مقتل 12 جندياً إسرائيلياً وإصابة 22 بعملية نوعية في حيفا، المقاومة تسقط جدار شارون

اخترق الاستشهادي أيمن أبو الهيجا (23 عاماً) من كتائب عز الدين القسام كل تحصينات اسرائيل العسكرية والأمنية واجتاز الخط الأخضر قادماً من مخيم جنين مفجراً نفسه في حافلة تقل جنوداً اسرائيليين، قرب حيفا ليقتل 12 جنديا ويصيب 22 آخرين، دافناً تحت حطام الحافلة مزاعم الارهابي ارييل شارون وجيشه حول فاعلية حملة «الجدار الواقي» لتصفية المقاومة والانتفاضة. في وقت اطلق جيش الاحتلال العنان لقواته لابادة مخيم جنين انتقاماً لعمليات المقاومة الباسلة التي استمرت ثمانية ايام واخرها امس والتي قتل فيها ضابط كبير من وحدة جولاني وجرح 12 اخرون ليرتفع عدد قتلى الاحتلال الى 26 ضابطا وجنديا في يومين، وتحت القصف بصواريخ طائرات اف 16 ومروحيات الاباتشي سيطرت اسرائيل على مخيم جنين، ونفذت اعدامات جماعية لمقاتلين ظلوا يقاومون بعد نفاد ذخيرتهم، فيما هدمت الجرافات المنازل، وحفرت قبورا جماعية لاخفاء معالم أبشع مجازر القرن الواحد والعشرين التي أدت الى استشهاد 500 فلسطيني في حصيلة أولية منذ بدء العدوان يوم الجمعة قبل الماضي. واستبق شارون لقاءه اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بقرار استمرار العدوان لحين تحقيق اهدافه، معتبرا لقاء باول مع ياسر عرفات خطأ فادحا، وتمسك باستمرار حصار كنيسة المهد، داعيا امريكا الى عدم الضغط عليه، فيما دعا البيت الابيض مختلف الاطراف الى التراجع ووقف العنف. وجاءت السيطرة الاسرائيلية على مخيم جنين بعد ثمانية أيام من المقاومة وفي قصف جوي وبري اشرف عليه رئيس الاركان شاؤول موفاز بنفسه. وقال جمال ابو الهيجا من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» «المعركة انتهت. وسقط عدد كبير من الشهداء واعتقل عدد اخر». وصرح بأن القوات الاسرائيلية تسيطر سيطرة كاملة على المخيم وان المعارك توقفت. وقال ابو الهيجا ان الذخيرة والمؤن نفدت لدى المقاومين في مخيم جنين. واضاف قوله «الجنود الاسرائيليون ينتقلون من منزل الى منزل ومن ركن الى اخر يعتقلون من يريدون او يقتلونهم». وقال ابو الهيجا الذي كان يتحدث بالهاتف من داخل مخيم جنين ان الجنود الاسرائيليين والعربات المدرعة تحاصر المقاتلين الفلسطينيين. وذكر شهود ان القوات الاسرائيلية طلبت من سكان المنطقة مغادرة منازلهم وانها تزيل المنازل بالجرافات. وذكروا انهم سمعوا نيران الدبابات والاسلحة الالية صباح امس لكنها توقفت في وقت لاحق. وتحدث شهود اخرون عن سماع اصوات نيران متفرقة وانفجارات بينما تصاعدت اعمدة الدخان من المخيم. وقال موظفو اغاثة تابعين للامم المتحدة ان الجرافات الاسرائيلية دمرت المنازل في محيط المنطقة كما نسف الجنود منزلين على الاقل. وقالت متحدثة باسم الجيش «في الوقت الراهن يستسلم مئات الفلسطينيين.. من بينهم مسلحون.. للقوات الاسرائيلية في مخيم جنين للاجئين». واكدت مصادر فلسطينية نجاح القوات الاسرائيلية فى ابادة وتدمير مخيم جنين بعد ثمانية ايام من الصمود. واضافت تلك المصادر ان قوات الاحتلال قامت باعدام من تبقى من المقاتلين الذين نفدت ذخيرتهم كما ان جثث المئات من الشهداء والمصابين تتناثر فى شوارع المخيم. واكد مقاتلون ان مجزرة رهيبة ارتكبت فى المخيم حيث واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلى هدم المنازل على السكان بعد القصف