عبد المجيد يبعث موفداً خاصا الى الكويت بشأن الاسرى: مبارك حمل افكارا عراقية الى الكويت، السباعية تعقد اجتماعها الاول بدمشق بعد العيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر دبلوماسية لــ (البيان) ان الرئيس المصري حسني مبارك حمل افكارا عراقية الى الكويت بشأن قضية الاسرى والمفقودين خلال زيارته المفاجئة للكويت امس الاول والذي قال بعد ساعات من اتمامها ان هناك مناخاً عربياً افضل الان من اي وقت مضى . في هذا الاثناء اكد عصمت عبد المجيد الامين العام لجامعة الدول العربية هو الآخر انه جرى استعادة الثقة بين الاشقاء العرب وبعث عبد الجيد بموفد خاص الى الكويت بعد يوم من زيارة مبارك لبحث آلية حل المشكلات الانسانية في اشارة الى ذات الموضوع (الاسرى) . وعلى صعيد الانفراج العربي الذي اعقب اجتماعات الدورة 111 لجامعة الدول العربية قررت اللجنة السباعية المكلفة بحث رفع الحظر المفروض على العراق عقد اجتماعها الاول بدمشق بعد عيد الاضحى المبارك. وذكرت مصادر دبلوماسية لــ (البيان) ان محمد سعيد الصحاف وزير الخارجية العراقي تعهد رسميا بالتعاون مع اللجنة تعاونا تاما. الصحاف وفي موضع اخر ابدى استعداد بغداد للاعتراف بخطأ غزو الكويت. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة ان زيارة الرئيس المصري الى الكويت استهدفت بحث حل ازمة الاسرى الكويتيين لدى العراق, واكدت المصادر ان زيارة مبارك لم تكن معدة سلفا, وانما تم ترتيبها في ضوء اللقاء الذي اجراه وزير الخارجية المصري عمرو موسى مع نظيره العراقي محمد سعيد الصحاف في القاهرة على هامش اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول العربية منذ ايام. اذ عرض الوزير العراقي افكارا يمكن بموجبها حل الازمة بين العراق والكويت وذكرت المصادر ان العراق الذي دعا وزراء الخارجية الى مناقشة موضوع المفقودين العراقيين والكويتيين والسعوديين, كان يهدف من ذلك الى ايجاد حل عملي لما تطالب به الكويت من اعادة اسراها لدى العراق. والمحت المصادر الى ان مصر قد تكون طرحت الوساطة لهذه المشكلة العالقة منذ غزو العراق للكويت. وفي محاولة لاعادة الشق العربي من الازمة العراقية الى حظيرة الجامعة بعث عبد المجيد بالسفير حسين حسونه رئيس بعثة الجامعة في نيويورك الى الكويت للالتقاء بالمسؤولين هناك والتشاور والتنسيق معهم فيما يتعلق بتطبيق مقررات الدورة 111 للجامعة والمتعلقة بوضع آلية ضمن قرارات مجلس الامن واتفاقية جنيف في اشارة الى قضية الاسرى بين العراق والكويت والسعودية. عبد المجيد من جانبه يؤكد في احتفالات الذكرى 54 لتأسيس الجامعة العربية اليوم بأنه تم استعادة الثقة بين الاشقاء. وفي بيان يصدره حصلت (البيان) على نسخه منه يشير الى ان الوضع العربي شهد جهودا متواصلة من اجل تنقية الاجواء ولم الشمل ومعالجة تداعيات ازمة الخليج وتحقيق المصالحة القومية العربية التي اصبحت اليوم ضرورة ومصير اتجاه مايحاك ضد امتنا العربية من مؤامرات وتهديدات واستفزازات اقليمية ودولية. ويؤكد عبد المجيد أن الحوار العقلاني الذي شهدته اجتماعات مجلس