يلتسين أدخل المستشفى مجددا، مصرع 260جندي روسي في الشيشان، وموسكو تعترف بمقتل مدنيين

نقل الرئيس الروسي بوريس يلتسين الى المستشفى امس لاصابته بزكام حاد مصحوب بالحمى, في وقت تصاعدت حدة المعارك التي يخوضها جيش بلاده في جمهورية الشيشان التي تعرض شمالها لقصف مدفعي مكثف طيلة ليل امس. وفيما اكدت مصادر شيشانية مقتل100جندي روسي في معارك امس ليرتفع عدد القتلي الى260عسكريا روسيا خلال يومين , اعترفت موسكو لاول مرة بوقوع ضحايا مدنيين شيشان قتلوا خلال العمليات الحربية, فضلا عن ارتفاع عدد اللاجئين الهاربين الى أكثر من 150 الف شخص. واعلن السكرتير الصحفي للكرملين ان الرئيس الروسي نقل الى المستشفى امس لاصابته بالانفلونزا وارتفاع في درجة الحرارة. وقال ديمتري ياكوشكين لرويترز في محادثة هاتفية ان يلتسين (يتلقى العلاج العادي مثل اي شخص يصاب بالانفلونزا) . واضاف ان يلتسين أحس بتوعك أمس الاول الا أنه لم تظهر اي دلائل على سوء حالته الصحية. ولم يتضح متى سيغادر يلتسين المستشفى المركزي في موسكو. وقال ياكوشكين (سيبقى في المستشفى الاحد لتلقي العلاج, وسنعرف على الارجح يوم الاثنين) . وتشكل الحالة الصحية للرئيس عنصرا رئيسيا في السياسة الروسية بينما تتجه البلاد نحو انتخابات برلمانية في ديسمبر وانتخابات رئاسة في منتصف عام 2000 حيث يتعين ان يتنحى بموجب الدستور. وذكرت وكالات انباء روسية ان الرئيس زار احد المستشفيات في الاسبوع الماضي لكن الكرملين امتنع عن التعقيب على التقرير. ونفى ياكوشكين بصفة قاطعة تقارير صحفية ذكرت أن يلتسين يعتزم اجراء عملية جراحية في ألمانيا. وكان يلتسين قد اخضع لعملية جراحية لترميم الشريان التاجي في 1996. ومنذ الجراحة ادخل المستشفى مرات عدة لاصابته بأمراض مختلفة كان اخرها في فبراير بسبب قرحة معوية. وقد اعلن الكرملين مساء الجمعة ان يلتسين يستعد لاخذ اجازة في اكتوبر. وترافق التطور السلبي في صحة يلتسين في وقت تصاعدت حدة المعارك التي تخوضها القوات الروسية في الشيشان. وعلى هذا الصعيد اعلنت الرئاسة الشيشانية ان حوالي مائة جندي روسي قتلوا امس في معارك عنيفة على الضفة الشمالية لنهر تيريك, في قرية تشرفليونايا-اوزلوفايا على بعد حوالي خمسين كيلومترا من جروزني. واعلنت الرئاسة الشيشانية في جروزني ان (القوات الشيشانية بقيادة القائد خطاب استعادت ثلثي القرية من الجنود الروس. وقد قتل حوالى مائة جندي (روسي) ودمرت العشرات من الاليات المدرعة) . ولم يكن من الممكن تأكيد النبأ الذي اوردته وكالة فرانس برس من مصدر مستقل. وقال المصدر نفسه ان (القوات الشيشانية منيت بثلاثة جرحى واحد منهم حالته خطيرة) . وتقع تشرفليونايا ـ اوزلوفايا على بعد نحو خمسين كلم شمال شرق جروزني. وخطاب هو احد زعماء المقاتلين الذين انضموا يشاركون في مواجهة الهجوم الروسي. على صعيد آخر اعترف وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف امس السبت بأن الحملة العسكرية الروسية في الشيشان اسفرت عن خسائر في الارواح بين المدنيين. وكان قادة بارزون بالجيش قد نفوا في وقت سابق تقارير عن قتل القوات الروسية لمدنيين في قرى شيشانية قائلين ان عملياتهم استهدفت المقاتلين فقط. وابلغ ايفانوف مؤتمرا صحفيا في كييف عاصمة اوكرانيا (للاسف وقعت خسائر بين السكان في الشيشان وداغستان قبلها) . واضاف (أكرر كلمة للاسف لان اى خسائر في الارواح في مثل هذه العمليات تعتبر مأساة للاسر وللدولة برمتها) . وأبلغ ايفانوف الصحفيين بعد اجتماعه مع زعماء اوكرانيا ان موسكو (تتخذ كل ما في وسعها من الاجراءات المشددة اللازمة لضمان عدم وقوع خسائر بين المدنيين او ان تكون الخسائر في اضيق الحدود) . وكانت مصادر اعلامية غربية قد سجلت وقائع مقتل عشرات المدنيين فيما يقول سكان الشيشان انه هجمات روسية. وشاهد مراسل رويترز منازل مدمرة وقبورا حديثة ومصابين في قرية اليستانجي على مسافة 35 كيلومترا جنوب شرقي جروزني عاصمة الاقليم امس الاول بما وصفه القرويون بغارة جوية. من ناحية اخرى اعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية امس ان اكثر من 150 الف شخص هربوا من الشيشان منذ بدء القصف الروسي في الخامس من سبتمبر الماضي. ونقلت وكالة ايتار-تاس للانباء عن المصدر نفسه قوله ان جمهورية انجوشيا المجاورة التي تعد 350 الف نسمة استقبلت القسم الاكبر من اللاجئين اي 142 الف شخص. كما نزح عشرة الاف لاجىء الى داغستان و1400 الى اوسيتيا الشمالية و1500 الى منطقة ستافروبول. واعتبرت السلطات الانجوشية انها باتت على شفير كارثة انسانية مشيرة الى نقص حاد في الغذاء والادوية والمسكن. كما طلبت السلطات الانجوشية من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس تأمين مئة مليون روبل على الفور (نحو اربعة ملايين دولار) لمواجهة الوضع الطارىء. ـ الوكالات

الأكثر مشاركة