بالصواريخ والقذائف منذ الساعة العاشرة من الليلة قبل الماضية كما قامت تلك القوات بترحيل بعض السكان الى البلدات المجاورة لجنين. وأفادت مصادر المقاومة الفلسطينية أن المقاتلين نفدت ذخيرتهم فى المخيم اختاروا الشهادة وهم يقاتلون بسكاكين وحجارة ويفجرون أنفسهم فى جنود الاحتلال مشيرة الى ان محمود نصرى طوالبة قائد سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد استشهد تحت أنقاض أحد المنازل المدمرة. ورصدت مصادر فلسطينية سقوط 150 شهيدا في حصيلة أولية في سياق عمليات نسف وهدم المنازل وقصف طائرات اف 16، اضافة الى عمليات الاعدام الجماعي. وقال نايف سويطات وهو أحد مسئولي حركة فتح في مدينة جنين لوكالة فرانس برس «دفع الجيش الاسرائيلي نحو 100 دبابة واكثر من الف جندي وكانت مروحيات الكوبرا والاباتشي الأمريكية الصنع تطلق صواريخها على المخيم دون انقطاع». وفي غضون ذلك كانت جرافات الجيش تقوم بهدم عشرات المنازل في المخيم لشق طرق لدباباته للوصول الى حي الوشاحين حيث المقاتلين. وقال مقاتلون اتصلت بهم وكالة فرانس برس ان جثث الضحايا كانت تملأ الشوارع فيما غصت كل الاماكن بالجرحى في الوقت الذي ظل الجيش الاسرائيلي يمنع فيه دخول الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف والصحافة. وقال اللفتنانت اوليفييه رافوفيتس الناطق باسم الجيش انه لا تزال هناك «بعض جيوب الارهاب». رغم السيطرة على المخيم. وقالت القيادة الفلسطينية في بيان وزعته وكالة الانباء الفلسطينية وفا «ان العالم يشهد «اليوم» مجزرة مريعة هدفها القضاء على ابناء شعبنا في مخيم جنين» مؤكدة «ان جرافات جيش الغزو الاسرائيلي تقوم في هذه الاثناء بدفن الشهداء في مقابر جماعية لاخفاء المجزرة». وقالت القيادة «ان دبابات وطائرات وجرافات الغزو الاسرائيلي تقوم بهدم منازل مخيم جنين بيتا بيتا على رؤوس من تبقى من الاهالي وتنسف المساجد والمستوصفات وجميع المؤسسات المدنية». واوضحت القيادة «كما يقوم الجيش الاحتلال بتجميع الالاف من ابناء المخيم من عمر 15 فما فوق» واكدت ان «المقاومين الابطال ما زالوا يتصدون لقوات الاحتلال في انحاء مختلفة داخل المخيم». ودعت القيادة في بيان الى تنظيم اليوم فعاليات متصلة في كل مكان للترحم على أرواح الشهداء وتمجيد البطولة ورفع الصوت عاليا ضدم مقترفي الجرائم. كما دعت القيادة المحامين العرب لتشكيل لجنة تحقيق حول جرائم الحرب الاسرائيلية. وشددت القيادة في ندائها على عدم اعطاء الفرصة والوقت الكافي لاسرائيل لطمس الادلة والبراهين خاصة في مخيم جنين بهدم المخيم ووضع الجثث تحت الانقاض ونقل بعضها لاماكن مجهولة واستخدام مقابر جماعية. وطالبت القيادة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والصليب الدولي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» والهيئة الدولية لحقوق الانسان بتحويل زيارة ماري روبنسون المفوضة السامية لحقوق اللاجئين الى مهمة تحقيق وتقصي للحقائق. وطالبت بالتركيز على دور الحكومة الاسرائيلية وبشكل خاص رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير الدفاع بنيامين بن اليعازر ووزير الخارجية شيمون بيريز ورئيس هيئة الاركان شاؤول موفاز. وفي حصيلة أولية لضحايا مجزرة شارون في الأرض المحتلة اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس ان خمسمائة فلسطيني قتلوا برصاص وقذائف وصواريخ الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية منذ بدء الاجتياح الاسرائيلي للمدن والمخيمات الفلسطينية في 29 مارس. وقال ان «اسرائيل ترتكب المجازر يوميا ضد شعبنا الفلسطيني الاعزل». وقال ان «شارون يشن حربا شاملة للقضاء على الشعب الفلسطيني وتدميره بالكامل»، مضيفا ان «هذه الحرب الشارونية ليست لحماية الشعب الاسرائيلي ولن توفر حماية للاسرائيليين». وشدد عريقات على «ضرورة تشكيل قيادة اسرائيلية مسئولة لأن قيادة شارون هي قيادة مجنونة». واكد عريقات ان «القوات الاسرائيلية اعدمت امس ثمانية فلسطينيين بعد تسليم انفسهم في جنين». وقال ان «الشهداء الثمانية هم عبد الرحمن تركمان، ومحمد الفايد وشقيق له، والشيخ ابراهيم جبر وابنه مصعب، ومحمود حلوة ومحمود طوالبة، اضافة الى ابو محمد الشهلة الذي هدموا المنزل عليه بوساطة جرافة عسكرية». وفي تطور على صعيد وقف الانسحابات الوهمية من الضفة قرر المجلس الوزارى المصغر للامن فى اجتماع برئاسة ارييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية مواصلة عملية الجدار الواقى «العدوان على الشعب الفلسطينى» حتى تحقق اهدافها. كما قرر المجلس طبقا لراديو اسرائيل.. مواصلة الحصار المفروض على كنيسة المهد «المكان الذى ولد فيه السيد المسيح عليه السلام» فى بيت لحم حتى استسلام من اسماهم بمسلحين فلسطينيين يتحصنون بالكنيسة. وقرر كذلك تبنى مقترحات زينى لوقف النار وتطبيق تفاهمات تينيت وميتشيل وتعهد بتهيئة الوسائل لتمكين كولن باول وزير الخارجية الامريكى من مقابلة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات. ويرى المجلس.. طبقا للراديو.. أن باول سيجبر عرفات على اعلان وقف اطلاق النار حتى قبل الانسحاب الاسرائيلى. وكان شارون قد وصف لقاء باول المزمع مع عرفات بأنه خطأ فادح، الا ان اسرائيل لن تعارضه. وقال شارون انه لا ينبغي ان تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل من اجل وقف هجومها ضد النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية. وتعهد بالانتهاء من هذا الهجوم بأسرع ما يمكن. وقال شارون للصحفيين «يمكنك التحدث عن السلام ولكن لا يمكنك الوصول الى السلام ما دام هناك ارهاب. وامل ان تفهم صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة ان هذه حرب وجود بالنسبة لنا.. من حقنا الدفاع عن مواطنينا ولا يتعين ان يمارس علينا ضغط كي لا نفعل ذلك». واضاف «لا بد ان يكون جنودنا الرائعون قادرين على مواصلة هذا النضال. بمجرد ان نحقق ذلك.. فليست لدينا نية ولن نبقى في اي مناطق فلسطينية». وتابع قوله «يتعين علينا ان نفعل ذلك بأسرع ما يمكن ولكن ينبغي ان ننتهي من المهمة». من جهة اخرى اعلن البيت الابيض امس ان العملية الاستشهادية الاخيرة بالقرب من حيفا تبرز «ضرورة تراجع جميع الاطراف» ووقف العنف في الشرق الاوسط. واعلن الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر ان «هذا الاعتداء يعزز في نظر الرئيس (جورج بوش) ضرورة ان يتراجع جميع الاطراف، ان تنسحب اسرائيل وان يوقف الفلسطينيون والعرب العنف والمجازر». وألمح البيت الابيض الى انه تلقى تأكيدات من اسرائيل بأن باول سيلتقي عرفات. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر للصحافيين «نعتقد ان اللقاء سيتم لدينا كل المؤشرات بأن الظروف ستتيح (لباول) الوصول الى الرئيس عرفات».

الأكثر مشاركة