السلطة تلمح إلى حل نفسها والتخلي عن عملية السلام، شارون يتعهد بمجازر جديدة واجتياح غزة قريباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 3 شعبان 1423 هـ الموافق 9 أكتوبر 2002 أعلنت حكومة الارهابي ارييل شارون تحديها السافر للانتقادات الدولية والأميركية باصرارها على مواصلة المجازر في قطاع غزة وصلت حد تفاخر شارون بمجزرة خانيونس امس الاول وتعهده بتنفيذ مجازر مماثلة وابلغت حكومته واشنطن ان الاجتياح الشامل للقطاع هو مسألة وقت فقط وصعدت عدوانها امس ضد اطفال فلسطين ما أسفر عن استشهاد شخصين بينهما طفلة واصابة 14 منهم بينهم رضيع لم يتعد عمره الاربعة شهور، وهو ما دفع اوساط السلطة الفلسطينية للتهديد باعلان تخليها عن عملية السلام واخلاء موقعها ليتولى الجيش الاسرائيلي ادارة الحياة اليومية للفلسطينيين وهو ما يعني حل السلطة وعودة الاحتلال رسميا لكامل المناطق الفلسطينية. وفي موازاة توالي الادانات الدولية لمجزرة خانيونس امس الاول طالب سرجيو فييارا دي مييو المفوض الاعلى لحقوق الانسان لدى الامم المتحدة شيمون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي في رسالة لاعطاء ضمانات لاجراء «تحقيق كامل وغير منحاز وشفاف في مجزرة غزة» وملاحقة المسئولين عنها. وكشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية امس عن مسئول اميركي ابلاغه حكومة الارهابي شارون «هذا بالضبط ما كنا نريد ان تمتنع اسرائيل عنه في هذه الفترة» وأن «على اسرائيل ان تفكر بأبعاد هذا العمل الذي يجر عمليات انتقامية. انتم فقط تصعدون الوضع». وهو ما تزامن مع انتقادات اطلقها وزراء اسرائيليون من حزب العمل بحسب الصحيفة قال خلالها «في كل مرة يسود الهدوء النسبي تنفذ عملية عسكرية تجر عمليات انتقامية». لكن شارون تحدى كل ذلك واشاد امس علنا بمجزرة خانيونس مؤكدا انه «ستكون هناك عمليات اخرى لمكافحة الارهاب من هذا النوع في قطاع غزة». وقالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان مسئولا عسكريا اسرائيليا ابلغ الادارة الأميركية ان الاجتياح الشامل لقطاع غزة هو «مسألة وقت فقط» وانه يخضع لحسابات في مقدمتها تعرض مستوطنة لهجوم فلسطيني كبير. وعلى هذه الخلفية فتحت دبابات الاحتلال نيرانها امس على المدنيين الفلسطينيين عند مدخل عزبة بيت حانون شمال القطاع فأصابت سبعة اطفال. كما طاردت الدبابات تلاميذ مدينة جنين في الضفة الغربية وفتحت النار باتجاههم ما أسفر عن اصابة ستة بينهم ثلاث تلميذات. وفي رفح اعلنت مصادر طبية فلسطينية امس ان طفلة فلسطينية استشهدت وجرح شخص آخر برصاص الجيش الاسرائيلي. واقتحم جيش الاحتلال مخيم شعفاط في القدس وفتح النار على سكانه ما أسفر عن اصابة رضيع يبلغ من العمر اربعة شهور برصاصة في الرأس فيما تمكن شبان المخيم الذين تصدوا للاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة من اصابة احد الجنود الغزاة». وردت فصائل المقاومة امس بالتزامن مع اعلان استشهاد شاب في قرية يعبد قرب جنين بأربع هجمات مسلحة شملت كمينا لمستوطنين اسفر عن مقتل احدهم واصابة خمسة اخرين، لكن جيش الاحتلال زعم لاحقاً عدم سقوط قتلى في العملية، اضافة لاستهداف دوريات الاحتلال ومواقعه بقذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع ما اسفر عن اعطاب مدرعة وسيارة عسكرية وقتل عدد لم يكشف من جنود الاحتلال. وشجب نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تصريحات شارون الذي قال فيها ان العمليات العسكرية في غزة ستستمر ووصفها بأنها «بمثابة اعلان حرب وتحد سافر لقرارات مجلس الامن». وقال ابو ردينة ان القيادة الفلسطينية وجهت رسائل عاجلة لمجلس الامن الدولي والدول العربية وحثتها على عقد جلسات طارئة لتوفير حماية للفلسطينيين. وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني في الحكومة المستقيلة ان تفاخر شارون بارتكاب جرائم حرب واعتبارها انتصارات لجيشه «يؤكد ان لدى شارون مخططا واضحا لاعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وهي البداية وليست النهاية». واضاف ان دفاع الادارة الاميركية عن مواقف شارون «وتبريرها على انها دفاع عن النفس» امر غير مقبول. وازاء هذا الوضع كشفت «هآرتس» امس ان اتجاها يتبلور حاليا بقوة في اوساط مسئولي السلطة الفلسطينية، وحركة فتح يتركز حول تنحي السلطة وانسحابها من اداء مهماتها والاعلان انها «فقدت الاهتمام لما يسمى عملية السلام». ونقلت الصحيفة عن محمد دحلان المستشار الأمني للرئيس ياسر عرفات قوله ان هناك «حاجة الى نقل المسئولية عن حياة المواطنين الفلسطينيين بصورة كاملة الى شارون» وهو ما دعمه صائب عريقات كبير المفاوضين بقوله حسب الصحيفة نفسها «اذا كانت اسرائيل ترغب في اعادة الاحتلال فلتتفضل وتتشرف في جمع القمامة» مضيفا «عندما تبعدون عرفات لن تكون هناك سلطة فلسطينية». واعربت مصادر اسرائيلية للصحيفة عن تخوفها من هذه الخطوة التي قالت انها ستكبد دافعي الضرائب في الدولة العبرية نحو ملياري شيكل شهريا في ظل ازمة اقتصادية طاحنة يعانيها الاسرائيليون. القدس ـ غزة ـ «البيان» والوكالات:

Email