شارون يراوغ باجراءات تهدئة شكلية والمقاومة تدمر موقعاً لجيش الاحتلال، السلطة تهدد بالتخلي عن «حل الدولتين» إذا استمر الاستيطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 4 شعبان 1423 هـ الموافق 10 أكتوبر 2002 عمدت حكومة الارهابي ارييل شارون الى مراوغة الضغوط الدولية والأميركية باجراءات شكلية من مثل اخلاء ثلاث بؤر استيطانية عشوائية خالية من السكان والافراج عن دفعة من أموال السلطة الفلسطينية، ورفع نهاري للحظر في بعض المدن، في وقت حمل سلام فياض وزير المالية الفلسطيني خريطة استيطانية تهدد بدفع السلطة للتخلي عن «حل الدولتين»، وذلك في وقت اعترف جيش الاحتلال بأن معظم ضحايا مجزرة خانيونس من المدنيين، لكنه واصل استهداف سكان القطاع بالقصف فقتل اثنين واصاب 30 بينهم خمسة اطفال وردت المقاومة بتدمير موقع للجيش الاسرائيلي بالصواريخ واختراق تحصيناته الحدودية حيث نجح مقاومان بالتسلل الى داخل الدولة العبرية. ففي مواجهة الادانات والضغوط الدولية والأميركية على حكومة ارييل شارون اثر مجزرة خانيونس التي ارتفعت حصيلة ضحاياها امس الى 17 شهيدا اتخذت هذه الحكومة اجراءات شكلية لايهام العالم بجنوحها للتهدئة. فقد أزال جيش الاحتلال أمس ثلاث بؤر استيطانية عشوائية مهجورة تماما قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية سخرت من ذلك حركة «السلام الآن» الاسرائيلية مطالبة بازالة كافة البؤر البالغ عددها 105. وافرجت الحكومة هذه ايضا عن نحو 14 مليون دولار من 600 مليون من أموال السلطة الفلسطينية التي تحتجزها. كما أعلن الجيش الاسرائيلي رفع حظر التجول نهارا عن مدن نابلس وجنين وطولكرم ورام الله. وأتت هذه الخطوات بعد أن فضح جيش الاحتلال مزاعم شارون ووزير حربيته بنيامين بن اليعازر باعترافه ان معظم ضحايا مجزرة خانيونس هم ممن لم يثبت انتماؤهم لأي من فصائل المقاومة الفلسطينية. وفي هذه الاثناء عادت سياسة شارون الاستيطانية لتهدد بنسف أي بارقة أمل في الحل السلمي للنزاع. فقد كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية امس ان سلام فياض وزير المالية الفلسطيني الذي التقى في واشنطن كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الاميركي وكولن باول وزير الخارجية ومسئولين أميركيين اخرين حمل الى ادارة جورج بوش خرائط ووثائق اعدها قسم المفاوضات في منظمة التحرير الذي يترأسه محمود عباس (ابو مازن) تحذر من أن «مواصلة الأسرة الدولية عدم رغبتها في ايقاف البناء الاسرائيلي وفرض الحقائق على الأرض ونظام التفرقة العنصري الناجم عن ذلك سيجبر صانعي القرار الفلسطيني على اعادة النظر في احتمالية ومنطقية حل الدولتين». واوضحت الوثيقة التي حملت اسم «المستعمرات الكولونيالية» ان الاستيطان الجاري في الضفة والقدس سيترك للفلسطينيين امكانية اقامة دولة اسمية فقط اشبه بمحمية هندية في أميركا وتحرمها من التواصل الجغرافي والوصول الى المياه. وحرص فياض خلال مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية في معهد «صابان» بواشنطن على التمسك بشرعية زعامة ياسر عرفات للفلسطينيين نافيا صحة أية اتهامات بالفساد المالي للرئيس الفلسطيني ومؤكدا جديته في الاصلاحات. وكان باول قال ان واشنطن لا تمانع في بقاء عرفات بمنصبه لكن بصلاحيات مخففة وان عليه نقل الصلاحيات الى قيادة فلسطينية جديدة. وعلى الأرض واصل جيش الاحتلال عدوانه على جرعات تفاديا للضجة الدولية حيث دمر ثلاثة منازل تخص مقاومين في سلفيت بالضفة. كما فتح النار من برج عسكري على سوق شعبي في خانيونس بقطاع غزة ما أسفر عن اصابة تسعة فلسطينيين بينهم خمسة اطفال ومسن كان في مقصف مدرسة ابتدائية. واصيب فلسطيني في الاربعين من عمره داخل منزله خلال توغل جرافات الاحتلال في مخيم ينبا المتاخم لرفح جنوب القطاع. وفي المقابل أعلنت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الاسلامى فى فلسطين مسئوليتها عن اطلاق صاروخ من طراز «شهداء جنين» على مستوطنة فيح يام فى مجمع غوش قطيف الاستيطانى جنوب قطاع غزة فجر امس. وقالت السرايا فى بيان لها ان احدى مجموعاتها قامت باطلاق الصاروخ.. مؤكدة انه سقط على غرفتين تابعتين للجيش الاسرائيلى مما أدى الى اشتعال النيران فيهما. واضاف البيان ان أفراد المجموعة اشتبكوا مع الجنود الاسرائيليين فى الموقع قبل انسحابهم الى قواعدهم بسلام.. مشيرا الى وقوع اصابات مؤكدة فى صفوف جنود الموقع الاسرائيلى. وكانت مصادر الاحتلال اعترفت باصابة جنديين في هجوم مسلح للمقاومة في منطقة رفح حيث اعلنت حالة الاستنفار بعد اكتشاف نجاح مقاومين في التسلل الى داخل الدولة العبرية من هذه المنطقة. وفي تطور لاحق قتلت دبابات الاحتلال بقذائفها فلسطينيين اثنين في مدينة رفح واصابت 20 بينهم عشرة في حال الخطر. وقالت مصادر أمنية وطبية ان احمد رضوان (14 سنة) استشهد بعد ان اطلقت دبابات النار على مجموعة من الشباب كانوا يرشقونها بالحجارة. وقبل ذلك بقليل استشهد محمد موسى عاشور «15 سنة» برصاص الدبابات الاسرائيلية التي كانت تحمي جرافات وهي تدمر منازل فلسطينية في المنطقة. القدس ـ غزة ـ «البيان» والوكالات:

Email