الشرع: لا مفاوضات فلسطينية اسرائيلية قريباً, وجودنا في لبنان تضحية وليس مكسباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع صورة قاتمة لعملية السلام ووصفها بأنها (مستنقع آسن) لكل من يملك حساً وطنياً, واستبعد استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية قريبا, وقال انني لا اتصور العودة الى طاولة المفاوضات فوق جثث الشهداء والضحايا, وشدد الشرع على ضرورة تحويل انتفاضة الاقصى الى انتصار, وقال ان ذلك لن يتحقق دون الثبات على المبادىء والايمان بها, وقال (ان العرب نوعان نوع يخاف على الانتفاضة ونوع يخاف منها, ونحن في سوريا نخاف على الانتفاضة). واعترف وزير الخارجية السوري بصدور قرارات في قمتي القاهرة والدوحة دون طموحات الشعوب, لكنه قال ان الازمة ليست في القرارات وانما في الالتزام بتنفيذها, واوضح ان العرب لو نفذوا بنداً واحداً من القرارات الصادرة في اي من القمم السابقة لكان حالهم غير ما هم عليه حاليا, وضرب لذلك مثلا بأن قرار منع التغلغل الاسرائيلي في العالم العربي كان كافياً لاشعار اسرائيل بالعزلة. واضاف الشرع ان المنطقة العربية لاتزال تعيش اجواء الحرب الباردة وان العرب يدفعون ثمنا باهظاً كلفة املاء شروط اعلان نهاية هذه الحقبة السياسية منذ عشر سنوات, ولفت الانتباه الى ان اسرائيل تستفيد من التضليل الاعلامي المكثف عبر شاشات التلفزيون في هذا الصدد وتمارس غطرسة ضد القانون الدولي. وانتقد الشرع الحملات اللبنانية ضد التواجد السوري في لبنان, ووجه ضمناً صفعة للبطريرك نصر الله صفير اذ قال الوزير السوري ان اتفاق الطائف يقصر امر بحث اعادة تمركز القوات السورية على قيادتي الدولتين اللبنانية والسورية ولا يحق لأي طرف ثالث في الداخل أو الخارج الخوض في هذا السياق. وفاجأ الشرع الذي كان يتحدث في محاضرة سياسية في النادي الثقافي بالمزة الحضور باخراج ورقة قرأ منها نص اتفاق الطائف الذي يتحدث عن اعادة الانتشار السوري إذ جاء فيه (تقوم القوات السورية مشكورة) وقال الشرع انني أضع خطين تحت مشكورة, مشيرا إلى ان أي حديث لا يعكس احتراما للقوات السورية يشكل انتهاكا لروح اتفاق الطائف ونصه. وقال الشرع ان سوريا قدمت آلاف الشهداء دفاعا عن لبنان ابان الغزو الاسرائيلي لبيروت عام 1982 وذكر (ان مشكلة سوريا انها لا تتحدث عن ضحاياها كثيرا) وانها تعتبر وجودها في لبنان تضحية عربية وليس مكسباً سورياً في لبنان. وأكد الوزير السوري الذي جاءت محاضرته في ختام اسبوع ثقافي لجيش التحرير الفلسطيني تحت شعار (انتفاضة الأقصى) ان موقف سوريا الثابت لنظرتها السياسية الحكيمة تجلت في الفشل الذي انتهى إليه مؤتمر مرسيليا المتوسطي, إذ انها رفضت المشاركة من منطلق ان أي خسارة عربية في هذه المرحلة تمثل ربحا لاسرائيل, مشيرا إلى ان الأطراف العربية لم تحقق فائدة من ذهابها إلى مرسيليا. ورغم ان الشرع وصف زيارة طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي إلى دمشق أمس بأنها (روتينية) الا انه قال ان محادثاتهما لم تقتصر على تطوير العلاقات الثنائية فقط وإنما استهدفت مصلحة الأمة العربية. وشدد الشرع في رده على أسئلة الحضور على أهمية التضامن العربي وقال ان الرهان على تحقيق أهدافنا بواسطة قوى أخرى سيكلف العرب طويلا من الانتظار وثمنا باهظا ولابد من الايمان بحقوقنا في التاريخ والجغرافيا وعدم التفريط فيها. دمشق ــ عمر العمر

Email