الجيش الاسرائيلي يجهز منفى لعرفات ويجري مناورات في الجولان، الكونغرس يتبع «قانون القدس» بآخر يلغي أوسلو

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 27 رجب 1423 هـ الموافق 4 أكتوبر 2002 تكشفت امس ملامح خطة العدوان الواسع التي يعد لتنفيذها السفاح ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال على هامش الضربات الاميركية المتوقعة للعراق، حيث اعد جيشه منفى لياسر عرفات رئيس فلسطين وتدرب على ابعاده لمكان مهجور يرجح ان يكون صحراء ليبيا اضافة الى مناورات بالذخيرة الحية في هضبة الجولان السورية المحتلة فيما يستعد اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لمؤازرته بقانون جديد بعد «القدس عاصمة لاسرائيل» يتضمن الغاء اتفاق اوسلو عبر استبدال السلطة الفلسطينية بكيان تابع للأجهزة الاسرائيلية. فبعد توالي التحذيرات الفلسطينية من عدوان واسع يعد له شارون في فلسطين وعلى الجبهتين السورية واللبنانية مستغلاً بدء الضربات الاميركية المتوقعة للعراق كشفت امس مصادر الاحتلال عن بدء الجيش الاسرائيلي مناورات واسعة بالذخيرة الحية في هضبة الجولان السورية المحتلة. وفيما رفضت هذه المصادر الكشف عن تفاصيل هذه المناورات اكتفت بالقول ان ضابطاً اعتبر في عداد الاموات اثر اصابته برصاصة في رأسه خلال هذه المناورات. وعلى الجبهة الاخرى اكد مسئول اسرائيلي لوكالة اسوشيتدبرس الاميركية صحة تقرير نشرته امس صحيفة «معاريف» العبرية تحدث عن قيام وحدة من القوات الاسرائيلية الخاصة بتجهيز منفى لياسر عرفات في مكان بعيد ومهجور من السكان بعد اتمام تدريبات على اقتحام مقره وابعاده اليه بواسطة مروحية. وقال المسئول هذا ان الوحدة الخاصة استعدت لتنفيذ خطة ابعاد عرفات التي أمر بها ارييل شارون ثلاث مرات آخرها خلال الحصار الاخير للمقر الرئاسي في رام الله موضحاً ان الوحدة على أهبة الاستعداد لذلك فور صدور القرار الرسمي. وفيما اكتفت الصحيفة العبرية بالقول ان المنفى المجهز لعرفات لا يوجد في الاردن ولا لبنان ولا أوروبا كان التلفزيون الاسرائيلي اشار قبل نحو شهرين الى صحراء ليبيا كخيار مفضل لهذا المنفى. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان ذلك يكشف بوضوح الاجندة الخفية لشارون الرامية لتدمير السلطة الفلسطينية وقتل رئيسها عرفات واعادة فرض الاحتلال على المناطق الفلسطينية كافة. وبدا أن أجندة شارون هذه مدعومة بشكل تام من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة عبر أهم مواقعه المتمثل بالكونغرس. فبعد نجاح هذا اللوبي بتمرير قانون «القدس عاصمة لاسرائيل» يسعى حاليا لاستغلال حاجة بوش الرئيس الاميركي وادارته لاموال واصوات اللوبي هذا على ابواب الانتخابات النصفية للكونغرس لتمرير قانون جديد أشد خطورة لو جرى تمريره لكان اعلاناً رسمياً بدفن اتفاق أوسلو طبقاً لمصادر وزارة الخارجية الاسرائيلية لصحيفة «هآرتس» العبرية. واوضحت الصحيفة ان القانون الجديد يتعلق بالمساعدات الخارجية. وينص على رفض تحويل اي من هذه الاموال لدعم اقامة الدولة الفلسطينية الا اذا قدم وزير الخارجية الأميركي للكونغرس ضمانات في مقدمتها «قيادة جديدة لكيان فلسطيني انتخبت بطريقة ديمقراطية في انتخابات حرة ونزيهة». ويوضح القانون ميزات الكيان الفلسطيني بعدة مطالب في مقدمتها البرهنة على «التزامه الراسخ بالتعايش السلمي مع دولة اسرائيل والقيام بخطوات ضرورية لمكافحة الارهاب وتمويله في الضفة الغربية وقطاع غزة «بما في ذلك تفكيك فصائل المقاومة المسلحة اضافة الى «تأسيس جهاز أمن فلسطيني متعاون بصورة كاملة مع أذرع الامن الاسرائيلية ذات العلاقة ومع اجهزة الأمن الاخرى ذات الصلة». وكان عرفات قال امس في ختام لقاء في مقره برام الله مع وفد مسيحي، ان «احدا لن يستطيع ان ينال من مدينة القدس». وطالب عرفات «الامة العربية وجميع المسيحيين والمسلمين في العالم بالتحرك في هذا الموضوع (القدس) بالذات لخطورته»، مؤكداً في الوقت نفسه ان «القدس عربية اسلامية». فيما طالب عريقات بقمة عربية واسلامية عاجلة لهذا الغرض. القدس ـ «البيان» والوكالات:

Email