الجامعة منذ أيام (اسهم بشكل فعال في اعادة بناء الثقة بين الاشقاء) واعتبر الامين العام ان القرارات الصادرة عن الدورة 111 لمجلس الجامعة (قرارات مهمة تؤكد التضامن والتلاقي بين الدول العربية) . في هذه الاثناء ابلغت مصادر دبلوماسية (البيان) ان اللجنة السباعية المنبثقه عن الاجتماع التشاوري العربي الخاصة ببحث سبل رفع الحظر المفروض عن العراق ستعقد اجتماعها الاول بدمشق بعد عيد الاضحى المبارك وقالت ذات المصادر ان وزراء الخارجية العرب اعضاء اللجنة تلقوا تعهدات رسمية من محمد سعيد الصحاف وزير الخارجية العراقي بالتعاون مع اللجنة. واكد الصحاف حرص بلاده على تيسير اعمال هذه اللجنة من اجل تحقيق المهام المكلفة بها, مشيرا في الوقت ذاته بالروح الجديدة التي سادت العمل العربي من أجل التضامن مع الشعب العراقي في محنته. وعلمت (البيان) ان فاروق الشرع وزير الخارجية السوري اجرى اتصالات عاجلة مع الوزراء اعضاء اللجنة في اطار الاتفاق على عقد أول اجتماع لها بعد عيد الاضحى المبارك, دون تغيير في مكان استضافة اجتماعاتها وهي دمشق. كما نقل الشرع الى نظرائه كذلك المقترحات التي قدمها الصحاف خلال اجتماع عقده معه على هامش اجتماعات الدورة الاخيرة للجامعة العربية, وتركز بالدرجة الاولى على توسيع عضوية الدول المشاركة فيها, واجراء مشاورات حول امكانية انضمام العراق الى عضويتها. وفي موضع آخر اعلن وزير الخارجية العراقي ان بلاده مستعدة لمناقشة اسباب غزوها للكويت وربما ارتكابها خطأ في ذلك, وذلك في حديث نشرته صحيفة (العالم اليوم) المصرية المستقلة امس. وقال الصحاف ان العراق مستعد لخوض (حوار جاد ومسؤول هدفه حل الاشكال والخروج من حالة التردي والانقسامات الى حالة افضل حتى نخدم مصالحنا كلنا بضمانات تطمئن الجميع بحيث لا يشعر كل اخ عربي, كل قطر عربي بانه مظلوم) . واوضح الصحاف ان بلاده ليس لديها اي حساسية (اطلاقا) لفتح اي من الملفات حول (لماذا دخلنا الكويت, لماذا ضرب العراق) . وقال الصحاف , نحن نعتقد انه بالامكان ان نلتقي, ان نجتمع كبلدان عربية وكل اخ عربي يعرض ويقول هذا الذي حصل, كذا كانت الاسباب, ومن يكون تفسيره وتقديراته خطأ يتحمل مسؤوليتها) . وردا على سؤال حول (هل مقبول عراقيا انه من الممكن ان يكتشف العراق من خلال اخوانه العرب انه اخطأ في مبدأ) , قال الصحاف (نحن مقدما نقول ذلك, ويمكن ان تكون الكويت او السعودية اخطأتا ايضا في قضايا كثيرة) . وعلى سؤال ان (العراق من الممكن ان يخطىء) قال الصحاف (نحن حالنا حال الآخرين, لا يوجد قطر عربي معصوم من ان يخطىء, ولكن قبل ان اوحي بان العراق اخطأ او الكويت اخطأت او السعودية اخطأت دعنا نتفق على المبدأ السليم. ثم نحن سياسيون دعنا نتفق على التوازن بمعنى ان كل طرف سيدخل في الحوار يشعر بوضوح ومقتنع بان هذا الحوار لديه ضمانات لان يطرح موضعه ويحصل على حقوقه) . وحول قضية الاسرى والمفقودين الكويتيين, قال الصحاف ان العراق وفر معلومات حول (اكثر من 300 من اصل 598 حالة) في حين انه لم يحصل (على اي شذرة) عن حوالي الف من المفقودين العراقيين ابان حرب الخليج.

Email