامر الاخر المهم هو أن شقيق محمد باقر الحكيم يواصل بالفعل العمل مع العديد من الجماعات المعارضة العراقية الاخرى لتشكيل حكومة انتقالية فى البلاد وهو ما يعنى ان باقر الحكيم سيعمل ايضا على جعل الوضع السياسى فى البلاد تحت رعايته. وشددت سى ان ان على ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق البالغ بالفعل من احتمال ان يقود الحكيم العراق الى نمط يماثل الموجود بالفعل فى ايران. وقالت اذاعة لندن ان تحركات باقر الحكيم ستكون موضع مراقبة عن كثب من قبل كل من اميركا وبريطانيا نظرا لعلاقته الوثيقة بالنظام الحاكم في ايران. يذكر ان الحكيم دخل البصرة قادما من ايران وكان في استقباله نحو عشرين من قيادات المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ودخل بحماية عشرات العناصر من فيلق بدر في اللباس المدني الذين احاطوا بسيارته من كل الجهات.

Email