اغتيال دبلوماسي أميركي بالأردن

الثلاثاء 23 شعبان 1423 هـ الموافق 29 أكتوبر 2002 لقي دبلوماسي أميركي يعمل بوكالة الإنماء الأميركية بالأردن مصرعه عندما قام مسلح بإطلاق النار عليه في حديقة منزله، فيما شددت الحكومة الأردنية حراستها على السفارة الأميركية بالعاصمة عمّان وتعهدت بملاحقة منفذ العملية. كما دعت السفارة الأميركية رعاياها بتوخي الحذر في تحركاتهم. وصرح محمد العدوان وزير الاعلام الأردني بأن مجهولاً اطلق الرصاص على لورانس فولي (56 عاماً) صباح امس وهو يستعد لمغادرة منزله متوجهاً الى مكتبه مشيراً الى ان الجاني لاذ بالفرار. واعرب عن ثقته «ان الاجهزة الامنية المختصة التي بدأت على الفور تحقيقاتها وبحثها عن الجاني، ستكشف خيوط الجريمة وسينال الفاعل جزاءه العادل». وذكرت مصادر امنية ان القتيل اصيب «بعدة اعيرة نارية في انحاء متفرقة من جسده» وان زوجته، التي كانت في حال صدمة، ابلغت الشرطة اثر عثورها على الجثة في حديقة المنزل. واعلن مسئولان اميركيان طلبا عدم كشف هويتهما امس ان العناصر الاولية للتحقيق تشير على ما يبدو الى وجود دوافع سياسية وراء الاغتيال. وقال ادوار غنيم السفير الاميركي في عمان في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الاميركية «لن يهدأ لنا بال الى ان يتم العثور على الشخص أو الاشخاص المسئولين عن هذه الجريمة». واضاف «نعمل بصورة وثيقة مع السلطات الاردنية» لهذا لغرض. واقامت قوات الامن الاردنية حزاما امنيا حول موقع الحادث ومنعت الصحافيين والمصورين من الاقتراب منه كما اغلقت الطرق المؤدية اليه لمسافة خمسين مترا. وقالت زوجة الدبلوماسي ان زوجها تعرض الى اطلاق عدة عيارات نارية اصابته في انحاء عدة من جسده امام منزله في منطقة مجمع جبر التجاري في عمّان الغربية صباح امس من قبل مجهول أو أكثر وذلك أثناء مغادرة منزله متوجهاً إلى عمّان. وقالت إنه فور سماع الأعيرة النارية هرعت خارج المنزل فوجدت زوجها ممداً في حديقة المنزل وسط بركة من الدماء، وأنها لمحت شخصاً يلوذ بالفرار على قدميه. وقال دبلوماسي غربي ان المهاجم أطلق بضعة أعيرة نارية قبل أن يهرب. وأفاد شهود عيان أن فولي قتل في مدخل الفيلا التي يقطنها وتقع بالقرب من شارع مكة التجاري المزدحم. وبحث خبراء مكافحة الارهاب ومسئولون بارزون في وجود موظفي الأمن الأميركيين عن أدلة ومعلومات في الموقع. وترجح مصادر أمنية ان يكون الفاعل قد استخدم مسدساً كاتماً للصوت حيث لم تسمع أصوات الطلقات النارية. وقال مروان المعشر وزير الخارجية الأردني ان السلطات الأمنية الأردنية ستتعامل مع «هذه الجريمة البشعة بحزم وجدية وستعمل على إلقاء القبض على مرتكبها بأسرع وقت ممكن وجلبه إلى العدالة لينال جزاءه على هذه الفعلة النكراء». على صعيد آخر حذرت السفارة الأميركية رعاياها وكررت توصيتها بأن يتوخى كافة الرعايا الأميركيين الحذر بسبب التهديدات التي تستهدف المصالح الأميركية والتي تم توضيحها في الرسالة التي صدرت في الثالث عشر من الشهر الجاري عن القنصلية الأميركية في عمان. ووصف بيان السفارة اغتيال لورانس فولي بأنه «جريمة بشعة». واضافت «نشعر بالاهانة لهذا العمل غير المفهوم». وأوضحت السفارة انها «تعمل بصورة وثيقة مع السلطات الاردنية في اطار التحقيق». واكد مصدر دبلوماسي أميركي لفرانس برس ان فولي كان يعمل في الاردن منذ نحو العامين، وكان يقيم مع زوجته في الاردن بينما يعيش ابناؤه الثلاثة البالغين في الولايات المتحدة. ونفى مصدر أمني أردني ما تردد عن تخفيف الحراسة على السفارة الأميركية ودبلوماسيها فى عمان مؤخرا. وقال المصدر ان ما تناقلته بعض وسائل الاعلام فى هذا الشأن عار عن الصحة، واكد انه لم يتم تخفيف الاجراءات الامنية لا على السفارة ولا على الدبلوماسيين. واضاف ان السلطات الاردنية تعمل على توفير الحماية والامن لكل البعثات الموجودة فى الاردن بلا تهاون انطلاقا من دورها فى الحفاظ على امن الوطن. عمّان ـ لقمان اسكندر: