رفضت العاصمة البديلة في مباحثات سرية بباريس،السلطة تجري استفتاء الدولة بمشاركة اللاجئين

ت + ت - الحجم الطبيعي

جددت اسرائيل تمسكها بما تعتبره خطوطا حمراء للمفاوضات مع الفلسطينيين وعدم التنازل عن القدس, وتبنت حكومة ايهود باراك غداة انطلاق مفاوضات الوضع النهائي خطة ليكودية لتوسيع مستوطنات القدس واقامة مجمع للسفارات, مستبعدة التوصل لاتفاق حول المدينة المقدسة خلال السنوات العشر المقبلة, ملمحة الى احتمال امتدادها لربع قرن , في وقت حذرت السلطة من ان استمرار الاستيطان وتهويد القدس سيؤدي الى قتل المفاوضات, معربة عن استعدادها لاجراء استفتاء بمشاركة اللاجئين في الشتات حول الدولة وقبل نهاية المفاوضات. وكشفت مصادر اسرائيلية عن مفاوضات سرية جرت في باريس قبل ثلاثة شهور رفض خلالها الفلسطينيون اقتراحات اسرائيلية بمنح صلاحيات مدنية لأهل القدس أو جعل أبوديس عاصمة بديلة, والتنازل عن القدس. وقال وزير العدل الاسرائيلى يوسى بيلين أمس ان هناك ضرورة لاجراء مفاوضات حول القدس دون تحديد وقت وانه بسبب الرمز الذى تمثله المدينة فقد لايتم التوصل الى حل بشأنها فى العقد الحالى. وقال بيلين فى تصريحات للاذاعة الاسرائيلية ان الوثيقة التى سبق وبلورها مع امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ليست ملزمة وانها لم تعد من أجل المفاوضات لانها لم توقع اطلاقا. وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي قد استمع الى تقرير من وزير الخارجية الاسرائيلى ديفيد ليفي الذي أكد ان اسرائيل ابلغت الفلسطينيين بشكل لا يقبل التأويل أنها لن تتنازل عن خطوطها الحمراء بشأن القدس وعودة اللاجئين ومسألة المستوطنات الاسرائيلية. وامتدح ليفي في تقريره كبير المفاوضين الفلسطينيين حول الحل النهائي محمود عباس (أبو مازن) وقال انه رجل ايجابي للغاية ويظهر الرغبة في التوصل الى حل للقضايا المطروحة. وقررت الحكومة الاسرائيلية تشكيل لجنة لاقرار ميزانية توسيع المستوطنات في القدس وفقا لخطة حكومة بنيامين نتانياهو السابقة. وطالب ايهود أولمرت رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس بمنع زيادة أعداد العرب في القدس, وقال اولمرت في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية انه لا يمانع في أن تجري مفاوضات طويلة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول القدس بشرط عدم تغير الوضع الحالي. وأضاف اولمرت (لا امانع اذا كانت المفاوضات ستستمر 25 عاما) . وافاد اولمرت الذي ينتمي لحزب الليكود اليميني المعارض انه حث لجنة وزارية جديدة بشأن القدس اثناء اجتماعها امس على انشاء مراكز صناعية وتقديم حوافز للشركات للانتقال الى القدس ودعم اسكان الشبان اليهود. وعلى صعيد المفاوضات السرية التي سبقت افتتاح مفاوضات الوضع النهائي شارك في هذه اللقاءات السرية عن الجانب الاسرائيلي حايم راحون وشلومو بن عامي ومثل الجانب الفلسطيني فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس وحاتم عبدالقادر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني, واستهدف اللقاء كما اوردته الاذاعة العبرية تبادل الآراء والحوار على المستويين السياسي والاكاديمي بشأن ملف التسوية الدائمة وقد تم التركيز في اللقاء السري على مستقبل مدينة القدس التي تعتبر الاكثر حساسية وتعقيدا. الجانب الاسرائيلي استند خلال هذه اللقاءات الى صيغة منح حكم ذاتي لسكان شرقي القدس وليس الأرض ويدير السكان شرقي القدس بأنفسهم الشؤون البلدية, المياه, الصحة. ورفض الممثلون الفلسطينيون هذا الاقتراح على اساس ان سكان المدينة الفلسطينيين يمتعتون حاليا بحكم ذاتي بعد فرضهم واقعا جديدا. ومن بين المقترحات الاخرى اقامة مجلس بلدي اعلى مشترك تخضع له احياء تتمتع بحكم ذاتي موسع وهذا الاقتراح رفضه الطرف الفلسطيني ورفضوا كذلك الصيغة التي بلورها ابو مازن وبيلين في حينه حين تكون بلدة ابو ديس العاصمة الموسعة للفلسطينيين وان يتم ضم اجزاء من شرقي القدس اليها. وفي سياق التحذير الفلسطيني من استمرار سياسة الاستيطان قال ياسر عبد ربه وزير الثقافة والاعلام بالسلطة وعضو فريق المفاوضات في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس ( سنجري مع نهاية مفاوضات الوضع النهائي استفتاء للشعب الفلسطيني لكي يقول كلمته في الخيار الذي يريد حول اقامة دولته المستقلة وسنعمل لكي يشارك به كل ابناء الشعب الفلسطيني سواء الذين في وطنهم او في الشتات) . واكد عبد ربه ان (حقنا كفلسطينيين في اقامة دولتنا هو حق مطلق ولن نفاوض او نناقش احدا به سواء الاسرائيليين او غيرهم فشعبنا هو الذي يقرر مصيره بنفسه وهو ما تكفله لنا كافة المواثيق والشرعات الدولية) . وتابع في هذا السياق (التفاوض بيننا وبين الاسرائيليين سوف يدور حول شيء واحد فقط, وهو الاتفاق على تنظيم انسحابهم من الاراضي الفلسطينية وتطبيق الشرعية الدولية) .

Email