غارات اسرائيلية ضد فتح وتفجير دورية للاحتلال بشبعا ، وثيقة حل امريكية منحازة وجهود لمؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت المواجهات امس اثر تشييع تسعة شهداء سقطوا مساء أمس الاول انضم اليهم ثلاثة شهداء جدد امس بعد ليلة كاملة من الغارات الوحشية الصهيونية استهدفت مراكز حركة فتح في خمس مدن فلسطينية, في وقت نفذ ، حزب الله اللبناني أول عملية عسكرية له في مزارع شبعا بنسف دورية اسرائيلية بقنبلة موقوتة تزامنت مع تعرض مركز شرطة الاحتلال لهجوم مسلح في القدس وسط تسارع الجهود الدبلوماسية الامريكية لاحتواء التصعيد بطرح وثيقة حل لن يكتب لها النجاح اذ تتضمن رفض السيادة الفلسطينية على كامل القدس الشرقية وتحرم اللاجئين من حق العودة, وتزامن ذلك بالحديث عن مؤتمر سلام دولي جديد برعاية الامم المتحدة, من جهته طلب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقد اجتماع دولي عاجل لوقف العنف وانقاذ عملية السلام. وكانت مروحيات الاحتلال اغارت لأكثر من سبع ساعات الليلة قبل الماضية على مكاتب فتح في مدن نابلس وطولكرم والخليل وسلفيت وبيت لحم بالتزامن مع قصف وحشي لبيت جالا اسفر عن اصابة العشرات من الفلسطينيين وتدمير العشرات من منازلهم. وذكرت تقارير عبرية ان جيش الاحتلال اقر خططاً لقصف اهداف جديدة في توقيت بقي سرياً. وعقب تشييع تسعة شهداء سقطوا امس الاول عمت المواجهات مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بالتزامن مع اعلان استشهاد جهاد ابو شحمة (12 عاماً) من خانيونس والشرطي الفلسطيني سمارة نمر عبدالله (32 عاماً) متأثرين باصابات سابقة, وسامر الخضور في الخليل. واستهدفت عبوتان ناسفتان امس دوريتين للاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة فرض الجيش الاسرائيلي تعتيماً حول خسائرهما. كما تعرض مركز لشرطة الاحتلال في القدس الشرقية لهجوم مسلح لم تتسرب اية معلومات حول نتائجه. وشهدت مدينة قلقيلية امس اضرابا عاما احتجاجا على العدوان الاسرائيلى الوحشى على المدينة مما أدى الى استشهاد أحد الشبان الفلسطينيين واصابة آخرين بجراح بالغة. وذكرت قناة فلسطين الفضائية أن قوات الاحتلال الاسرائيلى واصلت فرض حصارها العسكرى المشدد على المدينة ومنعت دخول المواد الغذائية والتموينية والغاز والأعلاف والمحروقات الى المدينة التى أصبحت تعانى من ضائقة حادة من جراء النقص الشديد فى مثل هذه المواد والأدوية. في غضون ذلك لاحت في الافق مؤشرات انفجار الجبهة اللبنانية عقب اعلان اجهزة الامن اللبنانية امس عن انفجار قنبلة لدى مرور دورية اسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واضافت ان الهجوم الذي اعلن حزب الله اللبناني مسئوليته عنه (اوقع ضحايا على الارجح في صفوف الاسرائيليين). من جهتها اعلنت الشرطة اللبنانية ان سحبا من الدخان شوهدت بعد الانفجار مباشرة خلف الموقع الاسرائيلي في السماقة في مزارع شبعا. وقال سكان كفرشوبا القرية اللبنانية المواجهة لهذا الموقع لوكالة فرانس برس انهم سمعوا عيارات نارية بعد وقوع الانفجار بقليل وشاهدوا مروحية اسرائيلية تحلق فوق المنطقة على ارتفاع منخفض. ازاء هذه الاوضاع كثف المنسق الامريكي لعملية السلام دنيس روس جهوده امس حيث التقى كلاً من ايهود باراك وياسر عرفات بموازاة لقاءين مماثلين لوزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف معهما حيث طالب عرفات بعقد اجتماع دولي عاجل لوقف العنف وانقاذ السلام. واكد روس ان لا حل سوى التفاوض, فيما اشار عرفات الى رغبة الرئيس الامريكي بانجاز اتفاق السلام قبل يناير المقبل, وسط اعلان باراك في المقابل رفضه استئناف المفاوضات من دون تخفيض حاد في مستوى (العنف). ورغم نفي باراك الا ان صحيفة (هآرتس) العبرية كشفت امس عن وثيقة كلينتون للحل الوسط التي بلورها بعد تلقيه سراً اقتراحي السلطة الفلسطينية واسرائيل. وتضمنت الوثيقة ما يلي: ــ انسحاب من حوالي 90 في المئة من مناطق الضفة الغربية لصالح دولة فلسطينية. ــ تكتل استيطاني تحت السيادة الاسرائيلية في ثلاث مجموعات اساسية: غوش ارئيل, غوش عتيون, محيط القدس. ــ ثلاث قواعد عسكرية اسرائيلية على نهر الاردن, محطات انذار مبكر في سفوح الجبال الوسطى. ــ القدس: الحي المسيحي والاسلامي تحت سيادة فلسطينية والحي اليهودي والارمني تحت السيادة الاسرائيلية, والحرم: سيادة فلسطينية فوق الارض وسيادة اسرائيلية تحت الارض ويمنع اجراء حفريات مهما كانت. ــ اللاجئون: ليس لهم حق عودة الى اسرائيل (ما عدا حالات انسانية), اقامة اطار دولي, تعويضات للاجئين, حق عودة محدود الى فلسطين. كما اشارت الصحف العبرية امس الى جهود سرية تبذل حالياً لعقد مؤتمر دولي جديد للسلام برعاية الامم المتحدة هذه المرة. واوضحت ان المؤتمر سيعقد تحت شعار (احلال السلام الشامل في الشرق الاوسط) تشارك فيه كل من واشنطن وروسيا والصين واسرائيل والسلطة الفلسطينية وسوريا ولبنان واوروبا ومصر والاردن والمغرب وربما السعودية.

Email