شهيد وعشرة جرحى في مظاهرات الدفاع عن القدس، الاحتلال يستبيح الأقصى استناداً لموقف بوش، لندن تبدأ تحركات دبلوماسية لاستضافة مؤتمر دولي للسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 28 رجب 1423 هـ الموافق 5 أكتوبر 2002 سارعت شرطة الاحتلال إلى ترجمة الموقف الاميركي الاخير تجاه القدس بتدنيس الحرم الشريف حيث اقتحمت باحة المسجد الاقصى للتصدي لمسيرة سلمية للمصلين في اطار مظاهرات لاعلان التمسك بالمدينة المقدسة فأصابت خمسة منهم اضافة لشهيد وخمسة جرحى آخرين في انحاء الضفة الغربية في وقت بدأت الدبلوماسية البريطانية بالتنسيق مع الادارة الاميركية في مساع جديدة لاستئناف المفاوضات وعقد مؤتمر دولي للسلام يرجح ان يكون مكانه لندن. وكانت قيادة الانتفاضة دعت في بيان إلى مظاهرات عارمة في مختلف المناطق الفلسطينية لاعلان رفض القرار الاميركي القاضي باعتماد القدس عاصمة لدولة الاحتلال. وبعد صلاة الجمعة امس في المسجد الاقصى هم شبان فلسطينيون في تنظيم مسيرة سلمية لاعلان التمسك بالقدس عاصمة لفلسطين فسارعت قوات من الشرطة الاسرائيلية لاقتحام باحة الاقصى وامطار المصلين بقنابل الغاز والصوت والعيارات المطاطية ما ادى لاصابة خمسة من المصلين. وزعم جيش الاحتلال ان المصلين رشقوا المتطرفين اليهود عند حائط البراق (المبكى) بالحجارة ما ادى لاخلائهم مؤقتاً فيما انتشر حراس الاقصى المسلمون لحمايته وتهدئة الفلسطينيين. وشهدت مدينتا نابلس وجنين في الضفة الغربية مظاهرات تحولت إلى مواجهات اثر محاولة جيش الاحتلال فرض حظر التجول ومنع هذه المسيرات المضادة للموقف الاميركي من القدس. وقتل جنود الاحتلال فلسطينياً في قرية برضعة شمال الضفة بدعوى مشاركته في رشقهم بالحجارة. وقال مصدر طبي ان ابراهيم مدني (12 عاما) اصيب في رأسه بنيران دبابة في مخيم عسكر للاجئين في نابلس بشمال الضفة الغربية. وفي جنين ذكر مصدر امني فلسطيني ان ثلاثة فلسطينيين جرحوا برصاص اطلقه جنود اسرائيليون. وقال المصدر نفسه ان الجنود اطلقوا الرصاص على فلسطينيين بدأوا يرشقونهم بالحجارة. وفي قطاع غزة شهد مخيم جباليا مظاهرة عارمة ضد الموقف الاميركي شارك فيها نحو 400 ملثم توعدوا بتصعيد العمليات الاستشهادية في كل مكان وزمان ضد اهداف اسرائيلية. وقال احمد ياسين زعيم حركة حماس للصحافيين خلال المظاهرة ستستمر المقاومة والجهاد والاستشهاد بكل الوسائل حتى ينكسر العدو الصهيوني وينهزم. واضاف ياسين ان «القرار (الاميركي) تافه ولا يساوي شيئا لأن الذي يتحدث لا يملك شيئاً ولا يحق له ان يملك شيئاً وتابع ان «هذه المسيرات الشعبية تأكيد على اسلامية وعروبة القدس واستمرار الانتفاضة ونجاة المجاهد محمد الضيف (قيادي في كتائب القسام الذراع العسكري لحماس)». وعلى الجانب الآخر التقى شيمون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي أمس ممثلي اللجنة الرباعية الدولية (أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) وابلغهم انه ينوي قريبا تجديد الاتصالات مع الفلسطينيين بهدف التوصل الى وقف النار واستئناف المفاوضات». وفي موازاة ذلك بدأت الدبلوماسية البريطانية تحركات في هذا الاتجاه. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت ان جاك سترو وزير الخارجية البريطاني سيصل الى القاهرة الاسبوع الحالي للقاء الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ماهر وعمرو موسى امين عام الجامعة العربية لبحث الوضع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس ان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا نسق جهود بلاده المزمعة في هذا الاتجاه مع الادارة الأميركية التي «ترحب بأن يبادر زعيم أوروبي باتجاه الحل السلمي للنزاع وان تتبنى هي مبادرته لاحقا». وقالت الصحيفة ان بلير يسعى لتكرار تجربة مؤتمر مدريد في بداية التسعينيات حيث يسعى لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام يرجح ان يكون مكان انعقاده لندن. وأوضحت ان المؤتمر سيبحث الاصلاحات الفلسطينية، لكنه لن يشترط اتمامها لاطلاق المفاوضات مجددا. القدس المحتلة ـ «البيان» والوكالات:

Email