انتفاضة الأقصى تهيمن على القمة الإسلامية بالدوحة السعودية تدعو لـتجميد العلاقات مع إسرائيل وإيران لـ (دولة للفلسطينيين الحقيقيين)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ قادة وممثلو أكثر من 50 دولة إسلامية صباح أمس في الدوحة أعمال القمة التاسعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجلسة افتتاحية هيمن على مداخلاتها التنديد بالجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والدعوة لدعم انتفاضة، الأقصى, التي أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انها ستستمر. وفي الجلسة المسائية الخاصة التي عقدتها القمة تحت عنوان (الأوضاع في فلسطين) دعت السعودية على لسان رئيس وفدها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد إلى أعمال لا أقوال وترجمة المشاعر إلى منهج وواقع مؤثر, داعيا إلى تقليص وتجميد العلاقات مع اسرائيل, مؤكدا ضرورة قطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى الأرض المحتلة. وبينما عرض الرئيس الايراني محمد خاتمي خطة من أربع نقاط من أجل حل القضية تسفر عن دولة للفلسطينيين الحقيقيين اتباع الديانات الثلاث دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, الذي تسلم رئاسة الدورة التالية للمؤتمر, إلى رفع المعاناة عن الشعب العراقي مطالبا بوضع استراتيجية عملية تساهم بحق في استرجاع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة, لكن الرئيس السوداني عمر البشير الذي تحدث نيابة عن المجموعة العربية مضى إلى أكثر من ذلك مطالبا باعلان الجهاد. وقد دعا الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودى فى كلمته امام الجلسة الخاصة حول الاوضاع فى فلسطين التي عقدت مساء بعد الجلسة الافتتاحية الى ان يكون لقاء قادة الدول الاسلامية عملا لاينتهى الا بترجمة المشاعر الى منهج واضح وواقع مؤثر. مشيرا الى ان الظروف الراهنة تمتحن فيها ارادة الامة الواحدة.. ومؤكدا فى الوقت نفسه اهمية المؤتمر. وقال (جماهيرنا تنتظر موقفا مشرفا تجاه قضايانا وخاصة القدس الشريف). وشدد على اهمية القدس كقضية اولى لكل المسلمين.. وقال (نجد انفسنا الان امام تحد كبير بسبب تمادى اسرائيل فى عدوانها).. مطالبا باستراتيجية واحدة وفعالة للحيلولة دون تمكين اسرائيل من التمادى فى اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطينى الذى يدافع عن حقه. وقال ان فلسطين والقدس امانة فى اعناقكم.. وينتظر الفلسطينيون ان يخرج هذا المؤتمر بالافعال قبل الاقوال. ووصف ما يحدث فى فلسطين بأنه شأن اسلامى مثلما هو شأن عربى وفلسطينى. وتساءل الامير عبدالله بن عبدالعزيز عن (الغاية من استمرار البعض فى علاقاتهم مع اسرائيل وكيف يكون ذلك بديلا عن العلاقات مع العالم الاسلامى).. ودعا الى تقليص او على الاقل تجميد اية علاقات مع اسرائيل.. وربط ذلك بضرورة احراز تقدم ملموس فى عملية السلام ليس على المسار الفلسطينى فحسب بل على كل المسارات. وأكد ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع اية دولة تنقل سفارتها الى القدس المحتلة.. وطالب راعيى عملية السلام الولايات المتحدة وروسيا الالتزام بدورهما والعمل لتحقيق حرية الشعوب.. وقال (ننتظر من المجموعة الاوروبية تأثيرا سياسيا فى الجهود المرتبطة بعملية السلام.. ان هدف السلام الشامل والعادل لا يمكن بلوغه الا بالتزام الطرف الاسرائيلى بأسس ومبادىء عملية السلام التى لا يزال يرفضها ويتنكر لها مما تسبب فى انهيار السلام). وأكد انه (لا يضيع حق وراءه مطالب ولايمكن تحقيق الهدف الا بالعمل المشترك والوحدة والتضامن). وافتتح الرئيس الايراني القمة بصفته رئيس المنظمة خلال السنوات الثلاث الماضية, داعيا الى اقامة دولة لـ (الفلسطينيين الحقيقيين) اتباع الديانات السماوية الثلاث. وتحدث خاتمي عن (حدثين كبيرين ومصيريين) هما الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة اللبنانية والانتفاضة الفلسطينية, وقال ان هذين الحدثين في السنوات الثلاث الماضية التي كانت فيها طهران تتولى رئاسة المنظمة الاسلامية, اثبتا انه (لا يمكن توقع سلام حقيقي وثابت ما لم