السعودية وسوريا تشجبان (التصعيــد) ضـد بغـداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في موقف لافت انضمت السعودية الى سوريا امس في شجب التصعيد الاخير الذي استهدف جنوب بغداد عبر بيان صادر عن اللجنة المشتركة بين البلدين لم يتحدث صراحة عن الغارات الامريكية البريطانية الاخيرة وسط تأكيد دمشق حرصها على المساهمة في حل الخلافات العربية, وتشديد الرياض على وجوب معالجة الخلل الذي أصاب النظام العربي اثر غزو العراق للكويت. من جهة اخرى اختلف اعضاء مجلس الامن الدولي امس الاول على شرعية الضربات الجوية ضد اهداف عراقية في بغداد. وجاء في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع اللجنة المشتركة السورية السعودية للتعاون الثنائي في دمشق ان (الجانبين اكدا مشاعر الشجب والقلق للتصعيد الاخير الذي استهدف جنوب بغداد). وترأس اعمال هذه اللجنة وزيرا الخارجية السوري فاروق الشرع والسعودي سعود الفيصل. وبدا البيان حلا وسطا بين الموقف السوري الذي دان بشدة الغارات الامريكية والبريطانية يوم الجمعة الماضي, والموقف السعودي الذي عادة ما يحمل الرئيس العراقي صدام حسين مسئولية معاناة شعبه. وعليه اكتفى البيان السعودي السوري بالاشارة الى (التصعيد) وليس الى الغارات او عمليات القصف. واشار البيان الى ان التصعيد حصل (في وقت تجرى مشاورات واسعة لمعالجة الوضع برمته في مؤتمر القمة العربية المقبل في عمان في مارس المقبل, بما يحفظ الامن في المنطقة وسلامة وسيادة العراق على ارضه). وحول النزاع العربي الاسرائيلي, دانت دمشق والرياض (سياسة الابادة الجماعية التي تنفذها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني) ودعتا الى (احالة المسئولين الاسرائيليين الى المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب). وشددتا على ضرورة انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة في 1967 ومنها هضبة الجولان السورية والقدس الشرقية وعلى حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة. وكان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل الليلة قبل الماضية الامير سعود الفيصل وبحث المستجدات في المنطقة والاوضاع العربية والاقليمية. وقال وزير الخارجية السوري ان بلاده ستعمل كل ما تستطيع من اجل معالجة كل القضايا القائمة بين الدول العربية. واضاف الشرع كنا نأمل الا تطرأ مستجدات حدثت خلال الايام الماضية والا يحصل ما حصل من هجوم على جنوب بغداد لاسيما فى الوقت الذى نسعى فيه وفى المقدمة المملكة العربية السعودية لمعالجة الوضع الراهن والمأساوي فى العراق فى اطار الشرعية الدولية. من جانبه اكد الامير سعود الفيصل فى كلمة مماثلة على وجوب معالجة الخلل الذى اصاب النظام العربى نتيجة الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 لمواجهة التحديات المصيرية. وقال ان قدرتنا على مواجهة التحديات سواء على صعيد القضية الفلسطينية او القضايا العربية الاخرى تتوقف على معالجة الخلل الذى يعاني منه نظامنا العربى الذى يترتب عليه الكثير من الوهن والشقاق فى الصف العربى وخاصة فيما يتعلق بالغزو العراقي للكويت. الى ذلك قال ياسر نحلاوي مقرر لجنة الامن القومي في مجلس الشعب السوري ان (الادارة الامريكية طرقت باب الشرق الاوسط والمنطقة العربية على طريقة الكاوبوي الامريكي فوجهت ضربة جوية ضد ابناء الشعب العراقي من دون سابق انذار). واضاف نحلاوي (نحن ننتظر من الادارة الجديدة دورا اكثر حيادية وما تشهده المنطقة حاليا من مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة واسرائيل على صواريخ (باتريوت) في صحراء النقب يترك اكثر من اشارة استفهام وتعجب لدى المواطنين العرب والسوريين). من جهة اخرى اختلف أعضاء مجلس الامن الدولى مساء امس الاول على شرعية الضربات الجوية التى شنتها ما يقارب 50 من الطائرات الامريكية والبريطانية يوم الجمعة الماضي ضد أهداف عراقية قريبة من مدينة بغداد. واعتبر المندوب الامريكى فى اجتماع المجلس برئاسة تونس قرار هذا الاجراء العسكرى المفاجى ضد العراق بأنه ضرورى لتذكير الحكومة العراقية بالتزاماتها القانونية والتى وافقت عليها فى اطار قرار المجلس رقم 687. واوضح بان هذه الضربات الجوية هدفت الى تحقيق ثلاث غايات أساسية وهى حماية قوات التحالف الغربى المتواجدة فى منطقة الخليج العربى واخضاع الحكومة العراقية لاحترام تدابير قرار فرض الحظر الجوى على مناطق شمال وجنوب خط العرض 32 فى أجواء العراق واخيرا تحذير الحكومة العراقية من مغبة محاولاتها السرية الرامية الى اعادة ترسانات أسلحة الدمار الشامل. ووصف المندوب الامريكى الغاية الاخيرة بأنها محاولات خطيرة تهدف الى اعادة تهديد دول المنطقة واستقرار شعوبها. أما المندوب الدائم البريطانى فقد قال ان هذا الاجراء شرعى ويهدف الى الزام العراق فى تنفيذ قرارات مجلس الامن! ومن جانبهم اعترض المندوبون الدائمون لكل من الاتحاد الروسى والصين وفرنسا على ما جاء من تبريرات على لسان المندوبين الامريكى والبريطانى وأجمعوا على ابداء أسف حكوماتهم لاستمرار ما وصفوه بأنه اعتداء غير مبرر على العراق. فقال المندوب الفرنسى ان هذه الاجراءات تعد استفزازية وتضر بشكل أساسى بالجهود الدولية المبذولة فى سبيل عودة المحادثات ما بين العراق والامم المتحدة. أما المندوب الروسى فهاجم الاجراء الامريكى البريطانى الاخير ضد العراق كما هاجم ما يسمى بمنطقتى الحظر الجوى على أجواء العراق ووصفها بأنها اجراءات غير شرعية ومتجاوزة لميثاق وقرارات الامم المتحدة وليس لها أساس قانونى. ــ الوكالات

Email