دمشق تنفي أي اتصالات أو لقاءات سرية مع اسرائيل، اغتيال رضيع ومقاومين ومسيرات صهيونية لتكريس احتلال الضفة، خبراء مصريون بمناطق السلطة لتفعيل أجهزة الأمن واحتواء خلاف عرفات وأبومازن

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 مع تحذير قاضي قضاة فلسطين من انفجار الوضع حال اتمام الترتيبات السرية الصهيونية لاستباحة الأقصى، سمح جيش الاحتلال أمس بمسيرة يهودية في مستوطنات شمال الضفة الغربية لتكريس الاحتلال في ذكرى اغتصاب فلسطين واغتال مقاومين وقتل رضيعاً لم يتعد العام ونصف العام من العمر مع الكشف عن ارسال خبراء أمن مصريين إلى المناطق الفلسطينية للمساعدة في الترتيبات الأمنية واحتواء الخلاف بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس (أبومازن) حول تفويض محمد دحلان بوزارة الداخلية، في وقت كانت سوريا على المسار الآخر تنفي رسمياً أي اتصالات سرية مع اسرائيل مكذبة ما أعلنه ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الأول. وحذّر أمس تيسير بيوض التميمي قاضي قضاة فلسطين من مضي شرطة الاحتلال في ترتيباتها السرية الرامية لتمكين المتطرفين اليهود من استباحة الحرم القدسي الشريف، الأمر الذي سيؤدي الى انفجار الوضع وعواقب وخيمة. في موازاة ذلك أعلن جيش الاحتلال السماح للمستوطنين أمس بتنظيم مسيرة في مستوطنات شمال الضفة الغربية وبينها تحت شعار «نرفع العلم (الاسرائيلي) في شمال الضفة الغربية» التي اعتبروها «مقر أرض اسرائيل» في خطوة جديدة تهدف لتكريس هذا الاحتلال في الذكرى الـ 55 لاغتصاب فلسطين. وفي الاطار نفسه تم أمس وضع الحجر الاساس لبناء اثنين وسبعين مسكنا جديدا في مستوطنة بيت ايل قرب رام الله في الضفة الغربية وذلك لمناسبة احتفال الدولة العبرية بذكرى اغتصاب فلسطين. وقال ديفيد شعواط احد مسئولي المجلس البلدي في المستوطنة لوكالة فرانس برس «لقد وضعنا رسميا الحجر الاساس لحي جديد سيسمى جينوت بيت ايل (جنائن بيت ايل)». واضاف «ان بناء حي آخر في بيت ايل (4600 نسمة حاليا) يتضمن 40 مسكنا اضافيا سيبدأ خلال اسبوعين او ثلاثة». وفي موازاة ذلك، فجّر جيش الاحتلال أمس منزلاً في قرية زواتا شمال نابلس في الضفة الغربية ما أسفر عن استشهاد مقاوم ينتمي لحركة حماس، فيما تولت رشاشات دبابات الصهاينة قتل طفل رضيع يبلغ العام ونصف العام من العمر في خانيونس بقطاع غزة. كما أفاد مصدر امني فلسطيني «ان احمد عصام جودة (17 عاما) استشهد جراء اصابته برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وهو من سكان بلدة جباليا شمال القطاع». واشارت مصادر فلسطينية الى ان حركة المقاومة الاسلامية حماس اعلنت عبر مكبرات الصوت في بلدة جباليا ان جودة وهو احد عناصرها استشهد خلال مهمة له شمال بلدة بيت حانون. وفي هذه الأثناء كشفت مصادر مطلعة في القاهرة لـ «البيان» ان الحكومة المصرية أرسلت الى المناطق الفلسطينية عدداً من خبراء الأمن المصريين التابعين لأجهزة وصفتها بالسيادية بهدف تقديم المساعدة الفنية في ترتيب أوضاع أجهزة الأمن الفلسطينية لتفعيلها قبل قمة الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس وزراء دولة الاحتلال ارييل شارون. كما يقوم الخبراء هؤلاء باحتواء الخلاف الناشب بين عرفات وأبومازن في أعقاب تفويض الأخير محمد دحلان بوزارة الداخلية، فيما كان احمد ياسين مؤسس «حماس» يتمسك بالمقاومة وتفنيد نهج أبومازن. وقالت المصادر ان عرفات يعارض شن حملة ضد فصائل المقاومة الاسلامية ويعتبر نفسه زعيماً لكل الفلسطينيين على خلاف عباس ودحلان اللذين يؤمنان بتكريس مظاهر سيادة الدولة لا الثورة. صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية كشفت في هذا الاطار أمس انه تم التوصل الى اتفاق جديد بين عرفات وأبومازن لاحتواء الخلاف يقضي باعطاء دحلان مسئولية تنفيذ مهام محددة وبعض قطاعات الأمن دون أن تكون له سلطة كلية على قوات الأمن الفلسطينية. في موازاة ذلك صدر أمس أول نفي رسمي سوري للمزاعم الاسرائيلية حول لقاءات واتصالات سرية مع مسئولين اسرائيليين لمحاولة استئناف مفاوضات السلام. وقالت بثينة شعبان مديرة الإعلام في وزارة الخارجية السورية ان دمشق «تنفي نفياً قاطعاً هذه الادعاءات». وأضافت ان سوريا كانت «اللاعب الأساسي» الذي سمح بـ «اطلاق عملية السلام في مدريد حيث عملت سوريا جاهدة من أجل احلال سلام عادل وشامل في المنطقة». وأكدت ان سوريا «رفضت دائماً أي مفاوضات سرية على أي صعيد وأكدت لكل العروض التي أرسلت لها ان بناء السلام أمر مشرف ولا يحتاج الى قنوات سرية، بل يجب أن يتم في العلن وفي وضح النهار». في غضون ذلك أعلن أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ان سوريا لم تطلب اغلاق مكتب جبهته في دمشق، لكنه أعلن استعداده لاغلاقه إن كان ذلك يساعد في صد الضغوط الأميركية في وقت قالت وكالة رويترز ان الفصائل بدأت بالفعل تجميد نشاطاتها على الساحة السورية. غزة ـ القاهرة ـ «البيان» والوكالات:

Email