افتتاح قمة الاطلسي بمجلس حرب حول كوسوفو:(الناتو)يقرر حظرا نفطيا على يوغسلافيا، قادة الحلف يرفضون عرض ميلوسيفيتش بنشر مراقبين مدنيين في الاقليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت قمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) التي بدأت اعمالها في واشنطن امس فرض حظر نفطي على يوغسلافيا وبحث احتمال فرض حصار بري من اجل احترام الحظر . وفيما اكدت القمة عدم تنازلها عن المطالب الخمسة التي يتعين على بلجراد تلبيتها لحل الازمة في كوسوفو اكدت امكانية تعليق قصف بلجراد حال موافقة الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش على مطالب الاطلسي . فقد افتتح زعماء الدول التسع عشرة الاعضاء في حلف الناتو اعمال قمتهم الخمسين امس في واشنطن بمجلس حرب حول كوسوفو تزامن مع اليوم الواحد والثلاثين للضربات الجوية التي يشنها الحلف على يوغسلافيا . واعلن الرئيس الامريكي بيل كلينتون في الجلسة الافتتاحية ان قادة الحلف سيوجهون رسالة وحدة وحزم الى ميلوسيفيتش وسيواصلون حملتهم الجوية مهما طال مداها وطالما تطلب الامر ذلك, في حين لم تستبعد مصادر قرار التدخل البري. واعتبر السكرتير العام للحلف خافيير سولانا ان اوروبا تواجه ازمة خطيرة في كوسوفو. واكد ان الناتو مصمم على اتهام ميلوسيفيتش انه لامكان لسياساته في اوروبا عشية الالفية الثالثة. وأدى التضارب والغموض الذي لف تصرحيات المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين حول قبول بلجراد قوات دولية في كوسوفو, والذي تبعه اعلان بلجراد قبولها مراقبين دوليين مدنيين الى وجود اجماع بين دول الناتو على اعتبار عرض الرئيس اليوغسلافي غير كاف وقاصر عن تلبية مطالب الحلف, والمطالبة بمزيد من التوضيح. فيما اتفق الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير على رفض المقترحات بعد أن كان كلينتون رحب بها الليلة قبل الماضية. وأكد دبلوماسيون فرنسيون والمان أن قادة الناتو أكدوا في بيان عقب الجلسة الأولى التي دامت ثلاث ساعات عدم القبول بأي تنازلات في المطالب الخمسة التي يتعين على بلجراد تنفيذها لحل الأزمة في كوسوفو. وقبل ساعات من بدء القمة قصفت طائرات الناتو مبنى التلفزيون الصربي الحكومي, وعطلت ارساله لمدة خمس ساعات قبل أن يتمكن من معاودته بتقنيات جديدة ومحطة محولات كهربائية في قلب العاصمة لتدمير الآلة الدعائية للصرب, واسفرت الغارة عن مقتل 15 واصابة 15 آخرين. وأكد الهجوم تصميم الناتو على تكثيف الغارات وتجاوز الأهداف العسكرية لتدمير الرموز السياسية لنظام بلجراد. وفيما تختتم قمة الناتو ظهر غد الأحد نسفت بلجراد مبادرة المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين باعلانها القبول فقط بوجود دولي مدني غير مسلح في كوسوفو الأمر الذي رفضه قادة الناتو واعتبروا أنه قاصر عن تلبية مطالبهم. وكان الغموض قد اكتنف موقف بلجراد ومدى قبولها بوجود عسكري حيث تضاربت تصريحات تشيرنوميردين الذي اعتبر أن الكرة أصبحت في ملعب الناتو معربا عن استعداده لاجراء محادثات مع زعماء الحلف. وأوضح وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف عقب لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس أن اتفاق تشيرنوميردين مع ميلوسيفيتش تضمن احتمال وجود دولي ــ دون تحديد طبيعته ــ ووقف فوري للعمليات العسكرية والسماح بعودة اللاجئين بشرط ان يكون الوجود الدولي تحت مظلة الامم المتحدة, واجراء مباحثات حول مستقبل كوسوفو. ففي افتتاح قمة الناتو جلس زعماء الدول الـ 19 وبينهم الاعضاء الجدد: بولندا والتشيك والمجر للمرة الأولى حول مائدة مستديرة في قاعة رونالد ريجان الرئيس الأمريكي الأسبق على مقربة من البيت الأبيض. وكان من المقرر ان يشارك الزعماء في حفل بالهواء الطلق يشمل عروضا للطائرات العسكرية تم الغاؤه عندما بدأت قوات الحلف ضرباتها ضد يوغسلافيا. وشارك القادة عقب جلسة افتتاحية دامت ثلاث ساعات في احتفال في القاعة التي شهدت توقيع معاهدة تأسيس الحلف في الرابع من ابريل عام 1949. ورفض قادة الناتو اقتراحا من ميلوسيفيتش لوقف الغارات الجوية مقابل وجود قوة مراقبة دولية. ويشارك في احتفالات الناتو أيضا 42 رئيس دولة, ورئىس حكومة سابقين من أعضاء الناتو بالاضافة إلى زعماء 23 دولة من مجلس الشراكة لأجل السلام إلا انهم لم يشاركوا في الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على القادة الـ 19 وسط اجراءات أمنية صارمة. وفي سياق الضربات الجوية أعلن مسؤول يوغسلافي ان قصف مبنى التلفزيون الحكومي أسفر عن مقتل عشرة أشخاص واصابة 18 فيما أشارت مصادر مستقلة إلى ان عدد القتلى 15 قتيلا واستأنف التلفزيون بث برامجه بعد انقطاع دام خمس ساعات. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ان طائرات الناتو قصفت محطات ومحولات كهربائية في بلجراد كنوع جديد من الاهداف. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني قصف محطة التلفزيون هدفا شرعيا لقيام التلفزيون بتأجيج الصراع العرقي وتهيئة الاجواء للمذابح والابادة الجماعية. واستهدفت ضربات الناتو وسط صربيا ودمرت جسرا على نهر راسينا جنوب بلجراد وأهدافا في نوفيسادتاك أكبر مدن صربيا. الوكالات

Email