واشنطن عرضت سيادة وهمية على الحرم ، اولبرايت صرخت في وجه عرفات: لا تتحدث هكذا مع الرئيس الامريكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين فصلا جديدا من مناورات الادارة الامريكية في قمة كامب ديفيد الفاشلة لارغام الفلسطينيين على التخلي عن القدس. واكد عريقات في هذا الصدد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رفض عرضا بسيادة وهمية على الحرم تحت ضغوط وتهديدات امريكية وعمليات ابتزاز كانت ذروتها تهديد ساندي بيرجر مستشار الأمن القومي الأمريكي بأنه لن تكون للفلسطينيين دولة ولن تكون لهم علاقات بالولايات المتحدة اذا لم يقبلوا قائمة التنازلات التي تطرحها في كامب ديفيد. اكثر من ذلك سعت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية الى اهانة الرئيس الفلسطيني الذي لم يكن يستجيب لمساومات كلينتون صائحة في وجهه (لا تتحدث هكذا مع رئيس الولايات المتحدة) ! وفي ندوة عقدها برام الله امس قال الدكتور صائب عريقات وزير الحكم المحلى ان الرئيس الأمريكى بيل كلينتون طلب عقد جلسة مع الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وحضرتها وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ومسئول المخابرات الأمريكية جورج تنت ومستشار الأمن القومى ساندى بيرجر. وأضاف ان هذه الجلسة جاءت بعد أن رفض عرفات الورقة الأمريكية التى خفضت فيها نسبة الأراضى التى تحتفظ بها اسرائيل من الضفة الغربية من 13 فى المئة الى 9 فى المئة مع قبول مبدأ التبادل فى الأراضى وحل مرض لمشكلة اللاجئين. وأشار الى أن الورقة تتضمن بالنسبة للقدس أن تكون هناك سيادة فلسطينية على الحي الاسلامي والمسيحى ولاسرائيل السيادة على الحي الأرمني واليهودى.. أما الحرم الشريف فاقترحت الادارة الأمريكية أن يكون الحرم تحت الوصاية الفلسطينية مع اعطاء اسرائيل سيادة تحت الحرم وكان رد الرئيس عرفات أن هذه الأفكار لا يمكن أن تكون أساسا للحل بأى شكل من الأشكال. وأوضح عريقات أنه فى تلك الجلسة التى أعقبت رفض المقترحات الأمريكية بدأ الرئيس الأمريكى بالحديث عن خيبة أمله وقال انكم ضيعتم فرصة فى العام 48 وفرصة أخرى فى العام 67 وأنتم الآن تخسرون كل شىء وأشار عريقات أن كلينتون قال لعرفات أنتم بحاجة الى 20 عاما أو 30 حتى تأتى فرصة أخرى. وبعد حديث كلينتون تدخل بيرجر مستشار الأمن القومى الأمريكى وقال لن تكون لكم دولة ولن تكون لكم معنا أية علاقات. وأضاف عريقات - خلال الندوة - ان جورج تنت حاول أن يدلى بما لديه من تهديدات وقال موجها حديثه للرئيس الفلسطيني يجب أن تعرف انك ستكون وحيدا فى الشرق الأوسط وكذلك فعلت أولبرايت حينما قالت الجانب الاسرائيلى يقدم وأنتم تأخذون فى جيبكم ولا تقدمون شيئا. وتابع عريقات بأن أركان الادارة الأمريكية كانوا يتلون بتهديداتهم وعرفات يستمع اليهم بكل جدية وما أن انتهوا حتى أجابهم قائلا شكرا جزيلا على ما بذلتموه من جهد لكننى لن أرضى أن أخون ولن نوافق على اعطاء الاسرائيليين أية سيادة على أى جزء من القدس. وقال الرئيس الفلسطيني اننا ضعفاء اليوم ولكن سيأتى من يحررها بعد مدة.. القدس تعنى عاصمة دولة فلسطين سواء محتلة أم غير محتلة ولن نسمح بأن يكتب أن فلسطينيا باع القدس.. سأحافظ على