كارثة على ابواب قمة برلين الاصلاحية: استقالة جماعية للمفوضية الاوروبية لاتهامها بالفساد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدم اعضاء المفوضية الاوروبية العشرون امس استقالة جماعية في بادرة غير مسبوقة اثر تقرير اعده محققون مستقلون يتهمهم باللامسؤولية والفساد واختلاس ملايين الدولارات الامر الذي نفاه رئيس المفوضية جاك ساتير واعتبرته بريطانيا كارثة ينبغي المسارعة الى تلافيها بتعيين مفوضين جدد يتولون المهام التنفيذية للاتحاد الاوروبي وسط سباق مع فرنسا والمانيا لترؤس المفوضية الجديدة. وتأتي الاستقالة الجماعية لاعضاء المفوضية الاوروبية قبل قمة الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل في برلين الامر الذي اعتبره مراقبون يتسبب في ازمة سياسية واوروبية للاتحاد الذي لم يشهد حالة مماثلة منذ تأسيسه قبل 24 عاما. واعلن سانتير رئيس المفوضية استقالة اعضائها العشرين امس التي حث عليها مفوض الشؤون الزراعية فيشيلر لكنه وبالتزامن مع بيان للخارجية الالمانية اكد ان اللجنة ستواصل مهامها الى حين تعيين مفوضين جدد. وكان البرلمان الاوروبي الذي رحب بهذه الاستقالة شكل لجنة اطلق عليها لجنة الحكماء الخمس للتحقيق في اعمال المفوضية. وخلص تقرير اللجنة اللاذع الذي يقع في 144 صفحة الى اتهامات لاعضاء في المفوضية باللامسؤولية وفقدان السيطرة على الجهاز الاداري اضافة لاتهامات بالرشوة والمحسوبية وتقاضي عمولات ووساطات واختلاسات بمئات الملايين من الدولارات. وكان في مقدمة هؤلاء المفوض الاسباني (مارين) الذي ارتكب مكتبة اختلاسات بملايين الدولارات, والمفوضة الفرنسية (كريسون) التي استخدمت نفوذها في تعيين صديق لها يعمل طبيبا للاسنان في منصب هام, ولم يسلم (جاك سانتير) رئيس المفوضية من الاتهامات لفشله في تقويم سلوك اعضاء اللجنة, بجانب فشله في علاج الفساد قبل تفاقمه او كشفه في وقت مبكر. وفور اعلان نبأ الاستقالة اعتبرتها لندن (كارثة ينبغي التحرك سريعا لتفادي تبعاتها بتعيين مفوضين جدد (وقالت انها ستعيد ترشيح ممثليها الاثنين وسط تقارير عن بدء السباق البريطاني ــ الفرنسي ــ الالماني لانتزاع رئاسة المفوضية الجديدة. وما يزيد من خطورة الاستقالة هذه هو توقيتها الحساس اي قبل بدء قمة برلين الاوروبية لوضع تفاصيل اصلاحات واسعة في ميزانية الاتحاد البالغ حجمها 85 مليار يورو كما تأتي بعد اطلاق العملة الاوروبية الموحدة الفتية. ورحب اعضاء البرلمان الاوروبي باستقالة اللجنة الاوروبية ودعوا الى اجتماع قمة عاجل لزعماء الاتحاد لتعيين هيئة تنفيذية جديدة. وقال ويلفريد مارتنس زعيم الديمقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان في بيان (هذه فرصة لبداية جديدة ومرحلة جديدة من المسؤوليات السياسية والمكاشفة الديمقراطية في اللجنة الاوروبية) . واضاف قائلا (نناشد المجلس الاوروبي الاجماع على وجه السرعة وعقد اجتماع قمة استثنائي, يجب ان يشترك البرلمان الاوروبي بشكل كامل في هذه العملية من بدايتها لترشيح لجنة جديدة) . وفي المقابل نسب راديو لندن امس الى سانتير قوله انه لا يمكنه ان يقبل الصورة العامة للمفوضية المتسمة باللامسؤولية التي رسمها التقرير الذي استند الى عدد صغير من الحالات. وقال انه على الرغم من ان المفوضية تستحق النقد على سوء الادارة والمحاباة الا ان التقرير لم يجد دليلا على فساد او مكاسب شخصية. بروكسل ــ سعيد السبكي

Email