ياسين يستنكر ويناشد عبدالله الثاني وقف الحملة،تصفية حماس في الاردن لمدها كتائب القسام بالمال واشنطن واسرائيل ترحبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مصادر مطلعة في عمان ان الحملة ضد حركة حماس تستهدف تصفية تواجد الحركة على الساحة الاردنية بعد اكتشاف شركات وهمية تابعة للحركة تمول جناحها العسكري(كتائب القسام)بالمال وسط تضارب الانباء حول اعتقال قياديين للحركة مختبئين في الاردن, وقرار المتواجدين منهم في ايران عدم العودة , وفيما رحبت اسرائيل وواشنطن بالحملة التزمت السلطة الصمت أعلنت جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب الاردنية معارضها من هذه الحملة التي ردتها للضغوط الامريكية ـ الاسرائيلية ورأت فيها انتهاكا للدستور وتضييقا للديمقراطية, فيما ناشد قياديو الحركة في غزة عاهل الاردن بوقف هذه الحملة التي فسرها مراقبون بترجيح كفة قيادات حماس في الداخل التي تتسم بالاعتدال في مواجهة تشدد القيادات في الخارج. فقد بدأت السلطات الاردنية أمس تحقيقا مع نحو 13 من اعضاء حماس في الاردن اعتقلهم الليلة قبل الماضية خلال حملة أغلقت في اطارها مكاتب قادة الحركة وشركات تجارية تتبع لهم. كما اصدرت الحكومة الاردنية مذكرات توقيف ضد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وعضوي المكتب موسى ابو مرزوق وابراهيم غوشة المتواجدين في ايران فيما تضاربت الانباء حول اعتقال محمد نزال وعزت الرشق قياديي حماس المختبئين في الاردن. وقالت المصادر ان التحقيقات الاولية كشفت شركات تجارية وهمية تتبع لحماس كانت تتلقى التبرعات من مختلف دول العالم وتقوم بتحويلها الى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس لتمويل هجماتها العسكرية ضد اسرائيل. وأكدت المصادر ان مشعل وابومرزوق وغوشة قرروا عدم العودة الى الاردن تفاديا للاعتقال حيث صدرت مذكرات بذلك لكافة المراكز الحدودية وانهم طلبوا من عائلاتهم هاتفياً الرحيل والانضمام اليهم. وأشارت ذات المصادر الى ان قادة حماس في دمشق ايضاً صعقوا لهذه الحملة وتوجسوا من حملة مماثلة بعد ابلاغ الحكومة السورية فصائل المعارضة الفلسطينية بوقف الكفاح المسلح وهو ما لم تؤكده مصادر مستقلة. قادة حماس في غزة نددوا جميعا بهذه الحملة واعتبرها بعضهم محاولة لاسترضاء واشنطن فيما ناشد مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني وقفها. وكانت السلطة الفلسطينية التزمت الصمت ازاء هذه الحملة وقال امين عام مجلس الوزراء احمد عبدالرحمن انها (شأن اردني داخلي) . اما اسرائىل فقد رحبت بهذه الخطوة التي بررتها برغبة الاردن في العيش بسلام معها ومع الاطراف العربية. وفي واشنطن رحبت الولايات المتحدة بالاجراءات التي اتخذتها السلطات الاردنية بحق حماس وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس فولي اننا نرحب بالعمل الذي قام به الاردن ونعتبره ايجابياً. وذكر فولي ان بلاده لا تزال تعتبر حركة حماس منظمة ارهابية وان على جميع الدول القيام بما يلزم لكبح نشاطاتها. لكن اعنف ردود الافعال صدرت عن جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وحزب جبهة العمل الاسلامي الذي كان امينه العام عبداللطيف عربيات التقى رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة قبل 24 ساعة من بدء الحملة هذه. وطلب المراقب العام للاخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات من الروابدة ورئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي لقاء الملك عبدالله الثاني واعتبر ان هذه التطورات ترتبط بجولة وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الى المنطقة التي تبدا غدا (الخميس) كما ترتبط بتعيين رئيس جهاز الموساد الاسبق داني ياتوم منسقا للعلاقات الاردنية الاسرائيلية في التاسع عشر من اغسطس الماضي. وكان ياتوم استقال من رئاسة الموساد اثر محاولة الاغتيال الفاشلة ضد مشعل. ونفى الذنيبات ان يكون في نية الحركة اللجوء الى العنف مؤكدا (اننا نتبع دائما الطرق القانونية والسلمية وهذا خط لا رجعة عنه) . ووصف ذنيبات هذه الحملة بأنها خطوة خطيرة وتوجه ضربة قوية للاصلاحات الديمقراطية التدريجية التي بدأت منذ اعمال الشغب التي وقعت عام 1989. ومضى يقول ان الجماعة تعتبر الحملة على حماس خطوة في غاية الخطورة وتنتهك الدستور الاردني الذي يضمن حق المدنيين في التعبير بشكل سلمي عن ارائهم السياسية. وطالب حزب جبهة العمل الاسلامي اكبر الاحزاب السياسية في الاردن الحكومة بالغاء قرار غلق المكاتب مشيرا الى انه يعتبر الوضع خطيرا. ومن جانبها انتقدت بقية احزاب المعارضة الاردنية حركة الاعتقالات ووصف بيان اصدرته اللجنة العليا لاحزاب المعارضة هذه العملية بانها عرفية وغير مبررة وحذرت من تداعيات الاجراءات على الصعيدين الداخلي والاقليمي وعلى سمعة الاردن وصورته في الخارج. وأعرب العديد من النشطين عن قلقهم من ان اغلاق مكاتب حماس قد يكون تمهيدا لاجراءات صارمة وقيود على التيار الاسلامي أكثر التجمعات السياسية تنظيما في البلاد. وقال جميل أبو بكر المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين لرويترز ان هذه ضربة لامال التحرر الديمقراطي وامال المواطنين في العهد الجديد ولن تؤدي الا الى افساد المناخ وخلق جو من التوتر. وكان قياديو حماس في غزة استنكروا هذه الحملة واعتبروها محاولة لاسترضاء واشنطن على أبواب زيارة أولبرايت وسط ترجيح أوساط ان تكون تهدف لترجيح كفة هؤلاء القياديين المعتدلين في مواجهة المتشددين في الخارج. وناشد مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين في مؤتمر صحافي عقده بمنزله في غزة عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني وقف هذه الحملة. عمان ـ ماهر أبو طير

Email