العهدة العمرية.. جئت لاتسلم من الاحتلال الأماكن المسيحية قبل الاسلامية. وأشار عريقات الى أن الرئيس الأمريكى حاول التأثير على الوفد الفلسطينى بعد أن استدعى طاقمه وأمرهم بتحضير حقائب السفر فى اشارة منه الى أن المفاوضات انتهت وذلك قبل أن يتوجه الى اليابان. وأضاف جاءت السيارات الأمريكية أمام مقر الرئيس الأمريكى عندما طلب الرئيس ياسر عرفات من الوفد الفلسطينى تحضير حقائبه ووضعها على جانب الطريق أمام مكان مسكنه.. وبعد ساعة جاء الرئيس الأمريكى وطلب أن تستمر المفاوضات حتى يرجع من أوكيناوا. وأوضح عريقات اتفقنا أن تستمر اللجان فى عملها واتصلنا مع الاسرائيليين الا انهم لم يوافقوا ثم اتصلنا بعدها مع أولبرايت التى بدورها مهدت للقاءات اللجان واستمرت هذه اللقاءات بين أخذ ورد دون نتيجة. وبعد عودة كلينتون من اليابان عقدت اجتماعات المفاوضين عن كل وفد وبحضوره والساعة السابعة مساء طلب كلينتون اجتماعا مع عرفات الذى بدوره قال للرئيس الأمريكى خلال سبع سنوات تحملنا ما لم يتحمله بشر ونحن نريد تطبيق قرارات الشرعية الدولية 242 و 338. عندها غضب كلينتون وقال حسنا عد الى غزة بطلا وكن بطلا لدى المسحيين والمسلمين ووحد الكنائس المسيحية الـ 13 لكنك ستعود وستبقى وحيدا فى منطقة الشرق الأوسط وحكومة باراك على وشك السقوط وعملية السلام ستسقط. وأوضح أن رد الرئيس الفلسطيني على كلينتون كان كالتالى: نحن على استعداد للعمل فى عملية السلام حتى يوم 13 سبتمبر المقبل يوما بيوم وساعة بساعة لكن لن أقبل شبرا واحدا تحت السيادة الاسرائيلية فى القدس الشريف. وكان رد كلينتون حينها ستكون غزة نظيفة من المستوطنين وهناك طريق بين الضفة الغربية وغزة وسيطرة كاملة فلسطينية على المعابر والدولة الفلسطينية ستعلن على 90 فى المئة من الضفة الغربية ومن ثم يتم التبادل ولكم سيادة فلسطينية على كثير من الأماكن الدينية فى القدس. وقال عريقات.. عندها أجابه عرفات قائلا أنت لا ترى الصورة الكبيرة وهى أننى جئت بقلب مكسور حيث اتفاوض عن 22 فى المئة فقط من فلسطين التاريخية وهو أكبر تنازل وألم لحق بالشعب الفلسطيني ولن نتنازل أكثر من ذلك والشعب الفلسطيني لم ولن يذوب. وعندها تدخلت أولبرايت بالقول أنت تتكلم مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فلماذا تتحدث هكذا.. وكان رد الرئيس عرفات عليها جئت هنا لصناعة السلام ممثلا عن العرب من مسلمين ومسيحيين وممثلا عن المسيحيين والمسلمين فى العالم ولن أقبل منكم أو من غيركم أن يدخلونى التاريخ كخائن.. أدعوكم لجنازتى فأنا مشروع شهادة منذ التحاقى بالثورة واذا كنتم تعتقدون كقوة كبرى ان بامكانكم فرض عقوبات علينا ولكن لن تسرى علينا أية عقوبات لأننا شعب معاقب. وأضاف عريقات انه فى يوم الثلاثاء 25 يوليو الساعة العاشرة اجتمع عرفات وكلينتون وباراك وقال كلينتون نريد أن نصدر بيانا ايجابيا ولا نريد أن يشتم بعضنا البعض.. فأجابه عرفات هذا مانريده وتم الاتفاق على اصدار بيان يعلن انتهاء القمة. وأوضح الوزير الفلسطينى بأنه رغم ابداء كلينتون اعجابه بأبي عمار وصموده وقوله انه أساء تقدير الفلسطينيين الا أنه خرج من الاجتماع وظل يطلق المدفعية الثقيلة على الوفد الفلسطينى وبدأ هجوما اعلاميا. أ.ش.أ

Email