عريقات: الخطة الأميركية تستبعد الانتخابات الرئاسية لتحييد عرفات، بيرنز يصب ضغوطه على السلطة بعد فشله في زحزحة الموقف الاسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 19 شعبان 1423 هـ الموافق 25 أكتوبر 2002 لم يفلح وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي في زحزحة الحكومة الاسرائيلية عن نهج العدوان حيث أصرت على ان تنسف ببعض الدبلوماسية «خريطة الطرق» السياسية برفض وقف الاستيطان واشراف مراقبي اللجنة الرباعية على تنفيذ الخطة وزيادة الضغوط لوقف الانتفاضة وتحييد الرئيس عرفات علاوة على التمسك بالقدس «عاصمة أبدية وموحدة لاسرائيل» وهو ما دفع بيرنز لتصعيد الضغط على الجانب الفلسطيني خلال لقاء متوتر خرج منه صائب عريقات كبير المفاوضين لينتقد التدخل الاميركي في الشأن الداخلي الفلسطيني. وفيما كان بيرنز يستعد لقمة مساء أمس مع ممثلي اللجنة الرباعية (روسيا وأميركا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة) لاتخاذ موقف موحد من «خريطة الطرق.. الاميركية بدا ان المسئول الاميركي خرج بخفي حنين من لقاءاته المتعددة مع المسئولين الاسرائيليين. وقبل لقائه ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال ومن قبله وزيري خارجيته شيمون بيريز والحربية بنيامين بن اليعازر عقد بيريز لقاء مع قادة الاحتلال العسكريين والأمنيين أبلغوه خلاله موقفهم من الخريطة الاميركية. تلخص موقفهم هذا بانتقاد «قلة المطالب الأمنية من الفلسطينيين، عدم ذكر مصير ياسر عرفات، رفض نشر قوات دولية تحدد نشاطات الجيش الاسرائيلي ورفض تجميد واخلاء مستوطنات في المرحلة الانتقالية». وكان بيريز أبلغ بيرنز تحفظاته على الخطة وضرورة ايلاء الأولوية للضمانات الأمنية فيما أبلغ بن اليعازر المسئول الاميركي رفضه أي «قيود تحد من ممارسة الجيش الاسرائيلي نشاطاته ضد الارهاب». ونقلت وكالة فرانس برس عن مسئول اسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه القول من غير الوارد ان ينسحب الجيش الاسرائيلي من اي منطقة (في الاراضي الفلسطينية) كما ينص مشروع الخطة طالما ان السلطة الفلسطينية غير مصممة على مكافحة الارهابيين في الجهاد الاسلامي وحركة حماس وطالما لم نر نتائج على الارض. واضاف هذا المسئول» «لن نسمح للارهاب برفع رأسه في مقابل تعهدات من الفلسطينيين تكون فقط كلاما فارغا. لن نقبل بالتفاوض» في ظل العنف. وشدد المسئول ايضا على ان الجدول الزمني الوارد في هذه الخطة «لا يبدو واقعيا حتى لو اعتبرنا ان الفلسطينيين قرروا التحرك فورا ضد الارهابيين الامر الذي لم يفعلوه حتى الان». واعرب عن تحفظات كبيرة تتعلق ب «صدقية اشراف اللجنة الرباعية على تطبيق الخطة». وبدوره قال شارون أمام مؤتمر «الليكود» أمس ان القدس لن تقسم وستبقى «العاصمة الموحدة والأبدية لاسرائيل». ومجمل هذه المواقف يشير في محصلته إلى نسف تام لمعظم بنود الخريطة الاميركية وهو ما دفع بيرنز لتحويل ضغوطه إلى الفلسطينيين الذين التقى مسئوليهم أمس في أريحا بالضفة الغربية. وقال بيرنز عقب الاجتماع ان على الفلسطينيين وقف العنف واجراء اصلاحات جذرية ان كانوا يتطلعون لتحقيق مطالبهم الوطنية. وفي دلالة على الجو المتوتر الذي خيم على اللقاء خرج صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ليقول للصحافيين ان «اشارة الخريطة لانتخابات تشريعية فلسطينية من دون انتخابات رئاسية تهدف لتحييد عرفات وتعتبر تدخلاً في الشئون الداخلية الفلسطينية». وتنص الخريطة الاميركية في هذا الاطار على تعيين رئيس وزراء فلسطيني بصلاحيات واسعة كما تنص على تجميع فروع الأمن في ثلاثة أجهزة رئيسية يتولاها وزير الداخلية بصلاحيات قوية. وكانت تقارير صحافية تحدثت عن لقاء مزمع بين بيرنز وهاني الحسن وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية التي لم تعلن بعد، فيما تحدثت تقارير عبرية ان مسئولي امن اسرائيليين سيشاركون في الاجتماع. القدس ـ «البيان» والوكالات:

Email