تقارير البيان: عصبيون, مبتسمون, مطمئنون، اللحظات الاخيرة لوزراء حكومة الجنزوري قبل التغيير المرتقب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت التعبيرات متباينة ومتضاربة على وجوه وزراء مصر اثناء دخولهم وخروجهم الاجتماع قبل الاخير للحكومة أمس الأول, حيث ستقدم استقالتها بعد اجتماع اخير لها يوم الثلاثاء المقبل... انقسم الوزراء طبقا لهذه العلامات المتناقضة الى فرق ثلاث: عصبيون, مبتسمون, مطمئنون, بعض الوزراء صافح الصحفيين والاعلاميين, والبعض اكتفى بالتحية بايماءة الرأس... بينما تجاهلهم فريق ثالث, كان السؤال الهامس بين الجميع من سيرحل ومن سيبقى في تشكيلة الحكومة المقبلة رقم 113 في تاريخ مصر الحديث؟. كان عمرو موسى وزير الخارجية مبتسما الى حد الانبساط, وفور خروجه من الاجتماع الذي استغرق نحو الساعة و45 دقيقة توجه الى جموع الصحفيين ليسلم عليهم واحدا واحدا.. وكان احمد جويلي وزير التجارة مبتسما هو الآخر ودودا مع المتابعين من الاعلاميين. وبينما حرص د. عاطف عبيد وزير قطاع الأعمال على أن يبادل التحية للآخرين وأمامه الورد.. فشل الكل في تأكيد التوقع بالنسبة له من خلال الانطباعات. تجمع معظم الوزراء بعد الاجتماع في تجمعات ثنائية وثلاثية ورباعية.. تشابك البعض بالأيدي كعلامة على التوحد والاتفاق.. دون ان يعرف أحد ماهي طبيعة الحوار الهامس الذي كان يدور بينهم وكان يوسف بطرس غالي وزير الاقتصاد يتنقل بين هذه التجمعات, دون ان تعرف الابتسامة طريقها اليه.. فهل لهذا علاقة بما ردده البعض من قبل عن احتمالات تغييره؟ الوزارة المقبلة التي سيتم تشكيلها فور تقديم الحالية استقالتها يوم الثلاثاء المقبل.. ستكون الـ 113 في تاريخ مصر الحديث وبالتحديد منذ عام 1906 كان نصيب الحكم الملكي فيها 69 وزارة.. و43 وزارة منذ عام ,1952 منها وزارتان قبل اعلان الجمهورية وبعد تشكيل مجلس قيادة الثورة في عهد محمد نجيب واعلان الجمهورية تولى نجيب وزارتين, بينما تولى عبدالناصر وزارتين.. قبل توليه رئاسة الجمهورية رسميا في يونيو 1956 ولان الاجتهاد حول التغيير هذه الايام لا يخرج عن مجرد التكهنات, كانت الانطباعات ومراقبة السلوكيات هي المعيار لدى الذين شاهدوا عن قرب تصرفات الفريق الوزاري ولهذا استقرت ابتسامات موسى وجويلي في خانة المتوقع بقاؤهم. بدا الفريق الاقدم بين الوزراء اكثر شرودا وصمتاً حرص ماهر اباظة الذي يتولى منصب وزير الكهرباء منذ عام 1981 على الحضور مبكرا الى مجلس الوزراء وهو يحمل ملفات واوراقاً, اما سليمان متولي وزير المواصلات وهو الاقدم حيث شغل مناصبه الوزارية منذ عام 1978 فلم تر الابتسامة وجهه وكان هو الاكثر تعرضا لتوقعات الخروج في الايام الماضية, وبينما ظهر د. يوسف والي وزير الزراعة هادئا كان صفوت الشريف وزير الاعلام مترقبا. ومن الفريق الاقدم الى الفريق الهامشي على حد تعبير البعض اي الوزراء الذين يقودون وزارات ليس لها حضور دائم... كان الموقف مختلفا حيث ظهروا اكثر راحة واستقراراً الى حد ان لقطات التصوير تركزت بصورة واسعة على الدكتور محمود الشريف وزير التنمية الريفية وسأل.. ما السبب؟ دخل كمال الشاذلي وزير الدولة لشؤون مجلسي الشعب والشورى في سلام حار مع طلعت حماد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء.. ولم ينس الشاذلي ان يوزع ابتسامته على الصحفيين والاعلاميين وكان باديا على وجهه اطمئنان من نوع آخر. اما الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة فقد ظهر متأنقا في ملبسه كعادته وهو الوحيد الذي حرص على العودة بعد الاجتماع الى الدكتور كمال الجنزوري الذي ظل وحده ما يقرب من ثلاث ساعات لمراجعة الاوراق والملفات ورغم ان الجنزوري لم يخرج مع الوزراء من قاعة الاجتماع إلا انه حرص بالامس على مصافحة الصحفيين واندهش البعض من تذكره للكل بالاسم, على الرغم من عدم التعامل المباشر. وبعد أن اصبح عبدالناصر رئيسا للجمهورية وحتى رحيله عام 1970 تم تشكيل 13 وزارة, تولى رئاسة ثمان منها.. وفي عهد السادات شهدت مصر 15 وزارة تولى السادات رئاسة ثلاث منها.. ومنذ أن تولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم عام 1981 تشكلت 9 وزارات, تولى رئاسة واحدة منها فقط.. ومن هذه الاحصاءات يتضح أن متوسط عمر الوزارة في عهد الرئيس مبارك وصل الى عامين بينما في الرئيس محمد نجيب 8 شهور, وفي عهد عبدالناصر 13 شهراً, وفي عهد السادات 9 شهور فقط.. ويعتبر الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء السابق هو أكثر رؤساء الوزراء استمرارا مع الرئيس مبارك حيث شغل موقعه 9 أعوام متواصلة.. منذ عام 1987 حتى عام 1996.. أما الدكتور كمال الجنزوري الذي يدخل الان باب التكهنات في بقائه أو رحيله فتولى موقعه منذ عام 96.

Email