أخطر القضايا في تاريخ دولة الاحتلال، اعتقال ضابط إسرائيلي كبير و10 جنود في خلية تجسس لصالح حزب الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 18 شعبان 1423 هـ الموافق 24 أكتوبر 2002 قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية ان ضابطاً رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي اعتقل قبل شهر ونصف الشهر للاشتباه بقيادته لخلية تم القبض على 11 من أعضائها تقوم بالتجسس لصالح حزب الله وان لائحة اتهام ستقدم ضده اليوم الخميس امام المحكمة العسكرية الخاصة في تل ابيب. في حين أوردت وكالة رويترز في وقت لاحق نقلاً عن مصادر في الشرطة ان الخلية التي يقودها الضابط برتبة ليفتنانت كولونيل تضم عشرة جنود من البدو في الجيش جميعهم من بلدة في منطقة الجليل القريبة من الحدود اللبنانية وانهم ظلوا يتجسسون لمدة عامين. وقالت «يديعوت احرونوت» على موقعها على شبكة الانترنت ان مصادر مطلعة وصفت القضية بأنها «من أخطر القضايا في تاريخ اسرائيل وان الضابط يشتبه بأه نقل معلومات حساسة مقابل الحصول على المخدرات». ولم يتم السماح بنشر القصة إلا بعد لجوء الصحيفة إلى احدى المحاكم. وأصيبت عائلة الضابط المعتقل الذي نفى كل الاتهامات بشدة بالصدمة الكبيرة حيث قالت زوجته إنها لا تصدق بأن زوجها قام بالتهم المنسوبة اليه. ويدعي أبناء العائلة أن جهاز الأمن العام (الشاباك) قد خطف الضابط قبل عدة أسابيع. وأضافت زوجته: «عدنا من زيارة للطبيب وكان الأولاد في حضني عندما دخل زوجي الصيدلية لشراء الدواء وفجأة انقضت عليه مجموعة كبيرة من الرجال وجروه بالقوة. لم أدرك ما الذي يحدث، صرخت ولحقت بهم، لقد كنت واثقة بأن مخربين قد خطفوه». وبعد ساعة داهم بيت العائلة رجال (الشاباك) وقوات من الشرطة الإسرائيلية وأجروا تفتيشاً في البيت وصادروا سلاحه الشخصي وشريط فيديو وأرقام تلفونات. ولم يسمح للضابط لقاء محاميه لمدة عشرين يوماً من يوم اعتقاله وقال شقيق المتهم في هذا الصدد بغضب: «لقد تعاملوا معه خلال ثوان على أنه قنبلة موقوته، من ضابط رفيع المستوى لمخرب يريد المساس بأمن الدولة». ووجه أبناء عائلة المتهم، بعضهم خدم في الجيش الإسرائيلي، انتقادات شديدة اللهجة لأجهزة الأمن. وحسب قولهم قيل لزوجته ان زوجها يخونها، بل قام رجال «الشاباك» بترتيب لقاء مع من ادعوا أنها عشيقته. ووصف شقيق الضابط ما قام به رجال جهاز الأمن العام: «إنهم يتبعون وسائل لم يتبعها أشد الطغاة ونسوا أن الحديث يدور عن عائلة حاربت لمصلحة إسرائيل!!». وقالت «يديعوت أحرونوت» ان الأمن الإسرائيلي كثف مؤخراً الجهود الرامية الى كشف محاولات جهات خارجية تجنيد عملاء في إسرائيل. وكان اعتقال نسيم ناصر البالغ من العمر 35 سنة مدينة «حولون» ثمرة من ثمار هذه الجهود. وبالمقابل، ينتاب (الشاباك) القلق ازاء ارتفاع عدد المواطنين العرب الإسرائيليين المتورطين في أعمال معادية وباتصالات مع جهات معادية. وقد اعتقل في الفترة الأخيرة بعض هذه الخلايا وعدد من الوكلاء لا سيما في شمال البلاد وفي المثلث. وطبقاً للصحيفة الاسرائيلية فقد أفادت التحقيقات أن الضابط المتهم ترأس شبكة عملت منذ سنة ونصف. وقد اعتقل حتى الآن 11 متهماً بعضهم جنود سابقون في الجيش الإسرائيلي. وقام المتهمون بجمع المعلومات الاستخبارية وقام الضابط بدوره بنقلها الى حزب الله عبر اتصالات مع تجار مخدرات لبنانيين. الى ذلك، تم تبادل المعلومات والمخدرات في نقاط مختلفة من الحدود الشمالية عبر تجار كانوا على معرفة بطبيعة المنطقة منذ خدمتهم العسكرية. وكان تجار المخدرات يتلقون السموم وبالمقابل سربوا المعلومات الاستخبارية الى حزب الله. وقاموا بعد ذلك بتوزيع المخدرات على تجار المخدرات في إسرائيل لكي يسوقوها. وقالت مصادر أمنية: «لقد تم تسريب معلومات استخبارية حساسة وخطيرة عدداً من المرات في الأسابيع الأخيرة مقابل سماح حزب الله بتهريب مئات الكيلوغرامات من المخدرات الى إسرائيل». وبدأ التحقيق في الثاني عشر من سبتمبر عقب اعتقال مواطنين من منطقة القرية التعاونية «ساسا» وفي حوزتهما 9 كيلوغرامات من المخدرات الخفيفة وسبع كيلوغرامات هيروئين و110 غرامات «حشيش» من نوع خاص. وقد اعتقل الاثنان بعد أن عقدوا صفقة مخدرات مع تاجر مخدرات لبناني في الشريط الحدودي الشمالي. وتشعبت التحقيقات في اعقاب الاعتقال وتبين أن للضابط الرفيع المستوى يداً عريضة في تجارة المخدرات في لبنان وأنه يقف وراء صفقة المخدرات التي احبطتها السلطات الإسرائيلية. واشارت التحقيقات الى أن الضابط كان على علاقة مع شخص يدعى «أبو سعيد»، تاجر مخدرات لبناني مقرب من حزب الله. وسرب الضابط معلومات استخباراتية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا وخرائط المناطق الشمالية من إسرائيل ومعلومات استخباراتية عن قائد المنطقة الوسطى آنذاك، غابي أشكنازي، بكل ما يتعلق بتحركاته. وطلب أيضاً من الضابط تسريب معلومات استخباراتية عن كمائن الدبابات الإسرائيلية في منطقة الشريط الحدودي وتفاصيل أخرى. علاوة على ذلك، طلب من أحد المتورطين في القضية الحصول على خرائط لمناطق في شمال فلسطين المحتلة وأجهزة اتصال خاصة بالجيش الإسرائيلي ونقلها الى لبنان. وتبين أيضاً في اطار الاتصالات مع حزب الله أن أحد المعتقلين كشف ارقام هواتف خلوية إسرائيلية حيث عثر على أحد هذه الهواتف على جثة أحد المتسللين من لبنان في شهر مارس الماضي بالقرب من القرية التعاونية «ماتسوبا» وقاموا بتنفيذ عملية قتل اثرها ستة مواطنين إسرائيليين. وتشير التقديرات الى أن الكثير من المتورطين في القضية لم يكونوا على علم بأنهم يعملون خلال شبكة تجسس وظنوا بأنهم يعملون في تهريب المخدرات.

Email