أميركا تبحث خفض تمثيلها الدبلوماسي بأندونيسيا، ارتفاع عدد قتلى تفجيرات بالي إلى 187

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 أعلنت اندونيسيا امس ان عدد ضحايا الانفجارات الثلاثة التي هزت جزيرة بالي والتي توصف بأنها «جنة السياحة» بأندونيسيا ارتفع إلى 187 شخصاً و309 جرحى في حين لا يزال هناك مفقودون. وقالت مصادر أمنية ان اغلب القتلى استراليون واميركيون وبريطانيون، فيما اعلنت اميركا انها تبحث خفض تمثيلها الدبلوماسي في اندونيسيا. وشددت اندونيسيا من اجراءاتها الامنية على جميع المنشآت الحيوية في مختلف انحاء البلاد وتوجهت ميغاواتي سوكارنو رئيسة اندونيسيا إلى معاينة موقع الانفجارات والتي وصفتها بأنها عملية مخزية. وتشير المعلومات الاولية إلى ان الحادث ناجم عن ارهاب متعمد وجار البحث عن الجناة. وكشف الجنرال بودي ستيوان قائد الشرطة ان انفجارين وقعا بملهى ليلي وبار في حين وقع الثالث قرب القنصلية الاميركية في بالي ووصف الاعتداء بأنه اكثر الهجمات دموية في تاريخ الجزيرة السياحية. وأعلنت مصادر طبية الليلة الماضية حصيلة جديدة لأعداد الضحايا وقالت ان عدد القتلى ارتفع إلى 187 وعدد الجرحى إلى 309 بينهم 90 في حالة خطر. وأوضح التلفزيون الاندونيسي أن حصيلة الضحايا قد ترتفع كثيرا لان فرق الانقاذ لم تنته من فحص كل المنطقة المنكوبة. وتدفق السياح على مطار بالي الدولي في مسعى للسفر خارج الجزيرة، وكان معظمهم من الشبان الاستراليين الذين لا يحملون معهم أي متاع سوى ألواح ركوب الامواج. وذكرت مصادر طبية أن ثمة صعوبة في تحديد هوية القتلى بسبب أعدادهم الكبيرة، وكذلك بسبب تفحم الكثير من الجثث. وقال شهود عيان ان الانفجارات دمرت فرعاً قريباً لبنك بانين. وكذلك مكتب شركة سياحة، فيما تحطمت واجهات ونوافذ العشرات من المتاجر والمنازل وإتلاف 20 سيارة. وقالت احدى العاملات بفرق الانقاذ ان نحو ثلاثة أرباع الضحايا الذين نقلوا إلى المستشفيات من الاستراليين. واعلنت استراليا على الفور انها بصدد مراجعة شاملة لاجراءات الامن في البلاد ووصف جون هوارد رئيس الوزراء الحادث بأنه عمل ارهابي خسيس ولم يستبعد وجود جماعات تعمل لصالح تنظيم القاعدة سواء من داخل اندونيسيا او من خارجها. وقد ادان جورج بوش الرئيس الاميركي الحادث داعيا الى رص الصفوف في مواجهة الارهاب في العالم وذلك في بيان نشره البيت الابيض. وقال بوش ان «الارهابيين استهدفوا مرة جديدة ابرياء، وهذه المرة في اندونيسيا» في عمل «يهدف الى بث الرعب والفوضى». واضاف «باسم الشعب الاميركي، ادين هذا العمل البشع واقدم تعازي لعائلات ضحايا هذه الجريمة في العديد من الدول». وتابع الرئيس الاميركي في بيانه «على العالم ان يواجه هذا التهديد العالمي المتمثل بالارهاب. علينا مواجهة هذا التحدي واحباط الفكرة القائلة بأن القتل العشوائي للابرياء يمكن ان يخدم قضية او يدعم اي تطلعات». وقال بيان للسفارة الأميركية في جاكرتا ان «الهجوم يأتي في أعقاب تحذيرات سابقة للاميركيين المعرضين للمخاطر، وهو يبرز التهديد المتزايد للاميركيين أينما كانوا في اندونيسيا». وناشد الاميركيين المقيمين في إندونيسيا الاقلال من ظهورهم في الاماكن العامة أو مغادرة البلاد. واضافت السفارة انها تبحث خفض الوجود الدبلوماسي الاميركي في اندونيسيا. وفي العاصمة البريطانية لندن أدان توني بلير رئيس الوزراء البريطاني التفجيرات ووصفها بأنها مروعة. وقال متحدث باسم بلير ان رئيس الوزراء «يدين تماما وبكل قوة هذا العمل الارهابي المروع.. وكله تعاطف مع عائلات القتلى والجرحى». وقالت وزارة الخارجية البريطانية امس ان بريطانيا واحدا على الاقل قتل كما اصيب 18 اخرون في الانفجارات. وقال متحدث باسم الوزارة «ننصح الناس بارجاء السفر الى بالي وارجاء السفر دون ضرورة داخل اندونيسيا». وفي باريس اعرب جاك شيراك الرئيس الفرنسي امس عن«روعه» و«سخطه» لهذا العمل في رسالة تعزية بعث بها الى نظيرته الاندونيسية ميغاواتي سوكارنو بوتري غداة الاعتداء. وقال شيراك «مرة اخرى، يضرب الارهاب الاعمى بأكثر الطرق مجانية وجبنا ووحشية». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «ان فرنسا تدين هذا العمل البشع». وفي اسلام اباد، أدانت باكستان «بقوة» إعتداء بالي وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية «ان حكومة باكستان تدين بقوة الاعتداء الارهابي في اندونيسيا». وفي نيودلهي دعا رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي الاسرة الدولية الى استئصال «سرطان» التطرف الديني اثر الاعتداء بالسيارة المفخخة في بالي. ـ الوكالات

Email