«البيان» تضيء الشمعة 24

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 9 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 10 مايو 2003 آكملت «البيان» أمس عامها الثالث والعشرين وتضيء اليوم شمعتها الرابعة والعشرين آملة أن تكون هذه الشمعة نبراساً ليس فقط لقرائها الأعزاء بل أيضاً لوطنها وأمتها على طريق الحق والتقدم والرقي. ومنذ عامين آلت المؤسسة على نفسها التوقف عن الاحتفال بعيد ميلادها السنوي بالطريقة الاحتفالية المعهودة تضامناً مع أخوة لنا في فلسطين المحتلة، يتعرضون حتى اللحظة لأبشع عمليات القتل والتنكيل من عدو لا يعرف للإنسانية معنى. كما ان أشقاءنا في العراق يرزحون الآن تحت احتلال عسكري مباشر من أكبر قوة عرفتها البشرية، ويعيشون في فوضى شاملة، وبالتالي فإن أي مظاهر احتفالية لا تستقيم وقواعد اللياقة ومشاعر الأخوة التي تجعلنا نتألم لكل ما يصيب أي عربي من المحيط إلى الخليج. احتفالنا الحقيقي بالسنة الجديدة التي تدخلها «البيان» نراه في أشياء موضوعية متعددة، لعل أبرزها التفاف القراء حول جريدتهم وسائر ما تصدره من مطبوعات وملاحق تغطي كافة الموضوعات والاهتمامات من سياسية واقتصادية إلى ثقافية واجتماعية وأسرية ورياضية وعلمية، ليجد القارئ نفسه في النهاية أمام وجبة دسمة وشهية في آن واحد. هذا الالتفاف من القارئ حول صحيفته وسائر مطبوعاتها، لم يكن وليد صدفة أو جاء من فراغ، بل هو نهج ممتد ومستمر منذ الانطلاقة قبل 23 عاماً، ويترسخ يوماً بعد يوم بفضل جهد حقيقي يشارك فيه الجميع في المؤسسة ويعتمد أساساً على فهم موضوعي لوظيفة المؤسسة الاعلامية، قوامه الأساسي تقديم الخبر والمعلومة بموضوعية ومخاطبة عقول ومصالح الناس قبل مشاعرهم، إلى جانب الرأي بحيث يستطيع القارئ في النهاية تكوين تصور شامل ليس فقط لما يحدث في نطاقه المباشر بل لسائر ما يحدث في كل أنحاء العالم، خاصة في ظل التطور الرهيب لوسائل الاتصالات وثورة الانترنت التي نزعم أننا لم نكن بعيدين عنها، بل استطعنا الاستفادة منها بما يجعل قارئنا هو المستفيد النهائي مما توفره هذه الثورة من ضخ لا نهائي من المعلومات المتجددة دوماً. وإذا كنا نزعم أننا موضوعيون عندما يتعلق الأمر بالخبر والمعلومة.. لكن وبما أننا جريدة إماراتية عربية فنحن منحازون بالضرورة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن كل منجزات وطننا واتحادنا، وكذلك عن قضايا أمتنا التي تمر بظرف بالغ السوء، الموضوعية فضيلة عندما يتعلق الأمر بالخبر أو الصورة وضرورة نقله بأمانة دون تحيز أو تلوين. لكننا أيضاً منحازون للمواطن العربي وكل قضاياه العادلة، نشاركه همومه وننقلها لكل من يهمه الأمر، نقاسمه أشواقه وآماله للانتقال إلى عالم أفضل، تتبوأ فيه أمة العرب مكانها الحقيقي وسط العالم المتحضر، وليس في هامش أو قاع التاريخ، كما يريد لها أعداؤها الذين يتكالبون عليها الآن من كل الجهات. نهنئ أنفسنا بالعام الجديد، ونهنئ قارئنا العزيز في كل مكان، آملين في غد أفضل لوطننا الإمارات وأمتنا العربية.

Email