تؤخذ في الاعتبار الحقوق الثابتة التاريخية والشرعية لشعب فلسطين). واعلن ان (الحل الاساسي لأزمة الشرق الاوسط وعودة الهدوء الى المنطقة) يقتضيان تحقيق اربع نقاط اولها عودة الفلسطينيين الى ارضهم. وتقضي هذه الخطة ايضا باقامة دولة فلسطينية مستقلة (في كل ارض فلسطين والقدس عاصمتها) واجراء (استفتاء عام للفلسطينيين الحقيقيين) بشأن هذه الدولة التي يعود لها امر (القرار بشأن كل من يسكن هذه الارض حاليا). من جهته دعا امير قطر التي انتقلت اليها رئاسة المنظمة, الى اعتماد (استراتيجية عملية تساهم بحق في استرجاع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة). واكد ان احلال السلام (لا يمكن ان يتحقق مع استمرار محاولات التهويد واعمال الاستفزاز والتهديد والانتهاك التي تتعرض لها مقدساتنا الدينية). اما عرفات الذي جاء الى الدوحة من نيويورك حيث طالب في كلمة امام مجلس الامن الدولي بتأمين (حماية دولية للفلسطينيين), فقد اكد ان الشعب الفلسطيني (يعيش في حالة حصار شامل متعدد الاشكال والجوانب تفرضه اسرائيل). ودعا الدول المشاركة الى (العمل على فتح اسواقها امام ابناء الشعب الفلسطيني وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وتبادل السلع والخدمات مع الفلسطينيين وتشجيع الاستثمار) في الاراضي الفلسطينية. كما دعا الاسرة الدولية الى (التعامل مع القضية الفلسطينية, بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين), مدينا القرار الذي اتخذه الكونجرس الامريكي وحمل فيه السلطة الفلسطينية مسئولية المواجهات في الاراضي الفلسطينية التي ادت الى استشهاد اكثر من مئتي شخص منذ اندلاعها في نهاية سبتمبر الماضي. واكد ان (السلام العادل والشامل في المنطقة لا يمكن ان يتحقق او يدوم الا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية وتجسيد حقه المقدس والمشروع في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بمقدساتها المسيحية والاسلامية). وتبنى الامين العام للجامعة العربية عصمت عبد المجيد اللهجة نفسها ولكنه ركز على القدس, مؤكدا انها (تمثل جزءا لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة في 1967). واضاف ان (الانتفاضة الفلسطينية تؤكد للعالم اجمع ان اسرائيل بممارساتها البغيضة والاستعمارية تدمر عملية السلام وتعيد المنطقة الى دائرة التوتر والعنف). واكد ان (انتفاضة القدس التي نقف جميعا بدون ادنى تحفظ الى جانبها ستستمر بقوة الايمان والعقيدة والحق الى ان تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس). وكان اشد الخطب حدة الكلمة التي القاها الرئيس السوداني عمر البشير بصفته ممثل المجموعة العربية في المنظمة. ورأى الرئيس السوداني ان المواجهات في الاراضي الفلسطينية (اكدت ان الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لانتزاع الحقوق من عدو لا يؤمن بلغة السلام والحوار), معتبرا ان (الجهاد في ديننا الحنيف سنة ماضية الى قيام الساعة). ودعا البشير الى (اعلان الجهاد بمفهومه الشامل الواسع لاستنفار كل طاقات الامة دعما لكتائب الشباب المجاهد في فلسطين المحتلة ودعم الانتفاضة لتحرير كامل الاراضي المحتلة وقيام دولة فلسطين المستقلة). من جهته, اشار الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي يحضر افتتاح القمة بصفة مراقب الى (النتائج الوخيمة لعدم مواصلة السير على طريق السلام), موضحا ان (انعدام الثقة المتبادل متأصل الجذور) لدى الفلسطينيين والاسرائيليين. ورأى عنان ان للمنظمة الاسلامية (دورا حاسما عليها ان تؤديه) في تحقيق (تطلعات الفلسطينيين المشروعة الى الكرامة الشخصية والاستقلال الوطني ومطالب الاسرائيليين المشروعة بأن ينالوا الاعتراف وينعموا بالامن). وفيما كانت الأمة الإسلامية تتابع أعمال القمة كانت المواجهات مستمرة في الأراضي المحتلة ما دعا مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح إلى تحريض الشعوب العربية والاسلامية الى (حرق) السفارات الاسرائيلية في الدول التي تقيم علاقات مع الدولة العبرية ان لم (تخرج القمة الإسلامية الحالية بقرارات تقطع العلاقات مع الإسرائيليين).

Email